صنعاء / رويترز :تجلى التأثير العميق للقبلية في المجتمع اليمني خلال اجتماع جماهيري في بلدة حاشد بمنطقة عمران بشمال شرق اليمن. وتجمع عشرات الآلاف من أبناء قبيلة حاشد أكبر القبائل اليمنية يوم السبت (26 يناير) لمبايعة زعيم القبيلة الجديدة الشيخ صادق عبد الله بن حسين الأحمر الذي توفي والده زعيم القبيلة السابق الشهر الماضي بعد معاناة مع مرض السرطان. وكان الشيخ عبد الله الأحمر يشغل منصب رئيس مجلس النواب اليمني ورئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض. أما ابنه الزعيم الجديد للقبيلة فعضو في مجلس النواب. وتبين الأدوار المتعددة التي كان يضطلع بها زعيم القبيلة السابق والمنصبين اللذين يشغلهما زعيم القبيلة الجديد الطبيعة المعقدة والمتداخلة للأنظمة السياسية والاجتماعية في اليمن. وشارك الراحل الشيخ عبد الله في الانتخابات من خلال حزبه الذي يضم إسلاميين وأفراد قبائل في أعقاب توحيد اليمن الشمالي واليمن الجنوبي عام 1990 بعد سنوات من الصراع. وتعهد الشيخ صادق الزعيم الجديد للقبيلة بمواصلة نهج والده في حماية مصالح أفراد القبيلة من خلال دوره كزعيم وعضو في مجلس النواب. وقال إن الدورين لا يتناقضان. وقال الشيخ صادق لمؤيديه في الاجتماع الحاشد “القبيلة مكون أساسي في المجتمع المدني وهي تؤمن بالنظام والقانون وتؤمن بالعلم والتعلم وكانت ولا تزال الحارس الأمين لقيم وأخلاق المجتمع اليمني.» ورغم تأكيد الشيخ صادق أن الانتماءات القبلية لا تتعارض مع الانتماء إلى الدولة .. يقول بعض المحللين إن الولاء للقبيلة يجب أن يتراجع أمام الولاء للدولة وانه يجب على الدولة تعزيز مؤسسات المجتمع المدني لتوفر لليمنيين الحماية والفوائد التي يحتاجونها. وتتمتع القبائل المسلحة جيدا بتأثير يقاوم سيطرة الحكومة وتدخل في مصادمات من حين لآخر مع الجيش. ومن خلال وسائلها التقليدية لإعادة توزيع الدخل تقوم القبيلة بدور المجتمع المدني ومؤسسات التأمين الاجتماعي لأفراد القبيلة بامكانيات وأموال الدولة. وقال عبد الله الفقيه أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء “هناك سياسات ينبغي ويتم اتخاذها للعمل على دمج القبيلة في الدولة» مشيرا إلى أن القبيلة الآن تلعب دورا مهما جدا في المجتمع وهو دور المجتمع المدني لان المجتمع المدني في اليمن يفترض أن يقوم بدور القبيلة لكنه يزال ضعيفا جدا ولذلك القبيلة تعمل كحامٍ لأبنائها وأفرادها.وحاول الشيخ صادق في اجتماع يوم السبت أن يوفق بين الولاء للدولة والولاء للقبيلة.. داعيا أفراد قبيلته إلى نبذ الثأر والامتناع عن قطع الطريق، وقال إنها أعمال تعرقل التنمية الوطنية، مؤكدا في الوقت ذاته إخلاصه للقبيلة ومتعهدا بحماية حقوقها. وفرض اليمن العام الماضي حظرا على حمل السلاح في العاصمة صنعاء وشمل الحظر كبار المسؤولين وأفراد القبائل المسلحين. ورأى البعض في هذا الإجراء محاولة من الدولة للجم النشاط القبائلي. وقال الشيخ حميد الأحمر (اخو الزعيم الجديد لقبيلة حاشد والعضو في مجلس النواب اليمني )إن هذا الإجراء لا يمكن تنفيذه بقبضة حديدية ولكن من خلال تقديم حوافز لأفراد القبائل للانضمام إلى التيار العام للمجتمع. وأضاف الشيخ حميد “القبيلة باقية في اليمن ومتأصلة تأصلاً جيدا»ً. مشيراً إلى أن الدور الآن لدى الدولة والمثقفين والمشائخ في كيف يمكن أن تدمج القبيلة في المجتمع المدني. مضيفاً أن هذا لا يأتي بمحاولة إلغائها أو بمحاولة التنكر لوجودها أوبالقفز على الواقع إنما بمحاولة إعادة تشكيلها بالطريقة الصحيحة.
القبيلة بين الدولة والمجتمع المدني في اليمن
أخبار متعلقة