13 يناير 1986
دارت السنون دورتها وها نحن نلتقي بيوم 13 يناير المشؤو م ثانية وبه تتجدد ذكريات أليمة، لا يقدر حجم الحزن والمرارة التي تتقمص كيانات ووجدان من نكبوا بفواجعها إلا من تخطفت الكارثة أحبتهم (آباء، أبناء، أزواج، إخوة)، وهم كثر لأن الفاجعة طالت جلّ أبناء الوطن دون استثناء بمن فيهم من أخذ بثأره من أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل عدا تواجدهم في اللحظة الخطأ في المكان الخطأ وكان من مواليد المحافظة الخطأ بالنسبة للمنتصرين أو المنهزمين مع فارق في الدرجة وليس في نوع السلوك الممارس حينها!اليوم تعود إلى سطح الحياة السياسية والاجتماعية في معظم المحافظات الجنوبية نذر فاجعة جديدة لن تبقي ولن تذر سيمتد سعيرها إلى كافة محافظات اليمن دون ريب. نحن يا سادتي الأجلاء على شفير بلقنة صوملة أفغنة .. لا تهم المسميات بقدر أهمية القادم المجهول الذي سيلتهم ويبيد الحرث والنسل لا سمح الله.أعدت كتابة مقالي هذا مرات عدة باحثاً عن عبارات وألفاظ أقل حدة وأفكار تجمل أحكاماً ورؤى محايدة وفقاً لنصائح أعزاء لا تنقصهم الحكمة، حيث أن مقالي يناقش موضوعاً حساساً يجب أن يتسم بكل ذلك؛ المهم أنه وعلى مدى أكثر من عام ونصف قد جرت استشارة الناس بأنواع شتى من المطالب والخلافات منها الموضوعي / المفتعل صناعة محلية أو المصدر برسم المنشأ.عمت الحياة العامة خلالها غيوم ثقيلة وطقس ضبابي حجب الرؤية وعطل القدرة على معرفة اتجاه السير فيما هو منظور من مستقبل البلاد. أن مناصرة الموضوعي والمشروع من تلك المطالب في رأيي هو واجب كل الخيرين أفراداً كانوا أو مؤسسات (مدنية، إعلامية، حقوقية)، لكن مناصرة الخروج على القوانين والأنظمة ودعم تجمعات وكيانات غير قانونية ومنح نشاطها مظلة الشرعية وإشهارها عبر الصحف وتغطية ذلك النشاط يومياً باعتقادي لا يدخل في خامة رفع الظلم والغبن عن أبناء جنوب الوطن خاصة واليمن عامة.واليوم نحن مع دعوات التصالح والتسامح الحقيقي ولكن من خلال عقد ملتقى وطني جامع يحضره أولياء الدم من الدرجة الأولى أولاً، ومن شاء من المتورطين طالبي الصلح والعفو لتطمئن نفوسهم وترتاح ضمائرهم من خلال مصارحة ومسامحة كالتي جرت في جنوب أفريقيا برعاية (الكاهن أدموند توتو) وعلى الدولة بعد ذلك تحمل الديات لدفعها إلى أباء وأبناء وأرامل الشهداء والقتلى لضمان سلام اجتماعي راسخ وليس على طريقة جماعة التسامح التي جرت حالياً في عدد من المحافظات الجنوبية، حيث يتصالح اللذين هم..!!ختاماً :قال الله تعالى في محكم التنزيل “هل جزاء الإحسان إلا الإحسان” آية (59) سوة الرحمن.مبادرات فخامة الرئيس للخروج من الأزمة متتالية وحرصه على إنجاح الانتخابات لا يكل، وقبلها تعليماته بإطلاق المعتقلين من جماعة الحراك الذين أرعبتنا الصحافة الحزبية والأهلية بأخبارهم وهي تغطي أحوالهم وأوضاعهم الصحية. حتى حسبنا أننا سنسير في مواكب وداعهم الأخير لكنهم فاجأوا الجميع في المهرجانات الاحتفالية التي حضروها بحجم العافية التي يتمتعون بها والصحة التي يفتقر لها عدد من متربعي كراسي وزارة / أ.د.ابن مجور فالخطب التي ألقيت والفتاوى الصادرة منهم ومن قبل قيادات لما يسمى مجالس التنسيق وهيئات النضال السلمي كما يدعون، ليس بشأن مقاطعة الانتخابات فحسب، بل بعدم الاعتراف بها بأنها لا تعني شيئاً لأبناء المحافظات الجنوبية حد زعمهم، هل يمكن أن يجد أصحاب تلك الدعوات ناصحاً لهم..؟نشعر بأن للحكمة رجالها في الحزب الحاكم وفي إطار المشترك سينتصرون لصوت العقل والمنطق وسيتوافقون على كلمة سواء؛ فيها خير الوطن واستقراره وازدهاره بفضل المولى تبارك وتعالى ثم بفضل حكمتهم وهمتهم بالتعديلات الدستورية وأقوام اللجنة العليا للانتخابات والقائمة النسبية ومراجعة جداول الناخبين وقضايا لا يمكن القفز عليها وحتمية إجراء انتخابات عادلة ونزيهة غاية كل أبناء الوطن وطموحهم الراغبين تحقيقه وفقنا الله جميعاً للخير والرشاد.