بوردو
تقع المدينة جنوب غرب فرنسا على الساحل الجنوبي لنهر جيروند الكبير الذي كانت تختبىء السفن المسافرة فيه قبل عدة قرون اتقاءً لحالات النو الخطيرة التي تصيب المحيط الأطلسي في أيام الشتاء .وتعد مدينة بوردو من المدن الأشهر عالمياً، بين المدن الفرنسية، وبعد باريس مباشرة. هذه الشهرة التي تحملها الى كافة أنحاء العالم، لم تأت من زراعة الدالية فقط التي تشتهر بها المدينة، بل هي آتية من تاريخ طويل تمتلكه المدينة. ويشكل لها مادة تفتخر بها طوال الوقت. ما حول المنطقة الى ميناء مهم على الضفة الشرقية للأطلسي. تمتلك بوردو كما غيرها من المدن الفرنسية، علماً خاصاً بها، يرمز فيما يرمز الى تاريخها الملكي، إضافة الى تاريخ وجود النبلاء فيها. وهي إضافة لذلك من المناطق التي تمتلك أكبر عدد من قصور النبلاء والملوك الذين تعاقبوا على حكم فرنسا. يعود تاريخ المدينة القريب الى القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت في ذلك العهد تعرف باسم Burdigala باللغة اللاتينية. وهي كلمة تعني المشردين بالعربية، حيث يقال إن المنطقة في ذلك الوقت، كانت تستقبل العديد من أفراد شعب الغال الذين هم المرجع العرقي للفرنسيين اليوم. حيث كان هؤلاء يأتون من مقاطعة بورجيه Bourges التي كانت تخضع لحكم قاسٍ لا يرحم في ذلك الوقت.وما تمتاز به بوردو الساحة الكوميديا التي ينتهي بها شارع سانت كاثرين التجاري، ويتفرع عن شوارع أخرى للمحلات الراقية والفخمة الجديدة، الساحة أيضاً هي الممر الرئيسي الى الأحياء الداخلية لبوردو التي تشهد طرقاتها الضيقة والقديمة ازدهاراً في عدد المطاعم التي أصبحت تفتتح في البيوت القديمة التي تشكل نقطة جذب مميزة للسياح. أشتهرت بوردو بالثقافة منذ عصر الانوار فقد بني مبنى الأوبرا الحالي بناء على طلب من الماريشال دي ريتشيليو حاكم غويين Guyenne الذي كلف المهندس المعماري الأشهر في ذلك الزمن فيكتور لويس بتنفيذ البناء الذي انتهى في 7 أبريل / نيسان 1780 وذلك قبل اندلاع الثورة الفرنسية بتسعة أعوام فقط. وهي تتسع لألف شخص ويرتفع سقفها لسبع وأربعين متراً وطول الصالة الداخلة فيها الى ثمانية وثمانين متراً وهي تنتمي الى الهندسة النيوكلاسيكية ساحة أخرى تعبر عن ازدهار بوردو منذ عصر الأنوار ولغاية أيامنا هذه هي ساحة place de la Bourse التي شيدت بين الأعوام 1730 و 1775 وكانت من تصميم مهندس الملك في ذلك الوقت جاك آنج غابرييل الذي كان الى جانب فيكتور لويس أحد أهم المهندسين المعماريين في عصر الأنوار. حي السان ميشال، المكان الذي يعتبر غالبية سكانه من أصول عربية مغاربية كما تشهد ساحة الكاتدرائية يومياً إقامة سوق شعبي، يعتبر الاهم في المنطقة تباع فيه الأشياء القديمة والمستعملة ولعشاق الكتب النادرة والمخطوطات الفريدة والتحف القديمة، فإن هذه السوق التي تقفل فترة الظهر من كل يوم، تجمع في داخلها العديد من الكنوز المعرفية من كتب وإسطوانات قديمة وخرائط وثريات وأثاث منزلي وكل ما يلزم البيوت من أغراض. وبما أن الحي أصبح مع مرور الوقت، مخصصاً للعرب، فإن الباحث عن أشياء مشرقية أو مغاربية يجد ضالته هناك.