أثبتت الأيام ضرورة إدماج النساء في نهضة المجتمعات البشرية، فلم يعد نضالها وحده يكفي لخروجها مما هي فيه من تهميش، بل صارت عيون الحكومات ترنو وتتطلع للحاق بركب الحضارة المعاصرة من خلال دمج المرأة في حقول العمل والإنتاج والخدمات.ولعل التجارب الناجحة للدول المتطورة وتوجهها المستمر في تمكين المرأة من شم عبق الحرية ومحاولاتها الدؤوبة لردم المسافات بين الرجل والمرأة وإدماج المرأة في الحياة العامة ومشاركتها الفاعلة في المجتمع دفع حكومات الدول النامية لتبني التوجه ذاته مع الأخذ بالاحتياطات لظروفها الخاصة.فالقيادة السياسية للجمهورية اليمنية تولي المرأة اهتماماً خاصاً في مشاريعها وخططها التنموية، وتخطو خطوات كبيرة لتبني حضور المرأة في المشهد العام، وتكفل لها حقها في التعليم والصحة والمشاركة السياسية والاجتماعية، والتمتع بالديمقراطية الناشئة في البلاد.وتؤكد الدكتورة رؤوفة حسن الأستاذة في جامعة صنعاء أن هناك حراكاً يحدث للنساء في اليمن وفي إطار هذا الحراك بعض من التقدم الإيجابي على أوضاع النساء في حقوق المواطنة المتساوية.. وأنه إذا كانت الظروف الاجتماعية والسياسية مواكبة فربما ستتغير أوضاع النساء إلى الأفضل.إن اهتمامات الحكومة اليمنية لمسألة المرأة وحل قضاياها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية يمكن ملاحظتها من خلال خططها وبرامجها الإنمائية وإستراتيجيتها الوطنية، كتركيزها في تكثيف العمل لمحو الأمية في الريف والحضر وردم الهوة بين الذكور والنساء وتشجيع المشاريع النسوية، كالمشاريع الإنتاجية الصغيرة ومنحها القروض ذات الفوائد الميسرة، وتأهيل المرأة الفقيرة لتحسين أوضاعها المعيشية، وتعزيز الدراسات الخاصة بالمرأة لتحسين مركزها الاجتماعي والاقتصادي، والاحتفاء بالتمكين السياسي للمرأة، لتحتل المركز الطبيعي ضمن التشكيلة الاجتماعية للمجتمع، ورفع المستوى التعليمي للمرأة لتشكل قوة فاعلة في المجتمع اليمني، إذ أن نسبة النساء في المجتمع تفوق الـ 50% من السكان، ولابد لهذا التيار القادم أن يتفاعل لخدمة الوطن.إن التحولات الثورية في المجتمع اليمني ونظرته المستقبلية للمرأة نابعة من مكانتها الهامة في الأسرة والمجتمع، وتأكيداً للاعتراف بحقوقها التي كفلها الدستور والشريعة الإسلامية. وإن هذا السعي الحثيث نحو تغيير أوضاع المرأة التي كانت تقيدها العادات والتقاليد البالية، وتحرمها أشكال التمييز ضدها والعنف المسلط على الكثير من حقوقها، إنما يهدف إلى تعزيز دور المرأة المتنامي والمشرف في بذل المزيد من العطاءات في مختلف مناحي الحياة لدعم وبناء هذا الوطن الغالي الذي بدأت تلوح في أفقه علامات التطور والنماء لتمكين المرأة من خوض معترك الحياة وإسهامها مع الرجل لنصرة وحدة القضية والهدف.
المرأة اليمنية.. التيار القادم
أخبار متعلقة