عضو مسلح في حركة طالبان الباكستانية في أحد شوارع منطقة بونر الواقعة على بُعد نحو 100 كيلو متر شمال غرب إسلام أباد
بونر (باكستان) / 14 أكتوبر / رويترز:أعلن متحدث باسم طالبان الباكستانية يوم أمس الجمعة أن قائد الحركة أمر مقاتليها بالانسحاب من منطقة بونر وسط مخاوف الولايات المتحدة وإسلام أباد من تقدم الإسلاميين صوب العاصمة الباكستانية. وفي السياق نفسه صرح مسلم خان المتحدث باسم طالبان الباكستانية بأن هناك حوالي مئة مقاتل في بونر وهي منطقة تبعد مسافة مئة كيلومتر فقط وأقل من خمس ساعات بالسيارة عن العاصمة إسلام أباد. وأضاف : “أمر زعيمنا بضرورة انسحاب طالبان من بونر فورا.” وينتمي خان إلى فصيل من طالبان يقوده فضل الله الذي يتخذ من وادي سوات معقلا له وهي المنطقة التي وافقت الحكومة الباكستانية على تطبيق الشريعة الإسلامية فيها. وأشار إلى أن ممثلين للحكومة الباكستانية وطالبان في طريقهم إلى بونر برفقة رجل دين إسلامي أصولي توسط في اتفاق سوات لنقل رسالة إلى المقاتلين لإخلاء المنطقة. ونقل عن خان قوله الأسبوع المنصرم إن القاعدة ستحصل على ملاذات في الأراضي التي تسيطر عليها طالبان. ومن جانب آخر وصفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون سياسات الحكومة الباكستانية المهادنة في وادي سوات بأنها إذعان لسلطة طالبان بينما حث وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس قادة باكستان على اتخاذ إجراءات ضد الأعداء الذين قال إنهم يمثلون “خطرا قائما” على الدولة. وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي هاجم مسلحون مجهولون قوات امن باكستانية أرسلت أمس الأول الخميس إلى منطقة بونر التي سيطرت عليها طالبان. والجدير بالذكر أن تصاعد العنف في أنحاء باكستان واتساع نفوذ طالبان في شمال غرب البلاد أدى إلى إحياء مخاوف بشأن استقرار باكستان المسلحة نوويا والتي تمثل عنصرا حيويا في الجهود الأمريكية لتحقيق الاستقرار في أفغانستان المجاورة. ومن ناحيته وافق الرئيس آصف علي زرداري الأسبوع الماضي بعد أن أخفقت حكومة باكستان في القضاء على طالبان بالقوة على تطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات والمناطق المتاخمة على الرغم من انتقادات من دول غربية وقوى ليبرالية وجماعات لحقوق الإنسان في باكستان. ومن ناحية أخرى قال البيت الأبيض الأمريكي أمس الأول الخميس إن الولايات المتحدة “ قلقة بدرجة بالغة” بشأن الوضع الأمني في باكستان.