المتابع لمشوار فنان اليمن الكبير ابوبكر سالم بلفقيه سيلاحظ اتجاهه الكبير في الفترة الأخيرة نحو الغناء الصوفي .. خصوصاً في أغنيات البومه (سعاد والقمر )..فلماذا توجه ابوبكر نحو الغناء الصوفي وما القصد من هذا التوجه؟هذه الاسئلة طرحت على الفنان ابوبكر سالم بلفقيه ..فأجاب على إستفسار إصدقائه ومحبيه قائلاً:-الأغنية الصوفية ليست غريبة ولا جديدة علي ..فحتى الأغنية العاطفية والأغنية (الدارجة ) تحمل النفس الصوفي ..وهذا ليس مستغرباًُ ..لان الموسيقى الشرقية بصورة عامه ،والموسيقى العربية كانتا متأثرتين بجوانح اللمح الصوفي فيها ..مثل مقامات (الصبا) وتلك المقامات التي تحمل نفساً طويلاً ..هذا من الناحية الموسيقية ، اما ناحية الشعر ..فحتى الشعر الفصيح العمودي أكثر ما تغنى به الفنانون ،سواء أكانو من مصر أو من الشام أو من اليمن أو من الجزيرة العربية بصورة خاصة ، كله من الشعر الصوفي أو أكثره ..من البهاء زهير إلى ابن عربي إلى ابن الفارض إلى أبي العلاء إلى من بعدهم ..وتأثروا بالمفردات الصوفية الموجودة .. الصوفية تتغزل بالروضة الجميلة ..تتغزل بالصفا والعشق الخالص الصوفي .. ومنهم من يتخصص فيما يجد في طريقته الخاصة بمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولكن العشق الصافي هو في الشعر الصوفي مثل (ابن شهاب) وهذا من أجدادي ، وشعره صوفي وفيه اللمحات الصوفية ..والمفردات الصوفية دائماً جميلة وبراقة .. واستعملت الكلمات الصوفية في أغنيات الفنانين الكبار مثل محمد عبد الوهاب .[c1]ياردة الروح على المقله معكحسن الأيام يومضجعك[/c]وهنا تلاحق العمق الصوفي :[c1]نامت الأعين إلاّ مقلة تسكب الدمع وترعى مضجعك[/c]وهذه شوقيات .. وهناك الشعر الديني لشوقي الذي غنته (أم كلثوم) ونحن تتلمذنا على هؤلاء العمالقة ..ثم أن حياتنا كانت مرتبطة في الجزيرة وفي حضرموت بالذات التي نشأت بها على النفس الصوفي لأن النهج القوي كان التشريع وحفظ القرآن ودراسة التجويد والترتيل .. وبالنهاية الشعر الصوفي يتميز برقته ومعانيه وصفاء روحانيته.
|
رياضة
أبوبكر بلفقيه ..والغناء الصوفي
أخبار متعلقة