مؤيدون للمرشح الخاسر مير حسين موسوي يرشقون الشرطة بالحجارة احتجاجا على نتيحه الانتخابات في طهران
طهران/14 أكتوبر/باريسا حافظي ودومينيك ايفانز: أفاد بيان في موقع مرشح الرئاسة الإيراني المهزوم مير حسين موسوي بأنه تقدم رسميا بطعن على نتائج الانتخابات الإيرانية أمام مجلس صيانة الدستور يوم أمس الأحد.وأشار موسوي في البيان “اليوم (أمس) تقدمت بطلب رسمي للمجلس من أجل إلغاء النتيجة..وأدعو الأمة الإيرانية إلى مواصلة الاحتجاجات على مستوى الأمة بصورة سلمية وقانونية.”إلى ذلك قال الإصلاحي البارز محمد علي أبطحي أمس الأحد أن أكثر من 100 إصلاحي إيراني ألقي القبض عليهم مساء يوم السبت بعدما أدى فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بالشوارع.وفي تحد نادر للسلطات اشتبك آلاف من الأشخاص مع الشرطة يوم السبت بعد الفوز المتنازع عليه للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في انتخابات الرئاسة الإيرانية والذي أثار أكبر احتجاجات في طهران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 .وقال محللون إيرانيون وغربيون أن إعادة انتخاب أحمدي نجاد ستحبط القوى الغربية التي تسعى لإقناع خامس اكبر مصدر للنفط في العالم بوقف برنامج نووي تشك في أنه يهدف إلى تصنيع قنابل وهو ما تنفيه إيران.وساد الهدوء شوارع طهران بشكل عام يوم أمس الأحد مع ورود أنباء عن تجمع واحد للمعارضة. وقد ظهر احمدي نجاد على الملا عدة مرات يوم أمس الأحد ونظم مؤتمرا صحفيا أكد فيه على تحقيقه النصر أمام أنصاره.وذكر متحدث باسم السلطة القضائية أنهم لم يعتقلوا بل جرى استدعاؤهم “وتحذيرهم لكي لا يؤججوا التوتر.” وتابع أنه تم الإفراج عنهم فيما بعد.والاصلاحيون الذين ألقي القبض عليهم أعضاء بجبهة المشاركة الإصلاحية البارزة في إيران ومن بينهم محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي.وأضاف أبطحي الذي كان يشغل سابقا منصب نائب الرئيس “ألقي القبض عليهم في منازلهم الليلة (قبل) الماضية.” وتابع أن من المتوقع أن يجرى القبض على المزيد.وأثارت النتيجة وما تبعها من أعمال عنف تساؤلات جديدة بشأن اتجاه السياسات الإيرانية في وقت يريد فيه الرئيس الأمريكي باراك اوباما تحسين العلاقات مع إيران. وكان اوباما طلب من إيران أن “ترخي قبضتها”.وطلب الزعيم الأعلى الإيراني اية الله علي خامنئي من جميع الإيرانيين احترام فوز أحمدي نجاد الذي قلب التوقعات باحتمال فوز المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي في الانتخابات.وأعلن وزير الداخلية صادق محصولي وهو حليف لاحمدي نجاد إعادة انتخاب الرئيس بنسبة 62.6 في المائة من الأصوات مقابل 33.7 في المائة لموسوي.وشكا موسوي من انتهاكات وتزوير الانتخابات وهي ادعاءات رفضها مسئولو وزارة الداخلية الإيرانية.وأشار موسوي في بيان “أحذر من أني لن أستسلم لهذه التمثيلية الخطيرة. مثل هذا التصرف من قبل بعض المسئولين سيقوض أركان الجمهورية الإسلامية ويقيم نظام حكم استبدادي.”وبعد إعلان النتيجة خرج آلاف من أنصار موسوي إلى الشوارع وكان بعضهم يهتف “ماذا حدث لأصواتنا..”وردد آخرون شعارات مناهضة لاحمدي نجاد ورددوا عبارات “نحن إيرانيون أيضا” و”موسوي هو رئيسنا”.وضربت الشرطة المحتجين بالهراوات لدى انتشارهم عبر طهران. واشتعلت حرائق صغيرة على جوانب الطرق.وعلى الرغم من أن هذه الاحتجاجات كانت صغيرة بالمقارنة مع المظاهرات الجماهيرية التي أدت إلى الثورة الإسلامية عام 1979 فإنها الأوسع انتشارا في المدينة منذ ذلك الوقت.وحث خامنئي وهو أعلى سلطة في إيران المرشحين المهزومين ومؤيديهم على تجنب الأتيان “بأي تصرفات أو تصريحات استفزازية”.ونوه خامنئي في بيان تلي في التلفزيون الإيراني “الرئيس المحترم الذي جرى اختياره هو رئيس كل الأمة الإيرانية وعلى الجميع بمن في ذلك المنافسون في انتخابات الأمس (الجمعة) دعمه ومساندته بالإجماع.”وأعلن احمدي نجاد في كلمة تلفزيونية إلى الشعب أن الانتخابات كانت “حرة وسليمة.”وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولايات المتحدة كانت تتابع عن كثب نتيجة الانتخابات الإيرانية وتأمل في أن تكون النتائج انعكاسا لإرادة الشعب الإيراني.ومساء الجمعة وقبل ظهور النتائج الرسمية قال موسوي انه “الفائز المؤكد”. وأضاف أن الناس لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم بسبب نقص بطاقات الاقتراع.ويستمد احمدي نجاد معظم تأييده من المناطق الريفية أو الأحياء الأكثر فقرا في المدن الكبيرة. ويحظى موسوي بتأييد قوي في المراكز الحضرية الأكثر ثراء ولاسيما بين النساء والشبان.