إعداد/ وهيبة العريقيالأولى التخلي عن الحجج الواهية وعدم الانقياد او الانصياع وراء الادعاءات المغرضة والشائعات الكاذبة التي يروجها البعض ضد التحصين، فهي ليست في صالح أطفالنا.على الاباء والامهات ان يعوا هذا جيداً والوثوق من ان التطعيم ضد شلل الاطفال السبيل الوحيد لصون وحماية جميع اطفالهم تحت سن الخامسة من ويلات داء الشلل، فاي عذر سيقبل اذا ما فات الاوان ووقع من لم يحصن اسير الاعاقة والعجز؟!بالتالي لاتهاون في تحصين الاطفال ضد شلل في اقرب وقت ممكن، فالطفل منذ الولادة لا يحمل اية مناعة ضد هذا الداء الخطير، انما يكتسبها من خلال تطعيمه في حملات التحصين التي تستهدف الاطفال دون الخامسة، كذلك اثناء التحصين الروتيني المتاح للاطفال دون العام من العمر ولايمكن القول بانحسار خطر شلل الاطفال في الوقت الراهن، فالخطر باق ببقاء واستمرار عزوف بعض الاباء والأمهات واحجامهم عن تحصين أطفالهم دون سن الخامسة ضد هذا الداء الخطير.والضحية بلا شك هم الاطفال المحرومون من التحصين، وكذا الذين يهملون ولايحصلون على جرعات عديدة كافية لتأمين حمايتهم على الدوام من فيروس الشلل.فالأعراض عن التحصين أشبة بكارثة وان حلت فإنها ستحل على الاطفال الذين اهمل تحصينهم والمحرومين منه نهائياً.وبينما زيادة الإقبال على التطعيم بصورة كاملة وشاملة تعمل على اختفاء حالات الإصابة الجديدة بفيروس الشلل، يعمل الأعراض عنه من جهة أخرى ومنع بعض الاباء والأمهات لأطفالهم من التحصين على عودة الفيروس في وقت لاحق بظهور إصابات جديدة بالمرض بين الاطفال المهملين والمحرومين اصلاً من التحصين ففيروس شلل الأطفال او مايسمى بالتهاب سنجابية النخاع بالمرض ليس بالهين.انه عالي النقاوة وله قدرة ثابتة على مقاومة تأثير الوسط الخارجي ومع أن حصيلته تتراوح بين عدوى خفيفة ومرض شللي فقد تنتج عنه الوفاة ايضاً في بعض الحالات.وبطبيعة الحال تؤكد المصادر الطيبة انه لايصيب إلا البشر فقط، وله ثلاثة أنماط (3.2.1) جمعيها يسبب الشلل، إلا أن النوع الأول أخطرها لتسببه في اغلب حالات الإعاقة الشللية.فيما يمكن ان يبدأ الشلل فجأة أو بالتدريج، ومن الممكن ايضاً ان يصيب أية مجموعة من فيما يمكن ان يبدأ الشلل فجأة او بالتدريج، ومن الممكن ايضاً أن يصيب أية مجموعة من العضلات في أي موضع تبعاً لموقع ومستوى إصابة الحبل الشوكي. غير انه يصيب بالشلل الساقين أكثر مما يصيب الذراعين او أي موضع آخر في الجسم، فتصبح على أثره العضلات المصابة مشلولة رخوة تفقد توترها وحركتها، لكن الإحساس بالألم واللمس يظل قائماً بلا تغيير.وفي الحالات الوخيمة قد يصاب المريض بالشلل الرباعي الذي يصيب عضلات الجذع والبطن والصدر وما يترتب عليه من عواقب خطيرة، وقد يتناظر في الطرفين العلوي والسفلي معاً (الساقين والذراعين).ولعل مايزيد الأمر سوءاً لدى ظهور حالة إصابة بشلل الأطفال في عائلة ما حيث يصبح معها الأفراد الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات عرضة للعدوى بدرجة عالية، نظراً لسرعة انتشار هذا الفيروس النشط الذي يزداد انتشاره في الأماكن المزدحمة رديئة التهوية والنظافة التي لايهتم قاطنوها بنظافتها او بنظافتهم الشخصية بدليل ان عدواه تنتقل اساساً من خلال تناول طعام اوشراب خالطه- بشكل او بآخر- شيء او اثر من براز حاملي المرض او شيء من إفرازاتهم الانفية والفموية، كذلك من خلال تلقي رذاذ عطس او سعال حامل العدوى بصورة مباشر.وعند دخول فيروس شلل الأطفال الجسم عن طريق الفم يعمد الى التكاثر في البلعوم والقناة الهضمية للعائل المضيف، لينتشر بعد ذلك في الجسم عن طريق مجرى الدم، وعندها يمكن له مهاجمة الجهاز الليمفاوي والجهاز العصبي المركزي تبعاً لحدة الفيروس.