يا أشجع ذئاب الحرية وكبرياء الكفاح والنضال المجيد .. ياسيف النبل والتضحية .. واااا ذيب ردفان ، يا ذاكرة الثورة والرجال الصادقين الأوفياء ، يا درع الثوار، يا أشجع ذئاب العزة والكرامة ، وعفة المناضلين. مثنى سالم عسكر .. يا شقيق ثابت ومحسن وصالح وعلي وجمال، ويا رفيق الرجال الصناديد سعيد صالح وسالم الذنبة وأحمد جودة .. يا رفيق الأبطال والشهداء. يا مرهب العدو يوم النزال والمعارك .. وأنت تقاتل قتال الشجعان مع الرجال (ذئاب ردفان) ، يا مفخرة وادي مصراح والثمير ونيران البنادق وهي تمنع دبابات الغزاة من التقدم، وتقهر جيوش الاستعمار. مثنى.. ياحيد شامخ ومجد متواضع ، تزهر اليوم كل أشجار السدر والسمر .. تفرح الأرض باحتضانك ، كما فرحت بقطرات دمك التي روت أزهار الخزام ويتطيب الأديم بعطر جسدك الطاهر ، والدم والعرق الذي رويت به طريق الحرية ومركب الكفاح لتحرير الجزء المحتل من الوطن السعيد. للوطن عبراته وهو ينعي خير رجاله الشرفاء، وفي سكون (الذنبة) حزن عميق يسكن عيون أطفالها وتندب رحيلك نساء كل القرى ، والقلوب كلها كأحجار الصفا متعطشة للمطر لتحيا وتزهر مع الربيع. مثنى .. نفخر بك لأنك بايعت الوطن ولم تبع نفسك ، أو تخن عهدك لرفاق دربك، وفديت الوطن بروحك من أجل حريته واستقلاله وتقدمه ، استمديت من جبال ردفان قوة الصمود ، ومن شمسان التحدي ومن عيبان ونقم التلاحم ، واااا ذيب ردفان رغم مواقفك الوطنية ، لم تستغل نضالك أو تستثمر تاريخ (رفاقك) للمتاجرة بالمبادئ التي آمنت بها ، لم تكن سمساراً في بورصة السياسة والتلاوين كالحرباء! مثنى.. يا آخر جنود الثورة ، يا فاكهة تشرين ودفء كانون، ستظل نموذجاً للجنرال المحارب والجندي الشجاع والمثقف بنضال وتضحيات رجال جيش التحرير الميامين. نسأل الله أن يسكنك فسيح جناته برحمته وغفرانه ، ويلهم أهلك وذويك الصبر والسلوان وسنظل نفخر بمآثرك ومواقفك التي اجترحتها، وصمتك الذي كان أبلغ من ثرثرة حبات المطر، وصمودك الذي كان أثمن من (الأثوار) الذين استبدلوا قرونهم بأنياب الفيل وماتوا جوعاً.
