التعليم العالي في اليمن ..أداة التنمية وطريق المستقبل
صنعاء / عبد الواحد الضراب – عبدالله بخاش: يشكل التعليم العالي أحد أهم التحديات في بلادنا حيث يزداد سنويا عدد الطلاب من خريجي الثانوية العامة بشكل كبير ، ولذا تولي الدولة التعليم العالي اهتماما خاصاً اذ يعتبر الرافد الأساسي للمجتمعات بكافة احتياجاتها ومتطلباتها المهنية والتنموية، ويعد المسئول الأول عن تأهيل الكفاءات في جميع المجالات العلمية ، ومقياس التطور الحضاري للمجتمعات من خلال مستوى الإنجاز العلمي والإنتاج المعرفي وما يحدثه التعليم العالي من تطور في بناء المهارات الإنسانية والقدرات البشرية ، لذا فقد تم إنشاء العديد من الجامعات والكليات الحكومية في مختلف محافظات الجمهورية .وتعود نشأة التعليم العالي في بلادنا إلى مطلع العقد السابع من القرن الماضي أي بعد قيام ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر 62 الرابع عشر من اكتوبر 1963م.وتمثل ذلك بإنشاء جامعة صنعاء 1970م ،كما تأسست في نهاية العام نفسه كلية التربية العليا بعدن وتلاها تحويل معهد ناصر للعلوم الزراعية إلى كلية ناصر للعلوم الزراعية في عام 1972م وقد مثلت هاتان الكليتان نواة لجامعة عدن التي تأسست عام 1975م . وقد شهدت الجامعتان تطوراَ كبيراً بعد ذلك امتد إلى عدد من المحافظات ففي عام 1973 – 1974م أنشئت كلية الآداب وكلية التجارة والاقتصاد فيما أنشئت كليتا الطب والهندسة في 1983 – 1984م .كما شهدت الأعوام التالية إنشاء العديد من كليات التربية في تعز والحديدة وإب وحجة ، وذلك لتغطية احتياجات البلاد من الكوادر المؤهلة للعمل في الحقل التربوي وتغطية العجز في التعليم الأساسي والثانوي ، وظل التعليم الجامعي مقصوراً على جامعتي صنعاء وعدن وفروعهما في بعض المحافظات حتى عام 1990م ، وقد بلغ عدد الكليات في الجامعتين معا قبل إعلان الوحدة اليمنية المباركة (19) كلية ، منها(11) كلية في جامعة صنعاء و(8) كليات في جامعة عدن . وتوزعت الكليات بحسب النوع إلى (7) كليات تطبيقية و(12) كلية علوم إنسانية ، وفيما بلغ إجمالي الطلاب الدارسين في الجامعتين في العام 1990م (39.990) طالباً وطالبه ، بلغ أعضاء الهيئة التدريسية من اليمنيين في الجامعتين (1073) عضواً .أساس التنمية البشرية ومع بزوغ فجر الوحدة اليمنية المباركة في الـ 22 من مايو 1990م أخذ التعليم الجامعي مساحة كبيرة من اهتمام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية كونه الأساس في التنمية لأي بلد في العالم ، حيث شهدت السنوات القليلة من عمر الوحدة 1990م – 2007م توسعاً كبيراً في إنشاء مؤسسات التعليم العالي والذي تمثل بتأسيس (6) جامعات حكومية إلى جانب جامعتي صنعاء وعدن وهي : ( جامعة تعز 1995م ، جامعة ذمار 1996م ، جامعة إب 1996م ، جامعة الحديدة 1996م ،جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا 1996م ، وجامعة عمران 2007م) وقد صاحب هذه الزيادة في عدد الجامعات زيادة كبيرة في إجمالي عدد الكليات التي بلغت (95) كلية تطبيقية وإنسانية ، أفتتح منها (76) كلية بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة .ومما يميز المرحلة الثانية بعد تحقيق الوحدة المباركة هو إنشاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أول حكومة لدولة الوحدة حيث تتولى الكثير من المهام والاختصاصات كاقتراح السياسة العامة للدولة في مجال التعليم العالي ومتابعة تنفيذها والأشراف والرقابة على مؤسسات التعليم العالي وإعداد مشاريع القوانين والأنظمة وإصدار التعليمات اللازمة لتنظيم جميع مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي ، وتعزيز الاستقلال المالي والأكاديمي والإداري للمؤسسات التعليمية الأكاديمية الحكومية والأهلية ووضع المعايير والشروط الخاصة بالاعتماد الأكاديمي