بالرغم من تحذيرات المشتغلين في الأرصاد الجوية اليمنية وتوقعاتهم حول المنخفض الجوي وما يحمله من هطول أمطار غزيرة على =محافظتي المهرة وحضرموت إلا أنه لا ينفع حذر من قدر..حسب قول المثل العربي. فقد حلت الكارثة بإرادة الله ، وغمرت السيول الأخضر واليابس ، وجرفت ما جرفت من البشر والشجر ، وهدمت البيوت الطينية ، وشققت الطرقات ، بل و دمرت كل البنية التحتية الأساسية والمشاريع الحديثة التي تم إنجازها منذ سنوات ، فأصبحت أثراً من بعد عين.وقد خاطر قائدنا الفذ ، الأخ علي عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية اليمنية ،بحياته في زيارته المستعجلة ، وكارثة السيول لا تزال على أشدها ، ليقف بنفسه ـ عن كثب ـ على معرفة حجم الأضرار التي تسببتها هذه الكارثة الطبيعية ، ولكي يشارك أهالي الضحايا والمتضررين من هول السيول التي دمرت منازلهم ، أحزانهم ومواساتهم ، والإعلان عن أن محافظتي حضرموت والمهرة مناطق منكوبة ، والاجتماع سريعاً بقيادة وأعضاء السلطات المحلية ، والدفاع المدني والتوجيه لهم باتخاذ الإجراءات الطارئة للأعمال الإغاثة والنجدة والإيواء للمتضررين ، ومناشدة جميع الموسرين وأصحاب القطاعات الخاصة والمنظمات غير الحكومية لمنظومة المجتمع المدني والمواطنين عامة في كل المحافظات تقديم كل ما يمكن تقديمه من أعمال للإغاثة والمساعدة المادية والإنسانية.وقد كان لزيارة الرئيس للمحافظات المنكوبة وقع حسن في نفوس المواطنين ، خففت من أثار المأساة الكارثية التي أصابتهم ، وشدت من ساعدهم في التغلب عليها قدر الإمكان . كما أن كل محافظة يمنية ـ حسب تنبؤات الأرصاد الجوية ـ توشك أن تتعرض لهطول أمطار غزيرة فيها نتيجة المنخفض الجوي ، اتخذت فيها قيادة السلطة المحلية للمحافظة و المديريات ، ومكاتبها التنفيذية ، وإدارة الدفاع المدني وأقسامها في المديريات ، وقيادة الأمن العام للمحافظة ، الاحتياطات اللازمة في مواجهة تحديات كارثة السيول الطبيعية ، والقيام بمبادرات طوعية غير مسبوقة في إزالة المعيقات أمام مجاري السيول المنسابة من الجبال ، أو في منافذ الطرقات أوفي المجاري الصحية.ولعل ما يسر الخاطر ، ويبعث الارتياح النفسي ، أن نجد كل المحافظات اليمنية الأخرى تبادر إلى إرسال قوافل من سيارات الإغاثة ، حامله المؤن الغذائية ، وخيام الإيواء والبطانيات ، والأدوية الطبية ، في خطوة غير مسبوقة في تاريخها في مثل هذه الكارثة التي أصابت المناطق المنكوبة في كل من حضرموت والمهرة ، ما يؤكد تعزيز التماسك الوطني ، وتقوية أواصر الوحدة اليمنية. ولم يقف الأمر عند تقديم أعمال الإغاثة فقط ، بل تم الإعلان عن تبرع كل مواطن حكومي أو متقاعد أو موظف في قطاع خاص بأجر يوم من مرتبه الشهري ، إضافة إلى فتح باب التبرعات أمام المغتربين ورجال الأعمال والمنظمات الخيرية وغير الحكومية ، وهذا يدل دلالة واضحة على روح الانتماء للوطن ، وتماسك وتلاحم الأيدي الواحدة للوقوف على تجاوز محنة الآلام والأحزان التي سببتها كارثة السيول في مناطقنا المنكوبة على إخوة لنا في الدم واللحم من مواطنينا المتضررين.ختاماً نقول ، إن ما حصل من كوارث طبيعية من جراء هطول الأمطار الرعدية القاسية ، والمؤلمة ، على محافظتي حضرموت والمهرة المنكوبتين كان قدراً مكتوباً من عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ لا ينفع معه حذر ، ولكن الله كان لطيفاً بعبادة المؤمنين، ولم تتواصل تلك الأمطار الرعدية الغزيرة لأيام متواصلة ، بل لساعات محدودة ، تم توقفت بإذن الله تعالى . والحقيقة المرَّة هي أن الأمطار ، رغم ما تجلبه من خير للمزارعين ، فأنه إذا زادت عن حدها الطبيعي ، انقلبت إلى نقمة مؤثرة في النفوس. ولكن الألم من جراء الكارثة وحد قوانا الوطنية ، وعزز من قوة تماسكنا الوطني ، وآزر من أيادينا المتماسكة وطنياً ، ونبتهل لله تعالى بالاّ يرينا مكروهاً بعد هذه الكارثة الأليمة، إنه سميع مجيب..ترى ، ألا يمكن أن نستفيد درساً من هذه الكارثة وأن تقوم كل السلطة محلية في كل محافظة و المديريات التابعة لها باتخاذ الإجراءات و الاستعدادات اللأزمة المسبوقة قبل وقوع أي حدث كارثي ، بحيث تكون دائماً على أهبة الاستعداد لمواجهة مثل هذه الطوارئ . فالوقاية خير من العلاج.
|
اتجاهات
أحزان الكوارث عززت التماسك الوطني
أخبار متعلقة