قتل وجرح العشرات وهجوم على منزل الضاري ومشيعي الصحفية أطوار
بغداد /رويترز: حذر وزير الدفاع العراقي امس السبت من ان حربا أهلية لن تنتهي اذا نشبت وقال انه على استعداد لنشر دبابات في الشوارع لفرض النظام.وأضاف الوزير سعدون الدليمي أيضا ان عدد الهجمات على مساجد سنية كان مبالغا فيه وحث وسائل الاعلام على عدم اذكاء جذوة العنف الطائفي.وقال في بث مباشر "هناك اجراء نحن على استعداد لتنفيذه وهو انزال قوات الية مدرعة الى الشارع... هناك فرقة مدرعة من الجيش العراقي وهناك الوية مدرعة في الداخلية على اهبة الاستعداد...للنزول الى الشارع."وذكر الدليمي أنه تأكد استهداف 21 مسجدا فقط بهجمات وليس 51 هجوما كما اعلن في السابق مضيفا أن مسجدا واحدا دمر بالكامل.واضاف الدليمي أن 119 مدنيا لاقوا حتفهم في موجة الاعمال الانتقامية ضد السنة التي اندلعت بعد تفجير قبة مزار شيعي في مدينة سامراء يوم الاربعاء.وحث الدليمي وسائل الاعلام التي تعمل في العراق على عدم زيادة الخلافات الطائفية وحذر من أنه ستتم محاسبة اي جهة اعلامية يكتشف انها ساهمت في تأجيج العنف. في غضون ذلك قتل وجرح عشرات العراقيين في تفجير سيارة مفخخة بحي شعبي مكتظ بمدينة كربلاء جنوب العراق في تصعيد لموجة العنف الطائفي منذ تفجير سامراء. وذكرت مصادر الشرطة أن السيارة فجرت قرب مركز شرطة الغدير في حي العامل عند المدخل الغربي للمدينة، مما أسفر فورا عن مقتل ستة بينهم اثنان من الشرطة وجرح نحو 35.وذكر مصدر صحفي في كربلاء أن حصيلة الضحايا مرشحة للتزايد مع وصول المزيد منهم للمستشفى الرئيسي.وعلى الفور سارعت قوات من الشرطة والجيش العراقيين إلى إغلاق مكان الانفجار الذي استهدف سيارة شرطة، وقال مصدر في الداخلية العراقية إن التفجير تم عن بعد بينما تحدثت مصادر أمنية أخرى عن قيام انتحاري بذلك.وذكر شاهد عيان أن اثنين من الغرباء أوقفا سيارة رصاصية اللون على مقربة من المحال التجارية لتنفجر بعد دقائق على بعد مائة متر من مركز الشرطة.وفي هجوم آخر قتل 13 مزارعا من السنة والشيعة بالرصاص صباح أمس السبت في أحد البساتين جنوب مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد).وقال أحد أقارب الضحايا إن ثمانية من القتلى ينتمون إلى عشيرة العنبكي وأربعة آخرين إلى عشيرة أخرى، وقد ذهبوا صباح أمس للعمل في بستان في بهرج على بعد 15 كلم جنوب بعقوبة.وأضاف المصدر أنه بعد ذلك لحقت بهم زوجاتهن واكتشفن عملية القتل، مشيرا إلى أن بعضهم كان مصابا برصاصة في الرأس والآخرين هشم الرصاص وجوههم.في هذه الأثناء قال مصدر أمني عراقي إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على منزل رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري، والكائن في منقطة خان ضاري قرب أبو غريب.وأكد المتحدث باسم الهيئة مثنى حارث الضاري أن الهجوم مر بسلام.وأشار مجددا إلى تحذيرات الهيئة من وجود صلات بين بعض العناصر الأمنية وقوى سياسية ما يؤدي لتصعيد التوتر في البلاد.وقالت هيئة علماء المسلمين إن المسلحين جاؤوا في سيارات تشبه عربات وزارة الداخلية وفتحوا النار على منزل الضاري صباح امس السبت.وقالت مصادر الشرطة إن حراس أمن الضاري ردوا على إطلاق النار بالمثل وسقط جرحى في الجانبين فيما يبدو. وقال عبد القادر كردي سليمان رئيس مكتب الضاري إن اثنتين من بنات شقيقته عمرهما أربع سنوات و15 سنة أصيبتا بجروح.وفي تصريح لوسائل الإعلام اتهم حارث الضاري القوات الحكومية بالوقوف وراء الهجوم، مشيرا إلى أن القوات التي أمام منزله هي قوات حكومية. وأضاف أن القضية هي قضية حرب أهلية أعلنت من جانب واحد.جاء هذا الهجوم بعد أسوأ تصعيد في العنف الطائفي منذ الغزو الأميركي عام 2003 مما دفع الزعماء السياسيين والدينيين إلى توجيه نداءات بالهدوء وحذروا من الإنزلاق إلى حرب أهلية.تأتي هذه الهجمات رغم قرار الحكومة العراقية تمديد حظر التجول المفروض ببغداد وثلاث محافظات عراقية. وقال بيان جبر وزير الداخلية العراقي يوم أمس السبت إن العراق سيمدد حملة أمنية وحظرا على مرور السيارات في شوارع بغداد حتى الساعة السادسة من صباح يوم غد الاثنين.وفي كلمة بثها التلفزيون على الهواء قال انه لن يسمح بدخول او خروج السيارات الى ومن العاصمة العراقية وان اي شخص يجرى رصده يحمل اسلحة سيحتجز. غير انه سيسمح للعراقيين بالسير على الاقدام في ضواحيهم.وفرض حظر التجوال بداية ليل الخميس الماضي بعد يومين من اعمال العنف الطائفي.ورغم الحظر المفروض على بغداد، فقد أعلنت الشرطة العراقية العثور على أربع جثث قتل أصحابها بالرصاص في موقعين شرق العاصمة.كما عثر أمس الاول في العاصمة ومدن وبلدات عراقية أخرى على 27 جثة يعتقد أنها لضحايا موجة العنف الطائفي.وتشير آخر التقديرات إلى مقتل 200 شخص في بغداد وحدها منذ بدء الهجمات على مساجد السنة إثر تفجير القبة الذهبية بسامراء.وتوالت دعوات التهدئة من القيادات السياسية ورجال الدين السنة والشيعة.فقد أصدر زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم بيانا يعرب فيه عن أسفه لسقوط قتلى عراقيين، مؤكدا أن منفذي هجوم سامراء لا يمثلون السنة.كما وجه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر نداء لأنصاره الذين نظموا تظاهرات حاشدة الأيام الماضية قال فيه إن "الشيعة والسنة ليسوا أعداء بل إخوة".وقد التقى مسؤولون بمكتب الصدر مع ممثلين عن هيئة علماء المسلمين لبحث إصدار ميثاق شرف يحرم الدم العراقي. من جهته وعد رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري بإعادة بناء المساجد، مشيرا إلى إمكانية تخصيص قوة لحراستها.ودعا الرئيس جورج بوش الأميركيين لتوقع سقوط المزيد من الضحايا واستمرار النزاعات السياسية في العراق. وقال في كلمة أمام قدامى المحاربين إن "هذه لحظة اختيار بالنسبة للشعب العراقي والأيام القادمة ستتطلب جهدا كبيرا".على صعيد اخر شيعت في العاصمة العراقية بغداد جنازة الصحافية أطوار بهجت وزميليها الذين استشهدوا مساء الأربعاء الماضي.