يعتبر ميناء الحديدة من أشهر الموانئ الواقعة على البحر الأحمر حيث أن موقعه المتميز في منتصف السواحل اليمنية , أعطى له الدور الريادي في دفع عجلة الاقتصاد اليمني طيلة العقود الماضية . وقد تم نقل الميناء من الموقع السابق إلى مكانه الحالي منذ العام 1961 و قد بدأ بعدد من الأرصفة المحدودة تقدر مساحتها بـ 490 متراً فقط وكان الرئيس الراحل المشير عبدالله السلال من أوائل الذين تولوا مسئولية هذا الميناء .لا يخفى على احد الدور التاريخي الذي قدمه المناضلان الاهنومي و العلفي في مدينة الحديدة عبر التخطيط لاغتيال الإمام احمد و قد نجحت الخطة جزئياً حيث كانت هذه الحركة من أهم أسباب وفاته في عام 1962 و قد سارع الإمام البدر ليستولي على زمام الأمور ولكن لم تجر الرياح بما تشتهي سفنه و الشرذمة الباقية من الملكيين .و قد أسهم ميناء الحديدة بكل إمكانياته في ذلك الحين حيث قدم الدعم اللوجستي للثورة الوليدة في مختلف المناطق عبر استقبال بواخر الأسلحة و الجنود الذين قدموا من الشقيقة مصر ارض الكنانة الذين لم يبخلوا على الثوار و إذا لم يتوفر لهم المكان المناسب لما كانوا متواجدين في الوقت المناسب لدعم إخوانهم الثوار اليمنيين الذين لم تقم الثورة لولا عزيمتهم و إصرارهم على تغيير الماضي البغيض عبر ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.برز ميناء الحديدة كخط احمر للملكيين لكن كانت لهم بالمرصاد مدينة الحديدة و ميناؤها وسكانها بجميع فئاتهم من العمال مروراً بالقبائل في منطقة تهامة . مدينة الحديدة و ميناؤها و سكانها كانوا كعادتهم دوماً متواجدين بقوة لا حدود لها و تواضع يثير الإعجاب , مدينة الحديدة معطاءة و لا تمد يدها إلا بالخير و مواقفها المشرفة تجعلها في المقدمة دوماً . فحب الوطن من الإيمان .ثمانية وأربعون سنة مرت على الثورة المباركة و ميناء الحديدة يحصد بذور الدعم الذي قدم في فجر الثورة عبر مراحل تطورها المختلفة و حرص ميناء الحديدة على تقديم أفضل خدماته للوطن ككل كداعم اقتصادي قوي و رافد من روافد الاقتصاد اليمني و ابتدأت التوسعات و التطورات في الميناء.إن الزائر لميناء الحديدة سوف يرى التطورات الهائلة التي مر بها هذا الميناء الذي كان له ذلك الدور التاريخي المهم الذي جعله نقطة مضيئة في ذاكرة الثورة السبتمبرية المجيدة . ❊ مدير عام التخطيط و التسويق في مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية
ميناء الحديدة و دوره التاريخي في ثورة (26)سبتمبر المجيدة
أخبار متعلقة