صباح الخير
يمضي الرئيس الجديد الأمريكي باراك أوباما الذي يبدو أنه أختار صورة أمريكا المشوهة في العالم لتكون أول هدف يوجه إليه سهام التغيير الذي وعد به أبان حملته الانتخابية ولن ينتظر أوباما كثيراً حتى يشتبك مع القضايا العديدة التي كانت تنتظر وصوله للبيت الأبيض لعله يعدل من سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في التعامل معها.وفي موجة من النشاط الدبلوماسي والتصريحات السياسية التي حاول من خلالها إعلان مواقفه تجاه هذه القضايا فقد عين أوباما السيناتور الأمريكي السابق جورج ميتشل مبعوثاً خاصاً إلى الشرق الأوسط ويعد تعيين ميتشل الذي يرتبط أسمه بالرجل المحنك والذي عمل مبعوثاً في المنطقة خلال عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون يعد ظاهرياً إعلاناً صريحاً من أوباما عن قطيعته لسياسة بوش الذي رفض طويلاًُ المشاركة مباشرة في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أن يطلق المفاوضات مجدداً في(أنا بوليس)في نوفمبر من العام قبل الماضي وعلى الرغم من دعوة أوباما الكيان الصهيوني لوقف الأنشطة الاستيطانية على الأراضي الفلسطينية إلاّ أن مواقف أوباما في مضمونها لن تشكل قطيعة مع سياسة بوش خاصة عندما برر الهجوم الغاشم الذي شنه الكيان الصهيوني على قطاع غزة على مدار أثنين وعشرين يوماً وأسفر عن مقتل أكثر من ألف وثلاثمائة فلسطيني بالإضافة إلى آلالف الجرحى بأنه حق مشروع في الدفاع عن النفس ضد الصواريخ الذي تطلقها(حماس)مؤكداً في الوقت نفسه التزام بلاده بحماية أمن إسرائيل حماس من جهتها تقول أن تصريحات أوباما لا تملي بتغيير في المنهج الأمريكي الذي اتبعه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش وبأنه يكرر سياسة بوش الفاشلة في الشرق الأوسط.إن التصريحات والتعيينات الجديدة التي أطلقها أوباما تعلن مواقفه تجاه القضايا العالمية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص باتت في ظاهرها مختلفة عن مواقف بوش لكنها في حقيقتها لا تبعد كثيراً عن كونها استكمالاً لمسيرة الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني على حساب حقوق الفلسطينيين ،فهل يستطيع أوباما أن يحقق ما يتمناه منه الكثيرون على مستوى العالم؟.