الجيش الأمريكي يقتل 17 مسلحاً من جيش المهدي في اشتباكات بكربلاء
واشنطن/14 أكتوبر/من: كريستين روبرتس: قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن وزارته تعد خطط طوارئ لانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من العراق ووصف هذه الخطط بأن لها "أولوية". وقال جيتس في رسالة بعث بها إلى السناتور الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تخوض حملة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة والتي طالبت وزارة الدفاع (البنتاجون) مرارا بالكشف عن وجود مثل هذه الخطط إنه يشارك بفاعلية في صياغتها. وقال جيتس انه سيتعاون مع لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ في إيجاد سبيل لإحاطة أعضاء المجلس علما "بالمفاهيم والعوامل والاعتبارات والأسئلة والأهداف المتصلة بخطط السحب التدريجي" للقوات. وأضاف جيتس في الرسالة "تأكدي من وجود مثل هذا التخطيط فعلا بمشاركة نشطة مني ومن كبار المسئولين العسكريين والمدنيين وقادتنا في الميدان." وقال "أرى ان لهذا التخطيط للطوارئ أولوية في هذه الوزارة." وشدد المتحدث باسم البنتاجون بريان وايتمان على ان البنتاجون لا يقوم بالتخطيط لانسحاب سريع أو شامل للقوات. والقيام بخفض تدريجي للقوات سيكون متفقا مع وجهة نظر حكومة بوش التي تذهب إلى ان الحاجة قد تقتضي بعض الوجود الأمريكي في العراق على الأجل الطويل. وقال وايتمان "التخطيط لخفض قواتنا وسحب قواتنا هو بالقطع شيء ينبغي عمله." وأضاف قوله "إننا نجري هذا النوع من التخطيط التخطيط من أجل السحب في نهاية المطاف والتخفيض في نهاية المطاف والبدء في سحب القوات من العراق." وأرسلت الولايات المتحدة للعراق خلال ربيع هذا العام نحو 30 ألف جندي إضافي ليرتفع إجمالي عدد القوات إلى نحو 157 ألفا ضمن الخطة الأمنية الحالية التي تهدف إلى إقرار الأمن بما يكفي لتمكين المسؤولين العراقيين من المضي قدما في عملية المصالحة.
ميدانياً قال الجيش الأمريكي أمس الجمعة إنه قتل 17 مسلحا في اشتباكات بين جنود أمريكيين ومقاتلين من ميليشيات جيش المهدي في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة. لكن مصادر في الشرطة والمستشفى قالت إن عددا من المدنيين بين القتلى. واندلعت الاشتباكات قرب الفجر عندما دخلت قوات خاصة تابعة للجيش الأمريكي وجنود عراقيون إلى مدينة كربلاء التي تبعد 110 كيلومترات جنوب غربي بغداد بحثا عن قائد مسلح من جيش المهدي متهم بتزعم خلية اغتيالات. وجيش المهدي مليشيا مرهوبة الجانب تابعة لرجل الدين المناهض للولايات المتحدة مقتدى الصدر الذي يقول الجيش الأمريكي إنه يغذي دورة العنف الطائفي في العراق. وقال الجيش الأمريكي في بيان إن الولايات المتحدة والقوات العراقية تعرضت لإطلاق نيران بما في ذلك نيران أسلحة آلية وقذائف صاروخية أثناء تحضيرهم للانسحاب بعد اعتقال القيادي المطلوب من جيش المهدي واثنين آخرين. وردت القوات على النيران وقتلت خمسة يعتقد أنهم من المسلحين. وتعرضت طائرة هليكوبتر استدعيت لتعزيز القوات الأمريكية لإطلاق نار أيضا. وقال بيان الجيش الامريكى "استدعت القوات الأمريكية الخاصة نيران جوية دقيقة أسفرت عن مقتل نحو 12 مسلحا" مضيفا أنه لم يكن هناك مدنيون في المنطقة في ذلك الوقت، لكن مصادر بالشرطة والمستشفى قالت إن بين القتلى مدنيين وإن 25 أصيبوا في هذه الاشتباكات. وأظهرت صور مقاتلين بملابس سوداء وهي الزي التقليدي لمقاتلي جيش المهدي يلوحون بأسلحة آلية وهم يقفون على متن شاحنة تحمل نعوشا لدى نقلها للدفن. وأظهرت صور أخرى نعوشا يحملها مدنيون ومقاتلون من جيش المهدي وصبيا مصابا بجروح يرقد على حاشية. وشوهدت آثار رصاص على جدران في عدة شوارع بالإضافة إلى عدة سيارات تهشم زجاجها الأمامي. ويتهم الجيش الأمريكي قائد جيش المهدي المعتقل بتنظيم هجمات بقنابل تزرع على جوانب الطرق ضد القوات الأمريكية والعراقية وبقتل مدنيين عراقيين. وعادة ما يبقى الجيش الأمريكي خارج كربلاء التي تضم واحدا من أقدس المزارات الشيعية في العراق. وهي أيضا واحدة من المدن العراقية التي تحظى بأفضل حماية نظرا لوضعها المقدس ورغم ذلك شهدت المدينة عددا من الهجمات الكبيرة بالقنابل العام الجاري. واقتحم مسلحون تنكروا على أنهم أمريكيون مجمعا حكوميا في كربلاء في يناير الماضي وقتلوا جنديا أمريكيا وخطفوا أربعة آخرين عثر عليهم في وقت لاحق قتلى.