هيئة علماء المسلمين تناشد عدم المضي في مسيرة شيعية إلى سامراء
بغداد/ 14أكتوبر/رويترز: قالت الشرطة العراقية أمس الإثنين إن 12 شخصا قتلوا عندما فجر مهاجم انتحاري يرتدي سترة ناسفة نفسه داخل فندق المنصور بوسط بغداد مستهدفا تجمعا لشيوخ عشائر محافظة الأنبار، فيما قال الجيش الأمريكي إن من القتلى ستة من شيوخ العشائر.وقالت الشرطة إن المهاجم دخل بهو فندق المنصور المزدحم الذي يرتاده أجانب ومسؤولون عراقيون. وذكر شهود ان أضرارا جسيمة لحقت بالبهو.وذكرت مصادر بالشرطة ان الهجوم أسفر أيضا عن إصابة 18 .وكانت الشرطة أعلنت في وقت سابق من يوم أمس الإثنين ان الانتحاري فجر نفسه داخل الفندق بينما كان عدد من شيوخ عشائر الانبار الواقعة الى الغرب من بغداد يعقدون مؤتمرا.وشكل عدد من القبائل والعشائر العراقية مجلسا قبل أشهر سمي مؤتمر صحوة الأنبار وآخر أطلق عليه مؤتمر إنقاذ الأنبار هدفهما تخليص المحافظة من الوجود الأجنبي لمقاتلي تنظيم القاعدة الذي يتخذ من المحافظة مقرا وممرا لتنفيذ عملياته في البلاد.وتعهدت العشائر التي انخرطت في هذين المجلسين بتخليص وإنهاء وجود هذا التنظيم من محافظتهم.وقال متحدث باسم الجيش الأمريكي إن "التقارير الأولية تشير إلى أن الانفجار تسبب بمقتل ستة من شيوخ العشائر كانوا مشتركين بالمؤتمر."، وأضاف المتحدث أن الانفجار "وقع داخل الفندق وانه تسبب بإحداث أضرار بليغة بصالة الفندق الرئيسية."وقال مصدر في الشرطة العراقية إن من القتلى الشيخ فصال الكعود أحد شيوخ عشيرة البونمر وهي إحدى أكبر العشائر في محافظة الأنبار.وشغل الكعود منصب محافظ الأنبار في العام 2004م ثم شغل منصب وكيل وزير الزراعة قام بعدها بترشح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية لكن دعوته لم تلق آنذاك أي صدى.وقالت قناة التلفزيون العراقية إن من بين القتلى الإعلامي رحيم المالكي أحد العاملين لديها وهو معد ومقدم برامج وشاعر.وذكرت مصادر طبية من مستشفى اليرموك حيث نقل عدد من الجرحى والقتلى ان من بين الجرحى اللواء علي حميد وهو عضو قيادة العمليات المشتركة ويعمل في مكتب القائد العام للقوات المسلحة. وأضافت أن جروحه خطيرة.وقال شهود عيان إن قوات الجيش العراقي التي وصلت إلى المكان اعتقلت الحراس الأمنيين للفندق ومن بينهم أفراد من الشرطة.وطوقت قوات عراقية وأمريكية الفندق بعد الانفجار مباشرة ومنعت الاقتراب من المكان.وقال الشهود إن الانفجار كان قويا ومدويا وإنه خلف أضرارا كبيرة داخل صالة الفندق.ويقع فندق المنصور بوسط مدينة بغداد وعلى الجانب الغربي لضفة نهر دجلة ويعتبر أحد فنادق العاصمة المميزة ويوجد به مقار جهات صحفية أجنبية كما يستخدمه مسؤولون عراقيون.ويحيط بالفندق مقار مؤسسات حكومية ودوائر مهمة. ويقع الفندق على مسافة بضع مئات من الأمتار من المنطقة الخضراء.في سياق أخر ناشدت هيئة علماء المسلمين أمس الاثنين العراقيين عدم المضي قدما في مسيرة الشهر القادم لإعادة بناء مرقدي سامراء قائلة إن زحف مئات الآلاف للمدينة فى هذا الوقت قد يستغل لتأجيج الفتنة بين السنة والشيعة.وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر قد دعا الى مسيرة حاشدة الى مدينة سامراء ترفع فيها أغصان الزيتون لإعادة بناء مرقد الإمامين العسكريين الذي دمر هذا الشهر.وقال الشيخ بشار الفيضي المتحدث باسم هيئة علماء المسلمين " نناشدهم بصرف النظر في هذه المرحلة الحساسة عن الزحف نحو سامراء."وأضاف الفيضي "في الوقت الذي نؤكد أن العراق وطن لجميع أبنائه وأن من حقهم أن يتجولوا في اي منطقة يشاؤون لكن هذه الخطوة في هذا الوقت غير مناسبة وأهداف خطيرة وراء هذه الدعوى."