بغداد/14 اكتوبر/رويترز: قال رئيس البرلمان الكردي أمس الثلاثاء في مؤتمر خصص للتوصل إلى “تفاهمات” لجملة من الخلافات بين مجلسي النواب العراقي والكردي ان أي اقتحام تركي للحدود العراقية في كردستان سيزيد من تعقيد الوضع بالعراق داعيا تركيا إلى حل المشكلة عبر الحوار مع الحكومة العراقية. وقال عدنان المفتي رئيس برلمان إقليم كردستان في افتتاح مؤتمر في اربيل سمي بالمؤتمر العام حول الفيدرالية ان العراق يواجه “تدخلات إقليمية في شؤونه الداخلية ومن ضمنها التصعيد الخطير من قبل تركيا وتحشيدها لقوات كبيرة لا مبرر لها على حدود كردستان العراق مهددين بالتدخل.” وأضاف المفتي انه إذا تدخلت تركيا في العراق واجتاحت أراضي كردستان العراق “فإنها بذلك تكون في مواجهة الشعب العراقي وستعقد القضية العراقية المعقدة أصلا وتضيف صعوبات جديدة أمام الحكومة العراقية.” وكان مسؤولون أكراد قد حذروا من الحشد العسكري الذي تقوم به تركيا على الحدود العراقية لملاحقة عناصر من حزب العمال الكردستاني الانفصالي المحظور في تركيا يتخذون من المنطقة قاعدة لهم. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الاثنين في مؤتمر صحفي في بغداد ان الجيش التركي نشر 140 ألف جندي على الحدود مع شمال العراق في إطار تعبئة كبرى. وتحث القوات المسلحة التركية الحكومة على السماح لها بالتوغل في شمال العراق الذي تعيش فيه غالبية كردية وذلك لسحق أكثر من أربعة آلاف مقاتل من الأكراد الأتراك يستخدمون المنطقة قاعدة لمهاجمة أهداف أمنية ومدنية داخل تركيا. ودعا المفتي تركيا إلى “معالجة كل مشاكلها مع العراق من خلال مفاوضاتها مع الدولة الفيدرالية والحكومة العراقية، وأضاف “نحن من جانبنا مستعدون لمثل هذا الحوار وتحقيق المصالح المشتركة بما فيها عدم التدخل بالشؤون الداخلية.” وتابع “نحن على تواصل مع الحكومة (العراقية) الفيدرالية من اجل حل هذه المشكلة ومن اجل ان لا تكون هناك مخاوف من أي تدخلات عسكرية كردية واجتياح أراضي كردستان.” ويستمر مؤتمر اربيل خمسة أيام ويحضره ممثلون للبرلمان العراقي والحكومة العراقية وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق اشرف قاضي وعدد من سفراء الدول الأجنبية في العراق. وقال المفتي في كلمته التي افتتح بها المؤتمر ان هذا المؤتمر “فرصة لتفاهم أفضل نحو جميع المشاكل بيننا (الحكومة المركزية وحكومة كردستان) وللوصول إلى فهم مشترك للمشاكل العالقة.” وتحدث المفتي عن القضايا التي يتوقع ان يتناولها المؤتمر وهي “ التعديلات الدستورية... والمشاكل الموجودة بين حكومة الإقليم والحكومة الفيدرالية فيما يتعلق بسن القوانين وفهم الصلاحيات المشتركة الواردة في الدستور فيما يتعلق بصلاحيات الإقليم وصلاحيات المركز.” وأضاف “نحن بحاجة في برلمان كردستان ان نعمل مع مجلس النواب العراقي من اجل وضع بروتوكول خاص ينظم العلاقة بين البرلمانيين ويطور هذه العلاقة.” وتوقع ان يتمخض المؤتمر عن توقيع اتفاقية لبروتوكول بين السلطة المركزية وسلطة الإقليم الكردي. وكانت واشنطن قد حثت الحكومة التركية على عدم القيام بأي عمل عسكري ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق.يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن أنقرة حشدت أكثر من مائة وأربعين ألفا من جنودها على الحدود التركية العراقية.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو في تصريح صحفي إن بلاده تشاطر تركيا قلقها بشأن المقاتلين من أكراد تركيا الموجودين في العراق، لكنه أكد من ناحية أخرى ضرورة الاعتراف بسيادة العراق على أراضيه.وكان مساعد مدير عمليات القوات الأميركية في قيادة أركان الجيوش الأميركية الجنرال بيري ويغينز، حذر الأسبوع الماضي أنقرة من أي توغل في شمال العراق معتبرا أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى زعزعة استقراره. ومن جهته أبدى زيباري خشيته من أن تقوم تركيا بعمل عسكري في شمال العراق بعد تأكيده حشدها لأكثر من مائة وأربعين ألفاً من جنودها على الحدود التركية العراقية.ونقلت مصادر صحفية عن زيباري قوله إن العراق يتفهم المخاوف التركية من أنشطة حزب العمال الكردستاني الانفصالي ضد تركيا لكنه لن يتسامح مع أي خرق لسيادته من قبل القوات التركية.وكان زيباري قد شدد في وقت سابق على أن حل المشكلة المتأزمة مع تركيا يقضي بإعادة جنودها “المحتشدين” قرب حدود بلاده إلى قواعدهم.وأكدت تركيا في وقت سابق على لسان وزير الخارجية التركي عبد الله غل أنها وضعت خططا لاحتمال توغل عسكري في شمال العراق لضرب متمردي حزب العمال الكردستاني الانفصالي.وتتهم تركيا المتمردين الأكراد من الحزب المذكور باستخدام شمال العراق قاعدة خلفية لعملياتهم العسكرية في جنوب شرق الأناضول ذي الغالبية الكردية.ويقاتل حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا منظمة إرهابية، منذ 1984 من أجل استقلال منطقة جنوبي شرقي الأناضول، ويعتقد مراقبون أن النزاع أوقع 37 ألف قتيل.