نفحات رمضانية
يحل علينا شهر رمضان الكريم بخيراته وبركاته وتتجه كل عائلة في هذا الشهر الكريم، نحو الصيام في الإمساك شرعاً عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بالنية اعتباراً أن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام وقد انزل فيه القرآن فإذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم. ومن فوائد الصيام الامتناع عن النميمة وكسر الشهوة وحفظ النفس من الحرام ويقوي الإرادة والإيمان في الحفاظ على الروح والجسد من المعاصي والى جانب ذلك يتقرب المؤمن من ربه أكثر وتصبح أولوياته الصحيحة هي الله تم أنا تم عائلتي فمن لا يستطيع أن يضع تلك الأولويات في حياته اليومية يفقد صلته بالرب فالحياة وملذاتها ومشاكلها تبعد الإنسان عن خالقه ويصبح وحيداً في مواجهة المصاعب ولهذا تكثر المشاكل على وجه الأرض، بسبب تراجع القيم والأخلاق والمبادئ الإنسانية وسيطرة الجشع والحسد وقتل الإنسان أخاه الإنسان للترفع على عرش التملك والقيادة ليس لمصلحة الشعب بل لخوض معركة الكبرياء ولا تهم الخسائر البشرية فالكبرياء عدو الله.ولذا يأتي هذا الشهر في كل سنة ليستطيع كل مسلم معرفة السلام والشعور بألم الفقير والمحتاج والمسكين ليعرف المعنى الحقيقي لوجوده وينمي روح الإنسانية والكرم لصالح المجتمع الذي يعيش فيه، فإذا زادت الأيادي البيضاء في كل بلد ومديرية وحي يكون عمى السلام البلاد والازدهار والنجاح فالبناء هو خير للإنسان والدمار شره المناقض له.وهنا لابد أن يعرف كل مسلم كيفية التسامح مع النفس عن طريق الاختلاء حسب الاستطاعة كل يوم بقراءة القرآن الكريم وفهمه وتطبيق ما علم به على ارض الواقع وان يكون هذا الشهر انطلاقة في حياة كل إنسان للتغيير نحو الأفضل والاهتمام بتربية الروح وإعطائها الغذاء السليم، والى جانب ذلك وجب على كل مسجد وإمام أن يدعو لليمن ولقيادة اليمن بالخير والعافية والصحة والازدهار والسلام والقضاء على الفساد والمفسدين وان يجعل الله هذا الشهر شهر الغفران لكل مسلم يركع كل ركعة وهو يسجد ويدعو فدعوة الصائم مقبولة إعلاناً لمبدأ وحدة المسلمين، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النّاس بالخير, وكان أجود ما يكون في رمضان.ومما ينبغي فعله في الشهر العظيم تهيئة الأجواء والنفوس للعبادة .. هناك طرق عديدة وكل مسلم يختار حسب إيمانه واستطاعته بدخول رمضان في إتقان الصيام، والخشوع في التراويح، وعدم الفتور في العشر الأوسط , وتحرى ليلة القدر, والصدقة, والاعتكاف عند البعض ومن هذا المنطلق نرجو أن يكون هذا الشهر حيث تتطهر النفوس من سيئات الدنيا وتصحي، ليس فقط من اجل شهر واحد بل تكون بداية لنهضة الخير والسلام لبلادنا اليمن بعيداً عن الفتن والقبيلة والتعصب لأجل العيش بكرامة ونبل في ظل راية الوحدة للأمة الإسلامية والعربية وللعالم كله