اقواس
في أمسية رمضانية جميلة . أقيمت في اتحاد الأدباء والكتاب بخور مكسر تطرقت الأمسية إلى أهمية الدفاع عن مدينة عدن باعتبارها مدينة تاريخية وأثرية تحمل في ثناياها ومنذ آلاف السنين بصمات الذي عاش فيها وعمرها وتأقلم في بيئتها وظلت عدن برغم الزمن وتقلبات أهله - ظلت عدن المدينة التليدة التي يؤمها كل الناس ولأن التتار لا يرضيهم إلا ما في روؤسهم من أجندة تخرب لا تبني تنهب لا تصلح ويد تؤسس لمدينة حديثة بمثلما كانت عليه ( عدن) في ستينات القرن الماضي .. وآه عليك ياعدن. ومن المؤسف جداً أن تنعقد مثل هكذا فعاليات رغم أنها مطلوبة ومهمة لكن لا تقدم شياً ذا جدوى وليعذرني كل الأكاديميين والباحثين والمؤرخين والكتاب والصحافيين الذين حضروا الأمسية لأن ما قدم هو شيء جميل من حيث السرد والتاريخ والعمران والتنافس والبيئة والصور التاريخية والمكانة التي كانت تحظى بها عدن لكن النتيجة أننا مثلما دخلنا خرجنا وتم التنفيس ليس إلا كل واحد قدم ما عنده في عدن بدافع الحب والحرص عليها والدفاع عنها ، لكنهم جميعهم لم يخرجوا بشيء يذكر لا بيان ولا تنديد ولا موقف يذكر ، اللهم أن احد الحضور ويبدوا انه من السلك الأمني تكلم بامتعاض واستحياء ولكنه يشكر على ما قاله فقد قال: نرفع مقترحاتنا لمحافظ عدن للاهتمام بعدن وآثارها و... وإلخ... القضية أيها السادة ليست برفع مقترح أو عقد ندوة أو الحديث في الصحافة فقط لكنها تحتاج إلى موقف شامل وكامل .. من كل من هم في عدن ، ممن هم في القمة قبل غيرهم لأنهم في مركز السلطة والقرار ، ويرون يومياً ما تتعرض له المدينة من طمس وضياع لهويتها ، وكأنهم لا يعنيهم الأمر شياً .. وعلى رأي البعض .. خليهم يصيحوا ويجتمعوا ويكتبوا ، ونحن نفعل ما نشاء..!. إن عدن بحاجة ماسة لموقف عملي أخلاقي مسؤول يمنع العبث بآثارها . . وشواطئها ومتنفساتها يمنع عنها اجتثاث القديم الذهبي ، مثل العشوائي الذي تتم به ترميمات ( المجلس التشريعي) الكنيسة (وقلعة صيرة) مثلما تم هدم مسجد أبان والهاشمي ومدرسة عقبة ، ومثلما يراد للصهاريج والدروب والمنارة.بالمناسبة .. المنارة توشك أن تنهار لأن طابقها الأول (الأرضي) بدأت فيه التشققات في مضلعات المبنى .. والمار بجانبها يمكن أن يلقي نظرة سريعة وخاطفة ليتأكد أنها منهارة حتماً إذا لم يتم إسعافها فوراً ناهيكم لو تم فعلاً هدم مبنى البريد ليتم بناؤه حديثاً ، يا ساتر استر .. أنا أناشد كل الخيرين أن يبطلوا الكلام والحديث الذي مللنا منه ، أناشدهم اتخاذ موقف سريع وعملي يحفظ للمدينة مكانتها ويذهب بالتتار إلى خارج أسوارها وإلى حيث ألقت أم قشعم رحالها .. فهل أصبنا ياترى؟!