غضون
* أتفهم مقولة إن فلاناً يضحك حتى البكاء” .. فقد وقفت على حالات لأشخاص ضحكوا أمامي طويلا واعقبوا ذلك بالبكاء .. وأيضا هناك حالات رأيت أصحابها يبكون، وفجأة يضحكون، ولعل ذلك من قبيل التنفيس والفرج بعد الشدة.* بالنسبة لي لاأتذكر اني بكيت قبل الضحك أوبعده أو أثناءه فالضحك عندي مسرة على طول الحياة وعرضها، وباعثه شيء لاإرادي يثيره العالم من حولي بطرائفه وأخطائه وكلامه العجيب وعندما يسردون أخبارهم المدرة للضحك، عندما اجتمع مع أبي في المناسبات لاأتوقف عن الضحك. لأن كل عبارة يتلفظ بها وكل تعليق أو حكاية ترد على لسانه تبعث الضحك من أعماقي.. وعندما لايراني أتوقف عن الضحك يتوقف هو عن الكلام، ويبدأ في ترديد أوراد الاستغفار، ويقول لي إن الذي يضحك الناس يذهب إلى جهنم حسب ما قرأه في الأثر، ويقول أيضا إنه قرأ في الكتب إن كثرة الضحك تميت القلب! رغم أن الضحك لاعلاقة له بهذه المضخة أصلا.* أكثر الناس الذين تستثير حكاياتهم وعباراتهم الضحك لدي هو أقدم وأنبل وأظرف أصدقائي، أعني زميلي يحي نوري، ولكنه لايتردد عن السير قدما في هذا الطريق كما يفعل أبي أطال الله في عمره، والذي يذكرني إن كثرة الضحك يميت القلب، وأن كثرة الضحك من خصال الكفار الذين جعلهم الله يضحكون كثيراً لكي يبكون كثيراً في النهاية! الشيء الذي يجعلني أشاركه في القلق الآن أني اطلعت على حقيقة فيها جانب تاريخي وآخر علمي تؤيد مقولة عربية قديمة عن “الضحك حتى الموت..” .. ولكم الخيار في البحث عن تطبيقات عملية للتأكد!.* الواقع التاريخي عن المقولة المشؤومة يرد في أسلوب سيمون مونتفورت وهو قائد انجليزي في القرن الثالث عشر كان يعدم الأسرى عن طريق ريشة يدغدغ بها أقدامهم ويدعهم يضحكون حتى الموت.. الآن العلم يقول دفع المرء لكي يضحك لوقت طويل ومتواصل قد يفجر دماغه أو يوقف نبضات قلبه ويموت.. بالنسبة لي سأواصل الضحك!.
