والنفس راغبة إذا رغبتها .. وإذا ترد إلى قليل تقنع !هكذا نعى الشاعر، أبو ذؤيب الهذلي أبناءه الستة الذين توفوا، واحداً بعد الآخر، ولم يبق منهم إلا السابع الأصغر، وكان عليلاً، فرأى فيه أنسه واقتنع بما آتاه الله وأخذ، سبحانه وتعالى، فقال : (وإذا المنية أنشبت أظفارها .. ألفيت كل تميمة لا تنفع ).هكذا نعزي أخانا النجم الرياضي الشهير عوضين لفقده ابنه الأكبر، واللاعب الشبل نجوان الذي ذهب ضحية حادث مروري نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه آمين!إيه.. أخي عوض .. ربنا يصبرك على ما ابتليت به، فليس من السهل أن يفقد المرء سنده وذراعه الأيمن، وهو في ريعان شبابه وعطائه.. ومن الصعب أن ندمج الكلمات السمجة التي لن تقدم ولن تؤخر ، لأن مصابك ، عوضين، هو مصابنا جميعاً ، فلك أن تحزن وأن تنتحب ، فذلك حق لك ولأم نجوان وأشقائه، لكن ذلك لن يعيده حتى ولو بكينا الدهر.. فاحتسبه عند الله سبحانه وتعالى بين الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقاً ، إن شاء الله.هكذا تهرب الكلمات ولا نجد لها ممسكا، فالعقل شارد والقلب متألم والغصة في الحلق.. فسبحان الله في ما أعطى وله ما أراد في استرداد الأمانة فإنا لله وإنا إليه راجعون!.أخي عوضين إيها الرجل الطيب الصابر المرابط وأنت لم تزل بيننا علماً شامخاً، امتحنك الله في فلذة كبدك وفي أيام العيد السعيد وعسى أن يكون الفقيد الشاب بين أقرانه إيها في جنة الله حيا يرزق ولامفر من قدر ، وهذه سنة الله في خلقه!.فقط نحن نتألم، ومن طبع البشر الألم والحزن وهو عكس الفرح والبهجة وليس منا من لم يحزن ، لأن الإنسان يفرح لفرح أهله ويحزن لحزنهم ، ولكن ذلك لايكون إلا دافعاً للثبات ومواصلة الحياة، فقدنا أبناء لنا وآباءنا وأهلينا واستمرت الحياة في سياقها وهو ما نتمنى على أخينا المكلوم عوض سالم عوض أن يتجاوزه بعد أيام ، أشهر ، سنين ، إن شاء .أخي عوضين .. يا أبا نجوان .. وأنت يا أم نجوان .. نسأل الله تعالى أن يعصم قلبيكما بالصبر والإيمان، وأن لايريكما أي مكروه بعده .. ولكما جميل العزاء ، ولحرم الفقيد وأبنائه وأجداده وأعمامه وأخواله وأشقائه كافة. إنا لله وإنا إليه راجعون [c1]نعمان الحكيم
|
اشتقاق
وداعاً نجوان عوضين !
أخبار متعلقة