ساوى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه بين الاغنياء والفقراء والاقوياء والضعفاء والسادة والموالي، على نحو لم تألفه العرب في جاهليتها اذكان الاغنياء ىأنفون مخالطة الفقراء وكان السادة يتكبرون على مواليهم، والاقوياء يترفعون عن مجالسة اهل الضعف والحاجة وجاء الاسلام ليضع الامور في مواضعها الصحيحة وليصحح مفاهيم الجاهلية العمياء فالناس كلهم لآدم وآدم من تراب ولافضل لاحد منهم على الآخر الا بالتقوى والعمل الصالح وان حسب الانسان وشرفه في كرم اخلاقة وتواضعه ورفقه الضعفاء وتوقيره الكبير ورحمته بالصغير وفي المثل الحكيم:كُن ابن من شئت واكتسب ادباًيغنيك محموده عن النسبوان اساس التنافس وعمده التفاضل هو طاعة الله عزوجل وعبادته والعمل النافع الذي يجده المرء في ميزان الحساب يوم لا ينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم .. لقد استكبر بعض العرب الدخول في الاسلام حتى لايقال: ان السادة ومواليهم يجلسون في مجلس واحد ، ويتحدث بعضهم الى بعض حديث النِّد للنِّد ، وكيف وهم في نظر انفسهم اهل القوة والثروة ،ان مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم يجلس فيه جنباً الى جنب مع ابي بكر الصديق وعمر بن الخطاب يجلس بلال بن رباح وخباب بن الارت وعبدالله بن مسعود وغيرهم من الموالي والفقراء.وقد جاء عن مسلم في صحيحه ان سعد بن ابي وقاص قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم اطرد هؤلاء لايجترئون علينا قال: وكنت انا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال، ورجلان نسيت اسميهما، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ماشاء الله ان يقع، فحدث نفسه فانزل الله عز وجل » ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ماعليك من حسابهم من شيء ومامن حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين لقد كان صلى الله عليه وسلم يجلس مع اهل الايمان الذين يذكرون الله ويهللونه ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ويسألونه بكرة وعشياً من عباد الله الصالحين سواء كانوا فقراء او اغنياء او اقوياء او ضعفاء ولكن اشراف قريش طلبوا منه ان يجلس معهم وحده ولايجالسهم بضعفاء اصحابه كبلال وعمار بن ياسر وغيرهم وليفرد اولئك بمجلس على حدة فنهاه الله عن ذلك وامره ان يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء بقوله سبحانه من سورة الكهف ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي...) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اوجد قوماً يذكرون الله جلس معهم وقال : » الحمد الله الذي جعل في امتي من امرني الله ان اصبر نفسي معهم«.وفي نطاق هذه التربية العالية اكدت الآية الامر بالصبر على مجالسة الفقراء وتقريبهم أكدته بالنهي عن ازدرائهم .( ولاتعد عيناك عنهم) قال ابن عباس : ولاتجاوزهم الى غيرهم يعني تطلب بدلهم اصحاب الشرف والثروة وقيل لاتحقرهم كما يُقال: فلان تنبو عنه العين اي : مستحقر..* فريد محسن علي
|
رمضانيات
انت بالنفس لا بالجسم إنسان
أخبار متعلقة