“الوباء الأسود “ يعود من جديد
الطاعون .. هذا الوباء القاتل أو كما يطلقون عليه “الوباء الأسود” يعد من أقدم الأمراض التي عرفتها البشرية على مر العصور، وراح ضحيتها ملايين الأشخاص من مختلف الأجناس، وقد اتخذ العلماء وسائل عدة في حربهم التي لا تزال مستمرة ضد الوباء ولكن معظم محاولاتهم كانت تبوء بالفشل لأن خطورة هذا الوباء تكمن في سرعة اختراقه للأنسجة البشرية.ويسبب الطاعون ألماً شديداً وحمى وورماً في الغدد اللمفاوية، ويسبب هذا المرض بقعاً حمراء على الجلد ثم تتحول إلى بقع سوداء مخيفة.ويشعر مريض الطاعون بالصداع والبرد في الأطراف، وسرعة في ضربات القلب، ثم يحدث نزيف تحت الجلد، ويسبب لطخات على الجلد، ثم يبدأ الجهاز العصبي بالانهيار، وتبدأ بعد ذلك الاضطرابات العصبية الغريبة والتي يتمايل منها المريض وكأنه يرقص رقصة الموت، وخلال عدة أيام يكون الجلد قد تحول للون الأسود وفارق المريض الحياة.ظهر في ليبيا أقل أنواع الطاعون ضررا, وأن علاجه أصبح سهلاً عن طريق المضادات الحيوية. وكانت ليبيا قد احتجزت 13 حالة بعد إصابتهم بالمرض، وأكدت المصادر الليبية أنه قد توفي منهم حالتان، وبدأت السلطات الليبية تطعيم سكان المدينة ضد المرض.[c1]طرق العدوى[/c]1 - ينتقل الطاعون إلى الإنسان بواسطة البراغيث حيث تتغذى من دم فأر مصاب فيمتص دمه المصاب بالبكتريا فتتكاثر البكتريا في معدة البرغوث، وعندما يلدغ البرغوث الإنسان فإن المعدة المثقلة بالبكتريا تقذف بعض محتوياتها إلى مكان اللدغة وتنتشر في دم الإنسان فيصاب بالطاعون. 2- ينتقل إلى الإنسان عن طريق رذاذ المصاب بالمرض لكون هذا المرض معدياً. [c1]أعراض الطاعون[/c]1 - الصداع الشديد مع ارتفاع درجة الحرارة ورعشة.2 - ظهور الغدد اللمفاوية حيث تتورم ثم تتقرح.3 - احتقان الوجه مع جفاف اللسان والعطش.4 - إصابة المريض بالهلوسة والغيبوبة التي قد تؤدي إلى الموت.[c1]أهم أنواع الطاعون[/c]وفي قوله صلى الله عليه وسلم : “إذا كان الوباء بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه”. رواه البخاري ومسلم.الطاعون الدملي : وهو أكثر الأنواع حدوثا ً، وينتقل المرض بين القوارض كالفئران، حيث ينتقل فيما بينها بواسطة البراغيث التي تسبب لها الوفاة، وعند حدوث الأوبئة تنتقل هذه البراغيث من أجسام القوارض الميتة وتهاجم جسم الإنسان لتتغذى على دمه، وتصبح معدية لعدة أشهر لاحقة.* وفيها يصاب المريض بالتهابات حادة وتورم مؤلم في الغدد اللمفاوية القريبة من مكان لدغ البرغوث. الطاعون التسممي : يشبه هذا النوع الطاعون الدملي في طرق انتقاله، حيث ينتقل المرض بواسطة البراغيث من القوارض إلى الإنسان. * ويحدث هذا النوع في غالب الأحيان كمضاعفات مرضية للنوعين السابقين -الدملي والرئوي - يتميز بإرتفاع شديد في درجة الحرارة وهبوط حاد في القلب، بالإضافة للأعراض العامة للمرض. الطاعون الرئوي : أكثر أنواع الطاعون خطورة لسهولة إنتقاله وانتشاره بين المخالطين للمريض خاصة في الظروف المناخية والبيئة غير الصحية، وينتقل عن طريق فضلات الشخص المريض إلى الشخص السليم.* ويتميز هذا النوع بكحة وبلغم غزير، بالإضافة للأعراض العامة للمرض.الطاعون البقري: وهو أشدّ أنواع الطاعون التي تصيب الأبقار ترويعاً كونه مرض معدٍ جداً ينتقل عن طريق فيروس قادر على القضاء على قطعان بأكملها من الماشية والجاموس، ومع أنّ الفيروس لا يصيب الإنسان مباشرة، فقد تسبب الطاعون البقري في الأقاليم التي تعتمد على الماشية للحصول على اللحوم ومنتجات الألبان وقوّة الجرّ، بانتشار المجاعة وألحق أضراراً اقتصادية واجتماعية جسيمة. [c1]الإجراءات الوقائية [/c]1 - التحصين بالتطعيم.2 - التخلص من البراغيث بالنظافة.3 - تعريـض المفروشات لحرارة الشمس.4 - مكافحة الفئران.5 - العزل الإجباري للمريض في أماكن خاصة في المستشفيات حتى يتم الشفاء التام.6 - تطهير إفرازات المريض ومتعلقاته والتخلص منها بالحرق، كما يتم تطهير أدوات المريض بالغلي أو البخار تحت الضغط العالي، أيضاً يتم تطهير غرفة المريض جيداً بعد انتهاء الحالة. [c1]الوقاية[/c]يتمثل علاج المرض في الراحة التامة للمريض بالإضافة إلى التمريض الجيد، كذلك تناول المضادات الحيوية واسعة المفعول.يتم حصر وفحص كافة المخالطين المباشرين وغير المباشرين للمريض وفحص عينات من الدم، وكذلك يتم تحصينهم باللقاح الواقي.