وقالت الهيئة في دعوة لها للعراقيين من الشيعة إن "هناك من يستغل مشاعركم وحبكم لآل بيت رسول الله ليحقق من حيث لا تشعرون لإحداث الفتنة..هذه الجهات المريبة تعلم جيدا أن هذه الخطوة ستثير حفيظة أهالي مدينة السامراء وسينظرون إليها على أنها غزو لمدينتهم."وكانت مصادر الشرطة أعلنت أن مئذنتي مسجدي على الهادي والحسن العسكري في سامراء تعرضتا هذا الشهر الى عمليات مسلحة أسفرت عن تهدم المئذنتين.وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها استهداف هذين المرقدين حيث سبق أن استهدفا في فبراير شباط من العام الماضي وهي حادثة كانت الشرارة التي أطلقت عمليات واسعة من القتل والتهجير الطائفيين التي شهدها العراق على مدى عام.ودعا الفيضي العراقيين الى ضبط النفس مشددا على ان السنة والشيعة سيقومون ببناء المساجد التي تم هدمها بعد خروج الاحتلال.وأضاف أن الهيئة أرسلت رسالة للتيار الصدري ناشدته بالتحلي بالصبر حتى نهاية الاحتلال ووعدت بالعمل سويا على "بناء بيوت الله وتعمير مراقد الأئمة الأطهار والصحابة الأخيار." ميدانياً لقي عشرات العراقيين حتفهم وجرح عشرات آخرون في سلسلة هجمات ضربت وسط بغداد ومناطق أخرى من العراق صباح أمس.ففي الشمال من بغداد ارتفعت إلى 18 قتيلا و40 جريحا حصيلة هجوم بشاحنة مفخخة استهدف مقرا للشرطة في مدينة بيجي التابعة لمحافظة صلاح الدين. وقد دمر الانفجار جزءا كبيرا من المبنى وألحق أضرارا بالمنازل القريبة.وبعد 45 دقيقة من هذا الهجوم انفجرت سيارة مفخخة أخرى قرب نقطة تفتيش أميركية عراقية في الصينية غربي بيجي، مما أسفر عن مقتل جنديين عراقيين وجرح ثلاثة آخرين، وفي كركوك قتل شرطي وجرح خمسة آخرون في هجوم مسلح وانفجار قنبلة استهدفا دوريتين للشرطة في هذه المدينة، وإلى الجنوب من بغداد لقي ثمانية أشخاص حتفهم وجرح 31 آخرون في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة قرب مكتب المحافظ في مدينة الحلة.وبموازاة ذلك أعلن الجيش الأميركي أن أحد جنوده توفي متأثرا بجروح أصيب بها خلال عملية عسكرية شرق بغداد أمس، ليرتفع إلى 72 عدد الجنود الذين قتلوا منذ مطلع الشهر الجاري.في هذه الأثناء يواصل آلاف الجنود العراقيين والأميركيين عمليتهم العسكرية المسماة "السهم الثاقب" في محافظة ديالى شمال شرق بغداد لملاحقة من يشتبه في أنهم عناصر من تنظيم القاعدة.وقد أعلن الجيش الأميركي أمس أن قوة عراقية أميركية اكتشفت منزلين يستخدمهما عناصر القاعدة "للتعذيب وتنفيذ الإعدامات" في حي الكاطون في بعقوبة، كبرى مدن المحافظة، مشيرا إلى أن القوة "عثرت على خمس جثث دفنت في باحة خلف المنزل وملابس عليها آثار دماء في عدد من غرف المنزل"، كما أكد "العثور على عشرة مخابئ أسلحة في مناطق متفرقة من بعقوبة الأحد احتوت على مختلف أنواع الأسلحة والذخائر ومنشورات دعائية للقاعدة".وقد أعلن الجيش الأميركي مقتل 58 مسلحا واعتقال 60 آخرين منذ انطلاق العملية يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة نحو عشرة آلاف جندي عراقي وأميركي.وفي الشأن السياسي أقر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مشروع قانون النفط ومن المتوقع أن يتم طرحه أمام البرلمان الأسبوع القادم، وقال خالد العطية نائب رئيس مجلس النواب إن مجلس الوزراء صادق أيضا على تعديل قانون اجتثاث البعث.يشار إلى أن الولايات المتحدة تضغط باتجاه إنجاز هذين المشروعين وتعتبر ذلك خطوة أساسية نحو تحقيق المصالحة الوطنية في العراق.