مقتل سبعة جنود أمريكيين ومطالب لجيش المهدي مقابل الإفراج عن البريطانيين
أربيل/بغداد/14 اكتوبر/رويترز: قال العراق إن القوات التركية قصفت موقعا جبليا لمتمردين أكراد من تركيا في شمال البلاد أمس الأحد بعد يوم واحد من دعوة العراق تركيا لاستخدام الدبلوماسية لحل التوتر المتصاعد في المنطقة.وبينما يقول سكان ان تركيا تقصف المنطقة بصورة شبه يومية يأتي الهجوم الأخير بعد أيام من حشد أنقرة دبابات على حدودها مع العراق وتزايد التكهنات بأن حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تخطط لتوغل عسكري.وأبلغ مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق مؤتمرا صحفيا أن القوات التركية شنت بعض الهجمات على المناطق المتاخمة للحدود التركية لكن حتى الآن لم تقم تلك القوات بأي غزو عسكري للأراضي الكردية في العراق.وقال الرئيس العراقي جلال الطالباني خلال المؤتمر الصحفي ذاته ان العراق لا يقبل التدخل في شؤون الآخرين ولا يقبل أيضا تدخل الآخرين في شؤونه.واستهدف القصف التركي منطقة حاجي عمران الجبلية التي يستخدمها مقاتلو حزب العمال الكردستاني الذين يسعون للانفصال عن تركيا كقاعدة لشن هجمات ضد تركيا، وأبلغ سكان أن الهجوم استمر نحو 30 دقيقة ولم يوقع خسائر.وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد قال يوم السبت ان تركيا يجب ألا تلجأ للتهديدات ولا القوات ولا الأسلحة لان هذا لن يؤدي إلا لتدهور الموقف. ولم يأت على ذكر مطالبة تركيا المتكررة للقوات الأمريكية والعراقية بقمع المتمردين. وتتسم الغالبية العظمى من منطقة كردستان بالاستقرار وتتألف من ثلاث من محافظات العراق الثماني عشرة. والى حد كبير تقع المنطقة خارج سيطرة حكومة المالكي في بغداد وتدير شؤونها بنفسها.وردد وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الذي يقوم بجولة في أسيا تصريحات المالكي وحث تركيا على عدم اتخاذ "إجراء عسكري بصورة منفردة".وشن حزب العمال الكردستاني كفاحا مسلحا منذ 1984 من أجل إقامة وطن قومي مستقل للأكراد في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من تركيا. وتنحي أنقرة باللائمة عليه في مقتل ما يربو على 30 ألف شخص.وقال اردوغان انه يتفق مع الجيش بشأن الحاجة الى عمل عسكري محتمل في شمال العراق.على صعيد أخر قال الجيش الأمريكي أمس الأحد ان سبعة جنود أمريكيين قُتلوا في ستة هجمات متفرقة في العراق يوم السبت بعد أيام معدودة من انتهاء شهر مايو الذي شهد مقتل أكبر عدد من الجنود الأمريكيين منذ أكثر من عامين.وقتل كل الجنود باستثناء واحد في تفجير قنابل زرعت في جانب الطريق والتي يعتقد أنها أكثر الأسلحة فتكا بالجنود الأمريكيين.وفي أسوأ هجوم قُتل جنديان عندما أصابت دوريتهما قنبلة في جانب الطريق في محافظة نينوى شمال غربي بغداد.وقتل اثنان آخران في هجومين منفصلين بقنابل في جانب الطريق بمحافظة ديالى المضطربة الى شمال غربي العاصمة حيث أُرسل ثلاثة آلاف جندي أمريكي إضافيين لمكافحة زيادة العنف.وقُتل اثنان في بغداد أحدهما في انفجار قنبلة في جانب الطريق والآخر بالأسلحة الصغيرة كما قُتل الجندي السابع على يد مُفَجر انتحاري أثناء وجوده في دورية في شمال غربي بغداد.وقُتل 127 جنديا أمريكيا في مايو وهو ثالث أعلى شهر للقتلى من الجنود الأمريكيين بعد نوفمبر 2004م الذي قتل فيه 137 جنديا وابريل 2004م الذي قتل فيه 135 جنديا. وقُتل تسعة خلال اليومين الأولين من يونيو.وقتل 3487 منذ بدء الغزو للإطاحة بصدام حسين في مارس 2003م.وقال الجيش الأمريكي انه يتوقع المزيد من الإصابات والخسائر في الأرواح في الوقت الذي يرسل فيه آلاف الجنود الإضافيين الى بغداد ومناطق أُخرى في إطار حملة أمنية كبيرة تهدف الى تجنب اندلاع حرب أهلية طائفية شاملة بالعراق.وتهدف الحملة الأمنية الى إتاحة الوقت أمام حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي للتوصل الى سلسلة من المعايير السياسية التي وضعتها واشنطن بهدف الارتقاء بالمصالحة الوطنية بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية.في إطار أخر نفى نائب عن التيار الصدري في العراق أمس الأحد ما ذكرته صحيفة "صانداي تايمز" البريطانية نقلا عن مصدر كبير في الحكومة العراقية ان الإفراج عن البريطانيين الخمسة المخطوفين لن يتم إلا بعد تلبية مطالب جيش المهدي.وقال بهاء الاعرجي الذي أعلنت الصحيفة انه التقى رئيس الوزراء نوري المالكي برفقة وسيط كبير من جيش المهدي "هذا الخبر غير صحيح بالنسبة لي قبل الاختطاف كنت في جنوب العراق".وأضاف "وصلت الى بغداد ليل أمس (الأول) كنت في جولة في العمارة والناصرية والسماوة والاهوار (...) هذا غير صحيح سنرى رئيس الوزراء ونوضح الأمور لم نذهب الى مجلس الوزراء"، وتابع مؤكدا "لم اصطحب أي شخص ولم أقم بزيارة مكتب رئيس الوزراء بتاتا منذ فترة طويلة".من جانب أخر قتل نحو 15 عراقياًعلى الأقل وجرح العشرات في تفجير قالت الشرطة إنه انتحاري استهدف سوقا مزدحمة في بلدروز في محافظة ديالى المضطربة إلى الشمال الشرقي من بغداد.وقال قائد شرطة بلدروز إن انتحاريا استهدف قافلة سيارات شرطة في هجوم أوقع أيضا ثلاثين جريحا.كما قتل خمسة أشخاص آخرين عندما فتح مسلحون النار على حافلتين في نقطة تفتيش وهمية قرب بعقوبة.وفي منطقة الفضل وسط بغداد سقط ثمانية قتلى وأصيب عشرون عندما سقطت قذائف هاون على المنطقة.وأظهرت أرقام عراقية تصاعد ضحايا العنف من المدنيين, وبلغ عددهم الشهر الماضي ألفي قتيل, أي بارتفاع نحو 30% عن الأشهر القليلة الماضية, ليتحول ِإلى أسوأ شهر منذ بداية الخطة الأمنية في فبراير الماضي.وتجددت اشتبكات جيش المهدي والجيشين الأميركي والعراقي في عدة أحياء من مدينة الديوانية جنوب بغداد, واستخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.من جهة أخرى اتهمت "دولة العراق الإسلامية" بزعامة تنظيم القاعدة "الجيش الإسلامي" باستفزازها وجرها إلى مواجهات في العامرية.وكان مصدر عسكري عراقي قال إن قائد القاعدة في العامرية قتل واعتقل 45 عنصرا في الاشتباكات.