وتستغرق فترة حضانته حوالي اسبوع واحد في العادة. كما يتفاوت رد الفعل للعدوى بفيروس الشلل الى حد كبير تبعاً لحدة الفيروس.وتستغرق فترة حضانته حوالي اسبوع واحد في العادة كما يتفاوت رد الفعل للعدوى بفيروس الشلل الى حد كبير تبعاً لشدة الحالة الإكلينيكية للمريض.وفي معظم الحالات يظهر المرض في صورة توعك طفيف وحمى خفيفة والتهابات بالحلق، وتقيؤ والم بالبطن وفقدان الشهية وهي علامات شائعة لايمكن التمييز بينها وبين اعراض حالات العدوى الفيروسية الخفيفة الاخرى.وبواقع الحال لاتبدو على المرضى في معظم الحالات أية أعراض إضافية لكن الامر يختلف لدى( 2 %) من المرضى لتمكن الفيروس من الوصول الى المخ والحبل الشوكي، اذ تظهر لديهم اعراض مرضية شديدة في الجهاز العصبي بشكلٍ مفاجئ وان سبقتها احياناً فترة هدوء وسكون مؤقتة، وعلى أثرها تنتاب المريض حالة من القلق والتوثر والصداع وتتفاوت ارتفاع درجة الحرارة لدية مابين (39-38م).وفي ثلث الحالات التي تصل الى هذه المرحلة يختفي المرض خلال (7 ايام) اما بقية الحالات فتتطور الى الشلل.وعادة مايظهر الشلل اثناء الحمى، وفي الغالب لايتطور أكثر بعدما تعود درجة الحرارة الى معدلها الطبيعي.وفي الحالات التي تنتهي بالشلل يلاحظ ان مسار المرض يمر عبر طورين، طور اصغر وطور اكبر واحياناً تفصل بين الطورين عدة ايام بلا أعراض.ففي الطور الاصغر يعاني المريض الحمى والاعراض التنفسية العلوية واعراضاً هضمية. اما الطور الاكبر فيبدأ بالام عضلية وتشنجات بالعضلات ومعاودة الحمى، حيث قد تختفي الآثار السلبية قبل ان يظهر بوضوح ضعف العضلات.ومن جملة العوامل المساعدة على حدوث العدوى بفيروس شلل الاطفال:- حرمان الاطفال خلال السنة الاولى من العمر من التحصين الروتيني تماماً او الاكتفاء بجزء منها وعدم استيفاء بقية جرعات التطعيم كاملة على النحو المحدد في كرت التحصين الروتيني المعتاد.- سوء التغذية وثلوت الطعام والشراب بالفيروس.- إهمال النظافة الشخصية وسوء الصرف الصحي، والتبرز في العراء خاصة على مقربة من المنازل ومصادر المياه.- الازدحام الشديد وسوء تهوية المنازل.- تاخر او انعدام التبليغ الفوري الى اقرب مستشفى او مركز صحي عند الاشتباه بوجود حالات اصابة جديدة بالمرض.من ناحية اخرى لاتقتصر الاضرار التي يتركها شلل الاطفال على الجسد فحسب، بل هي اوسع من ذلك بكثير حيث ان قيود الاعاقة تترك الماً نفسياً طويلاً لدى المعاق ووالديه ومحبيه، ربما لا تزول سريعاً مالم يتم التغلب على الوضع الذي ال اليه الطفل بتأهيله ودمجه في المجتمع وتوجيهه الوجهة الصحيحة لنباء مستقبله. اما ان يظل مقيداً محبطاً بلا تشجيع او تحفيز على العمل والمثابرة واثبات ذاته، فذاك ينم عن سوء تقدير الاسرة والمجتمع او التجاهل وعدم الاكثرات لاهمية تلك المطالب المشروعة.ختاماً.. التحصين واجب لايحق التقاعس عنه.. توفر جرعاته المتكررة لسائر اخذيها من الاطفال دون الخامسة من العمر حماية اكيدة ومناعة دائمة، ومن المقرر تنفيذ حملة تحصين تكميلية جديدة ضد شلل الاطفال، خارج الجدران ( من منزل الى منزل)، خلال الفترة من (18-16 ابريل 2007م) ستشمل ثماني محافظات من محافظات الجمهورية ( صنعاء- امانة العاصمة- تعز- شبوة-البيضاء-مأرب-الجوف-صعده) مستهدفة تحصين سائر الاطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة بعد.المركز الوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان.
حملة التحصين ضد شلل الأطفال صون لأطفالنا ودحرللداء
أخبار متعلقة