مدارت شبابية
كتب/محمد عبداللة مخشففي إطار التجديد والتطوير النوعي والمهني الملموس الذي طرأ على جريدة "14 أكتوبر" اليومية شبهالرسمية منذ أشهرٍ مضت في شتى مفاصل العملية التحريرية الصحافية والإنتاجية الإخراجية والطباعة والتي تمثلت في إعادة هيكلة صفحاتها وتبويبها وزيادة عددها إلى ما بين 12 و 16 صفحة يومياً، لفت انتباهي للمدة القصيرة المنصرمة انتظام ظهور باب اُستحدث لأول مرة، وأفردت له صفحتي الوسط في عددي يومي السبت والأربعاء من كل أسبوع تحت عنوان بارز "شباب وطلاب" ومذيلاً بعبارة : إشراف الزميل المبدع أحمد علي مسرع.وبقدر ما سرّني تواصل تخصيص باب جديد للشباب والطلاب بواقع مرتين أسبوعياً، مثلهم مثل بقية قطاعات المجتمع المخصصة لهم أبواب ثابتة كالرياضة والمرأة والثقافة والفنون الخ.. فإنّ الأمر تخطى مجرد الارتياح إلى نوعٍ من قشعريرة الابتهاج الطفولي التي سرت في جسمي للوهلة الأولى، لأنّه أعادني _ سريعاً _ بالذاكرة إلى شريط بعيد يعود لأكثر من أربعين عاماً، لزمن الصبا ومطلع الشباب، عندما بدأت أتلمس خطواتي الأولى في عالم الصحافة في صحيفة "فتاة الجزيرة" اليومية التي أعطاني فيها نجل صاحبها ورئيس تحريرها أستاذ التنوير ورائد النهضة محمد علي لقمان "ماهر المهندس حالياً والمقيم في السعودية" فرصة العمر _ كاختبار في تولي تحرير صفحة لباب أسبوعي حمل اسم "جيل جديد .. قلم جديد .. وعي جديد" ودوّن في مربع صغير من ترويسة العنوان عبارة : "باب أسبوعي يصدر كل يوم ثلاثاء يحرره ويشرف عليه العبد لله".وكان لتلك الخطوة الأولى، الأثر البالغ في تحديد مصير حياتي ومستقبلها في قادم العمر، إذ كانت بمنزلة إعطائي شهادة الميلاد أو تأشيرة الدخول إلى رحاب الصحافة، التي لم أعرف مهنة غيرها، عندما تم قبولي كمحرر تحت التدريب في "فتاة الجزيرة" على يد الصحافي الكبير الأستاذ/ فاروق لقمان ووالده الراحل، وهي رحلة طويلة لم تنقطع منذ العام 1962م، وكنت خلال محطات سيرها شاهداً على عصر ازدحم بالمنعطفات والتعرجات وتقلبات الأحداث ليس هنا مجال الحديث عنها.ما أود قوله في هذه العُجالة، إنّ صفحة الشباب والطلاب في "فتاة الجزيرة" التي خضت غمار تجربتها في مستهل حياتي الصحافية، وما زال عودي طرياً فيها، كانت مفتاح الباب للولوج الواسع إلى العالم السحري الذي طرقته صبياً ومررت عبر دروبه ومساربه في مختلف مراحل العمر حتى شارف الآن على عتبات الشيخوخة، التي أتمنى وأدعو الله سبحانه وتعالى أن تكون هادئة وساكنة، على حد تعبير كان يردده الزميل والصديق العزيز الراحل/ علي سالم فارع رحمه الله.وعلى ذلك أقول للعزيز مسرع إنّ التعامل مهنياً مع قطاع الشباب والطلاب، ستكسبه تجرِبة خصبة وستفتح أمامه آفاقاً رحبة في بلاط صاحبة الجلالة، لا شك إنّها ستكون له ذات شأن كبير في نجاحه المهني وتقدمه العملي.وبإمكان العزيز مسرع، بما يمتلكه من حس إعلامي وطموح مهني، أن يجعل من باب شباب وطلاب جريدة داخل الجريدة يحررها الشباب والطلاب أنفسهم، وفق تخطيط وتوزيع أعمدة الباب التي تحتوي صفحتين كاملتين على عددٍ من الزوايا والأبواب الفرعية المتخصصة مثل زاوية للقصة القصيرة والمقابلات وموضوعات القضايا والهموم التي يتطرق إليها الشباب والطلاب، فضلاً عن التقارير ونقل الأخبار للفعاليات والأنشطة التي يقيمها أو يشارك فيها طلاب الثانويات أو شباب الجامعات يعدها ويحررها محررون منهم.وأرجو مخلصاً للزميل والصديق أحمد علي مسرع التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة، في أن يعكس حيوية شبابه على ما يحتويه بابه المستحدث من تنويع وتشويق في المواد والمواضيع والشئون التي يضمها بين دفتيه.. واثقاً جداً من ذلك مما حملته البداية بالفعل من بشارة.