سطور
[c1]عبد العزيز فهد المطيري..حياته[/c] ولد ونشأ في صنعاء العاصمة اليمنية وبها بدأ تعلمه وتأثر تأثراً شديداً بتعاليم الصوفية ونعم بها ، ومال إلى الأدب عامة والشعر خاصة فدرسه حتى تمكن من نفسه وهام به. وقبل نشوب الحرب العالمية الثانية انتقل إلى مصر ليتم دراسته فالتحق بدار العلوم وقبل أن يتم دراسته فيها عاد إلى اليمن عام 1941م وكانت الأوضاع متردية: الفقر والمرض وفساد الحكام وزاد الأمر سوءاً انتشر الجهل وانتصار الحكام له فأذهل هذا الوضع الزبيري فصرخ متألما: ماذا دهى قحطان؟ في لحظاتهم بؤس وفي كلماتهم آلام جهل وأمراض وظلم فادح ومخافة ومجاعة وإمام بدا الزبيري شعره بمهاونة الحكام ومدح الأئمة وأبنائهم محاولة منه لإنقاذ شعبه من خلال ذلك عله يجد صدى عند الأئمة فيحاولون الإصلاح لكن ذلك كان بلا جدوى ولما يئس من استجابة الحكام لدعوته للإصلاح ترك المصانعة وأعلنها عليهم حرباً ضروساً سلاحه فيها الشعر الملتهب في صدره والقلم الذي كان يعتقد ان له في مقاومتهم فعل الحديد والنار وعبر عن هذا الإحساس نثراً وشعراً إذ يقول : “ كنت أحس إحساساً اسطورياً بأني قادر بالادب وحده ان اقوض الف عام من الفساد والظلم والطغيان”. وفي نفس المعنى يقول شعراً : قوضت بالقلم الجبار مملكة[c1] *** [/c] كانت بأقطابها مشدودة الطنب وفي نفس العام الذي عاد فيه من القاهرة سجن وحين خرج من السجن لم يطق البقاء في شمال اليمن- السجن الكبير - فارتحل الى عدن سنة 1944م ليواصل رحلة كفاحه ومن معه من الاحرار . وحين قامت الثورة الاولى بقيادة عبدالله الوزير 1948م وقتل فيها الامام يحيى بن حميد الدين ، هرع الى اليمن وعين وزيراً للأوقاف لكن هذه الثورة لم تدم اكثر من شهر وعادت اسرة حميد الدين الى الحكم في شخص الامام احمد بن يحي حميد الدين وفر الشاعر ثانية الى باكستان وفي عام 1952م عاد الى مصر وفيها استمر يدعو الى انصاف شعبه عن طريق المقالات في صحيفة “ صوت اليمن” وبعد أن قامت ثورة 1962 بقيادة عبد الله السلال استدعى الشاعر الزبيري من القاهرة وسلمه وزارة التربية والتعليم ثم عين عضواً في أول مجلس لرئاسة الجمهورية لكن الثورة انتكست بحرب أهلية مريرة فترك الزبيري الوزارة ليفرغ جهده في إصلاح مافسد.[c1]وفاته:[/c] لقد ظل الزبيري مناضلاً وفياً إلى أن انتهى به المطاف في جبال برط وبينما كان يلقي خطابه انطلقت رصاصات غادرة لتخترق قلبه وسقط شهيداً في الأول من نيسان 1965م ولم يعرف من قتله. اصدر الشاعر ديوانين هما الجزء الأول من شعره “ ولازال مجموعات كبيرة من شعره تنتظر من يقوم بطبعها” صدر الشاعر الكتب السياسية التالية:1 - دعوة الأحرار ووحدة الشعب 2 - الإمامة وخطرها على وحدة اليمن 3 - الخدعة الكبرى في السياسة العربية 4- مأساة واق الواق وله كثير المقالات والبحوث . شعره: الزبيري شاعر مطبوع قال الشعر منذ صباه سار على نهج الأقدمين فهو من مدرسة الإحياء والبعث الكلاسيكية امتاز شعره بالجزالة والحيوية وقف شعره لقضيته الكبرى ولم يخل شعره من الالتفات لقضايا الإسلام والمسلمين. مختارات من شعره:- (الحنين إلى الوطن) وتعبر عن شدة حبه لوطنه.- (محنة الإسلام) التي ألقاها ترحيباً بالدكتور عبد الوهاب عزام.- (رثاء شعب) التي نظمها اثر فشل الثورة اليمنية 1948م.- (عالم الإسلام) ألقاها في مؤتمر إسلامي حاشد في باكستان.- (صرخة على الظلم) التي نظمها حين فر هو ورفاقه من الأحرار من شمال الوطن إلى عدن عام1948م والتي تمثل صيحات شاعر تاثر على الظلم وأعوانه بعد مهادنة عقيمة لم تعد على الشعب إلا بمزيد من الظلم والقتل والطغيان.