لمؤسسات التعليم العالي والإشراف على تنفيذها ، والتصديق على برامج واتفاقيات التعاون العلمي والثقافي بين الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في اليمن وجامعات ومؤسسات البحث العلمي في الدول الشقيقة والصديقة ، كما تتولى منح الرخص اللازمة للجامعات الأهلية والأجنبية لمزاولة عملها وفق التشريعات المنظمة والاعتراف بمؤسسات التعليم العالي العربية والأجنبية ، ومعادلة الشهادات الصادرة من مؤسسات التعليم العالي اليمنية والتصديق عليها ،وكذا تنفيذ قانون البعثات وتنفيذ اتفاقيات التعاون العلمي بين اليمن والدول الشقيقة والصديقة .كما تقدم الوزارة خدمات البعثات مثل خدمة منح التبادل الثقافي للطلاب الوافدين إلى اليمن ،وكذا المنح الدراسية للطلاب اليمنيين الدارسين في الخارج ، وكذلك خدمة الإستمراية للحصول على الماجستير أو الدكتورة .أرقام ومؤشراتولم يقتصر هذا التوسع بالتعليم الجامعي على التعليم الحكومي فقط ، بل فتح المجال للقطاع الخاص من خلال تشريعات وأنظمة وقوانين للاستثمار في مجال التعليم الجامعي ، حيث أصدرت وزارة التعليم العالي (15) ترخيصاً تم بموجبها افتتاح (15) جامعة وكلية أهلية تضم (55) كلية ابتداء من عام 1993م .كما زاد عدد الكليات في الجامعات الحكومية من (19) كلية عام 1990م الى (95) كلية عام 2007م ، منها 36 علوم تطبيقية و95 علوم إنسانية ، مما يعني أن نسبة التوسع في التعليم الجامعي الحكومي والأهلي بلغت (66%) منذ قيام الوحدة المباركة.كما بلغ إجمالي عدد أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم من اليمنيين وغير اليمنيين خلال عام 2007م (5.813)عضو تدريس منهم (779) عضواًمن غير اليمنيين ويمثلون ما نسبته (13%) من إجمالي عدد أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم . يعمل منهم (426) عضو في جامعة صنعاء و (647) في جامعة عدن منهم (18)عضوا بدرجة أستاذ ، (95 ) أستاذاً مشاركاً ، (404) أساتذة مساعدين ، (278) مدرساً ،و(314) معيداً.وقد زاد العدد إلى (5034) عضواً ومساعداً في 7 جامعات حكومية أخرى عام 2007م ، منهم (181) أستاذاً، و(480) أستاذاً مشاركاً، (1917) أستاذً مساعداً، (786) مدرساً، (1670)معيداً بزيادة تصل الى (369%) عما كانت عليه عام 1990م.كما زاد عدد الإناث من أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم من (153) عضواً ومساعداً عام 1990م بنسبة (14%) إلى (833) عضواً عام 2007م بنسبة (16%) من إجمالي أعضاء هيئة التدريس وبزيادة تصل الى (425%) عما كان عليه العدد عام 1990م .إقبال متزايد ونظرا لتزايد أعداد مخرجات التعليم الثانوي سنوياً وزيادة الطلب على التعليم الجامعي وضرورة التوسع في افتتاح التخصصات العلمية التي يحتاجها سوق العمل المحلي والإقليمي ، فقط قامت وزارة التعليم العالي بالتوسع في سياسة القبول ورفع الطاقة الاستيعابية المخططة للقبول في العام الدراسي 2006 -2008م الى (65.517) طالب وطالبه ، بينما بلغ إجمالي المقبولين فعلياً (55844) طالب وطالبه تمثل الإناث منهم ما نسبته (29.8%) من إجمالي المقبولين . وبحسب الإحصائيات الرسمية فقد بلغ إجمالي عدد الطلاب المقبولين خلال الأعوام 1970 -2007م ( 195023) طالباً وطالبه يصل عدد الإناث منهم (55475) طالبه ويمثلن (28.4%) من إجمالي الملتحقات بالجامعات الحكومية ككل .كما شهد مجال التعليم الجامعي توسعاً كبيراً من خلال ازدياد عدد المتخرجين من الجامعات الحكومية حيث بلغ (25225) متخرجاً عام 2005 -2006م نسبة الإناث منهم (31.8%) من إجمالي عدد المتخرجين .وقد ساهمت الجامعات الحكومية والأهلية في العقود الثلاثة الماضية إلى حد كبير في توفير الكوادر الوطنية المؤهلة لمؤسسات الدولة والقطاع الخاص والسوق الإقليمي، واستطاعت إحلال كوادر وخبرات محلية بدلاً عن الكوادر الأجنبية والعربية.