إنصاف عبدا لله مقادح في أدباء أبين
عبدا لله بن كده :الفنان والشاعر عبدا لله محمد مقادح من المبدعين المغمورين لسنوات طوال قضاها يقدم كل مالديه من طاقة وإبداع في الشعر الغنائي والرقص والمنلوج وغنى العديد من الفنانين لمقادح ومنهم عوض احمد، عوض دحان وعلي العطاس ومرسال وغيرهم وانتشرت كلمات أغانيه إلى الخارج ونسبت لغيره وهكذا عاش مقادح تتقاذفه الأقدار وترافقه هموم الدنيا ومشاكلها في كل الأوقات دون ان تؤثر على عزيمته وإصراره في تقديم كل ما يستطيع ولم يدر للحياة وجهه ولم يمد للآخرين يده ولم يتسجد احداً.وفي ليلة من ليالي فعاليات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في محافظة أبين كان مقادح عريس تلك الليلة عندما استضافه الاتحاد في مقره الكائن في زنجبار كمحاولة لاخراجة من قوقعته بين العامري والكريمي، وهذا يأتي في إطار ماتعهد به الاتحاد من رعاية المبدعين والاهتمام بهم وجمع إبداعاتهم أكانت شعرية أدبية لتلقي طريقها إلى الناس بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة وفي بداية أمسية المقادح الأخ محمد سالم باهيصمي رئيس منتدى الباهيصمي في عدن والفنان عوض احمد وكل الحاضرين من إعلاميين وأدباء تم قدم للحاضرين ضيف الليلة عبدا لله مقادح الذي بدأ حديثه بالشكر لاتحاد أدباء أبين على هذه الالتفاتة ثم استطرد في حديثه عن بدايات مع الكلمات الشعرية التي قال عنها بأنها كانت ناتجة عن معاناة حقيقية عاشها في حياته وكانت البداية مع المنلوج الذي يناقش بعض القضايا الأسرية ومن كلمات المقادح في هذا المنوال :أن كان جيبك ملان اهـلاً بنـور العــيناهلاً بسيد الرجال ياسين عليك ياسينوقد كان لعبدالله مقادح تجربة في غناء المنلوج في كثير من الاحتفالات التي شهدتها المحافظة في كثير من المناسبات كيوم المرأة، وأسبوع المرور وغيرها وتحدث مقادح عن تجربته مع القصيدة الغنائية التي دفعته إليها قسوة الحياة وماعاشه من حرمان ونكران وحكمة الأقدار التي تقاذفت به بين الحين والآخر ولكن كل ذلك لم يكن عائقاً أمام عطاء عبدا لله مقادح ولم ينزع الابتسامة الدائمة من شفاهة وخفت دمه ومرحه المعهود.ومع الابتسامة واصل حديثه إلى ما تعرضت كلمات إحدى أغنياته التي لحنها وغناها الفنان محمد علي ميسري الله ينعم عليه بالصحة من تهجين دون علم احد من اهل الشأن والتي تقول كلماتها:شي معك لي أخبارقلي ياحادي العينلاتخيب ظنونيكيف شفت المكلاوالحبايب في الديسعاد شي يذكرونيوهذه الأغنية غناه الفنان خالد الملا من الخليج وغيرها مقدمتها فقط بل ونسبها إلى غير مقادح وحسب عادته قال ما وجدنا الإنصاف في الداخل كيف با نجده في الخارج.. واستطرد مقادح عن علاقته بعدد من الفنانين الذين تعامل معهم ومنهم الفنان عوض احمد الذي قال عنه بأنه صحابا الفضل في انتشار أغنيته تجابروا ياناس والعلاقة الحميمة التي ربطته بعوض احمد وقال امنح ترخيصاً كاملاً شاملاً لهذا الفنان العزيز بأخذ ما يريد من قصائدي متى يشاء وكذا الفنان محمد علي ميسري وعوض دحان وعلي العطاس وغيرهم من الفنانين الذين غنوا للمقادح واستعرض بعض كلمات أغانيه ومنها:مدلي يدك حبيبي مدليمن حيث ما الرعيان تهلب بالدليوالنوارس كلما يملين حطينعلى ساحل مقاطينمالنا والناس انالك وانته ليومن حيث ماقد حل صالح بن عليبانعطي الهوى حقه بالمورس بالبحين على ساحل مقاطين وانتقل مقادح بالحديث إلى موضوع تكريمه الوحيد الذي لم يصدق معه الوعد فيه حيث قال أخبرت في إحدى المناسبات باني احد المكرمين في هذه المناسبة وتهيأت نفسياً وكدت أطير من الفرحة لأنها أول مرة تحدث معي واعتبرتها ضربة حظ.. ولكن تفاجأت قبل الموعد المحدد بساعات ليعتذروا لي وانه تم استبدال آخر بدلاً عني وقلت في قلبي المنحوس طول عمره منحوس ولكنه استدرك بقوله أن هذا اليوم انا اعتبره تكريماً لي .. وتواصلت الأمسية وقدم الأستاذ الجابري الشاب زكي الفليسي قراءة لإحدى قصائد مقادح والتي يقول فيها:ليه زعلان مني يامنى الروح قليالزعل ذا على ايش غبت شهرين عني وانته عارف باني صعب من غيركم عيشوقد استعرض الفليسي اولاً مضمون قصائد مقادح التي وصفها بالداعية إلى الحب والسلام والوئام والود، تكن ردة فعل لما قاساه مقادح من حرمان وجحود ونكران تجعل منه منتقماً من الحياة بما فيها واستدل على ذلك ببعض الأبيات من قصائده.. تم دخل في وصف القصيدة المعنية من حيث تركيبها ومعانيها والأسلوب الشعري الذي استخدمه مقادح والوزن الشعري واثر مواقع الحروف في مقاطعها وأوضح ذلك في مقارنة مع بعض القصائد الشعرية التي قالها عدد من الشعراء المحليين في أبين.. تم توالت الأحاديث من الحاضرين فتساءل الأستاذ باهيصمي عن كل معاناة عبدا لله مقادح والأسباب التي أدت إلى ذلك وقال انه لا يستحق كل مالاقاه في حياته وهو إنسان غير عادي وطالب بضرورة الاستمرار في تلك الفعاليات التي تسهم في رعاية المبدعين ودعمهم في مشوار إبداعهم وتحدث الإخوة الأستاذ محمد احمد بن عيسى، عمر حبيب، محفوظ كرامة، منصور نور وآخرون، استعرض بعضهم ذكرياتهم مع مقادح والوجة الآخر في حياته حيث كان رياضياً مشهوراً وقد لعب مع (الإحرار) في عدن والأهلي في أبين (حسان حاليا) كما انه كان مدرباً لفرقة الرقص الشعبي في مكتب الثقافة بمحافظة أبين وكان فعالاً في العديد من المناسبات التي شهدتها المحافظة والمشاركات الخارجية.. وفي الفقرات الأخيرة من الأمسية لم يسع الفنان عوض احمد ومعه محمد علي سعد إلا أن انعشا الليلة بعدد من الأغنيات الأبنية العذبة .. وجدد اتحاد الأدباء والكتاب اليمنية في ابين دعوته لكل المبدعين إلى تقديم نتاجاتهم إلى الفرع لتأخذ طريقها إلى التوثيق والنشر بعد التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.