إن ما أفزعني وملأني أسى وشغل ذهني أياماً طوالاً هو أن تصبح للهجة الحديث عن الآباء والأمهات بهذه القسوة وأن تتحطم هالة التقدير وتجف ينابيع الحب داخلنا تجاههم صحيح أنه ليس منا من لم يختلف مع والديه ولكن هناك حد أدنى من الاختلاف في الرأي ووجهات النظر وليس الخلاف وهناك رؤية جديدة للتربية وليس الإنكار والجحود لكل ما يفعل الوالدين ولكنا عرف في حياته هذا الاختلاف وكل الأسر تشهد الصراع المهذب الحنون بين الرغبة والحماس الشبابي وبين العقل والحكمة والخوف من قبل الوالدين فبين الرغبة في أن نفعل كل ما نحب ونمارس حياتنا وفق إحساسنا فقط وإنطلاقنا لتلبية دواعي الكسل واللهو يقف أمام هذا كله عقل الآباء الأكثر حكمة والأشد خوفاً علينا من الذي وضع هذه اللهجة على ألسنة الأبناء ومن زرع الجحود في الكلمات ومن استثمر قدر سوء الفهم المشترك بين الآباء والأبناء هل هو عجز الوالدين نتيجة هموم الحياة وضغطها أم هي حالات عدم المسئولية من أوصل المشاعر داخل نفوس الأبناء إلى حد النكران ففي جيل مضى كانت بعض حالات عدم المسئولية لدى الوالدين تفجر داخل الأبناء حب أكثر وحناناً أعمق أم أن زمان الحب والحنان قد مضى ضمن ما سرقه زماننا الدريء منا إننا يجب أن نعرف حقيقة أن الأباء على حق ولكني لا أتمنى أن ندرك هذه الحقيقة بعد فوات الأوان.مشتاق محمد يحيى محمد
|
اطفال
عقوق الوالدين
أخبار متعلقة