كعادتها بلادنا كل صيف تفتح أحضانها لاستقبال ضيوفها بل وأهلها المتوافدين من الخارج وخصوصاً محافظة عدن التي تحظى بالنصيب الأوفر منهم وتضج شوارعها بزخم كبير من السيارات مختلفة الأنواع واللوحات والعناوين التي تحملها وكل صيف ونحن نرحب بهم فرحين منهم سياح ومنهم من أبنائها وأسرها التي تزور أهاليها في اليمن لأن عطلات أبنائها تصادف الصيف .لكن وآه من لكن التي نستدرك بها عندما يخرج بعض الزوار عن حدود اللياقة الأدبية وأقصد الأخلاقية في بعض سلوكياته مع الأهالي .. بل ربما يتجاوز معاملة الأهالي بتعاليه وغروره أثناء قيادة سيارته الفخمة إلى خرق قوانين المرور والشطح أمام أعين رجال المرور وطواقم الأمن المنتشرة في الأماكن السيادية والمهمة .صحيح أن بعض رجالات المرور والأمن الغيورين على القانون يحاولون بأدب جم ردع مثل هذه الشطحات غير المبررة وهم يشكرون على مواقفهم هذه ... بيد أنهم مع الأسف يواجهون أحياناً بلوم وعتاب من مؤسساتهم لأنهم لم يحسنوا معاملة السائح أو الزائر وبدورنا نوجه عتابنا إلى قمم هذه المؤسسات.. الضيف ضيف نضعه على رؤوسنا ونحن اليمنيين قد جبلنا على هذا السلوك . ولكن قد يأتي منه ما يخدش الحياء العام والسلوك الاجتماعي والأخلاقي المنضبط لمجتمع يحترم ذاته والمثل الشعبي قد قاله أسلافنا “ يا غريب كن أديب “ ولا نسقط هذا المثل على ضيوفنا في معاملتنا وتعاطينا معهم ، بل نحن نحمله في ذاتنا ونعكسه في سلوكياتنا لدى زيارتنا لبلدان الخارج .وعادة ما تأتي سلوكيات كهذه من بعض زوار بلدان الجوار و من أبنائنا اليمنيين الذين يتجاهلون أصولهم ومنبتهم ، فمنهم من يضايق - مثلاً- النساء في الطرقات ، أو يرفع صوته عالياً على رجال المرور أو الأمن متجاوزاً حدود اللياقة الأخلاقية لا لسبب ، بل لأن جيوبه متخمة بالعملات الصعبة وسيارته تفوق دية الذي يخاطبه ، ولا يخلو سلوكه من نبرة التعالي على الآخرين وعدم مراعاة شعورهم ، مثل هؤلاء لا أهلاً ولا سهلاً بهم.
يا غريب .. كن أديب
أخبار متعلقة