هناك علاقة جدلية بين ثورة (26 سبتمبر) وثورة (14 أكتوبر)
لقاء / محمد فؤاد مناسبة ذكرى قيام وانتصار الثورة اليمنية "26 سبتمبر" و "14 أكتوبر" تفتح شهية الحديث عن ذكريات بطولات ومآثر المناضلين الشرفاء الذين كانوا رموزاً مشعة في سماء الظلم والطغيان، ويفرز الحديث عن ذكريات الثورة اليمنية عاماً بعد عام الكثير من المناضلين الذين كان لهم قسط في الدفاع عن الثورة. وإن خلت منهم كتب تاريخ الثورة، فلم تخلُ الذاكرة الإنسانية منهم ومن تضحياتهم دفاعاً عن الثورة وعن انتصارها.في هذا اللقاء نتحدث مع الأخ المناضل/ فؤاد راشد غانم وهو يروي لنا بعض الذكريات التي مازال يختزنها في ذاكرته عن زمن الثورة والنضال، فإلى حصيلة اللقاء:[c1]* هل يمكن أن تحدثنا عن ثورتي سبتمبر الأم وأكتوبر الوليدة وعن كيفية التنسيق فيما بينهما؟[/c]أجاب الأخ المناضل/ فؤاد راشد غانم: من البديهي القول هنا إن بين ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م ووليدتها و14 أكتوبر 1963م علاقة جدلية ولولا الأولى الأم، لما كان من الممكن قيام ثورة 14 أكتوبر فيما كان يُعرف حينذاك بالشطر الجنوبي اليمني المحتل من قبل المستعمر البريطاني والذي دام استعماره له ما يقارب "129" عاماً .. إن العلاقة الجدلية تكمن أنه منذ فجر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م فيما كان يُعرف بالشطر الشمالي في التحاق العديد من شباب الشطر الجنوبي وانخراطهم في الدفاع عن الثورة منذ اللحظات الاولى لإندلاع الثورة وتقديم المئات من أبنائه قرباناً لها .. وكذا قيام العديد من الحركات السياسية وقطاع التجار الشرفاء في الجنوب المحتل في مدينة عدن بتقديم المساعدات المادية والعينية دعماً غير محدود لقيادة الثورة في صنعاء على الرغم من المحاولات المحمومة للسلطات الاستعمارية منع هذا التلاحم الأخوي بين الشطرين بمختلف الوسائل والسبل، إلاَّ أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع.[c1]* هل كان الاستعمار البريطاني يحاول تقطيع أوصال ذلك التلاحم بين الثوار في صنعاء والمناضلين الاحرار في عدن آنذاك؟[/c]إن الاستعمار البريطاني في الشطر الجنوبي المحتل .. كان يدرك أن ذلك التلاحم الأخوي بين القوى السياسية الوطنية في الجنوب وقيادة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة سوف يؤدي عاجلاً أم أجلاً إلى قيام ثورة مسلحة ضده في الجنوب.. وفي حالة نجاح تلك الثورة ستكون صمام أمان لنجاح الثورة ان حصلت هنا .. وعلى الرغم من الإجراءات التعسفية التي اتخذتها السلطات البريطانية بحق الوطنيين اليمنيين الشرفاء وكذا التآمر على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر منذ انطلاقها عبر تقديم الدعم الاستخباراتي والوحشي لشراذم النظام الإمامي وفلوله ومرتزقته الذين حاولوا يائسين إجهاض الثورة والنظام الجمهوري بالوسائل المتاحة لهم من قبل جهات خارجية، اعتبرت حينها أن نجاح الثورة واستمرارها وديمومتها يشكل خطراً كبيراً على أوضاعها.[c1]* هل كان هناك مؤازرة من الداخل والخارج لإجهاض الثورة الأم 26 سبتمبر؟ [/c]بالرغم من كل تلك المحاولات التآمرية اليائسة من قبل السلطات البريطانية في الجنوب اليمني المحتل آنذاك إلا أن القوى الوطنية وبمباركة قادة النظام الجمهوري في الشطر الشمالي من الوطن اليمني وكذا قيادة القوات المصرية بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتحديداً منذ قيامه بزيارة الشطر الشمالي .. وإطلاقه لمقولته التأريخية أن على بريطانيا ا ن تحمل عصاها وترحل من أرض الجنوب اليمني المحتل .. وبالفعل بعد مقولته اندلعت الثورة المسلحة من قمم جبال ردفان الشماء واستشهاد أول المناضلين الشهيد غالب بن راجح لبوزة الأمر الذي قلب موازين القوى على القيادة السياسية الاستعمارية البريطانية في الجنوب اليمني المحتل وجن جنونها حيث استنفرت قواتها العسكرية جواً وبراً ضد مواقع الثوار في ردفان وقامت باحراق الحرث والزرع من خلال القصف الجوي المكثف لتلك القرى والمناطق التي احتضنت الثوار بالإضافة إلى قيامها باعتقال العديد من القوى السياسية اليمنية في عدن والعديد من المناضلين في مناطق الجنوب وفي فترة زمنية قصيرة في تاريخ كفاح الشعوب ضد مستعمريها لم تتجاوز السنوات الأربع حصل الجنوب على استقلاله الكامل في الثلاثين من نوفمبر 1967م وبذلك يحق لنا هنا التأكيد مجدداً على دعم ثورة 26 سبتمبر لثورة 14 أكتوبر وكذا مساندة مناضلي الثورة في الجنوب لثورة 26 سبتمبر الأم وعلى الرغم من الحوارات السياسية بين الشطرين لتوحيد الوطن إلا أنه ولعوامل موضوعية وذاتية لم تكلل بالنجاح .. إلا أن مطالب الجماهير اليمنية في الشطرين فرضتها على نظاميها في الشطرين الامر الذي فرض إعادة توحيد الشطرين في الثاني والعشرين من مايو 1990م بقيادة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله لليمن.