إلى متى ستظل نلوك الشعارات ولا ننجز أو نطبق أو ننفذ مضمون تلك الشعارات منذ أكثر من أربعة عقود ونجن ننادي بضرورة مواجهة قساوة الطقس وتغير المناخ من عام لآخر لاسيما في المدن الساحلية الكثيرة في بلادنا والمطلة على البحر العربي والبحر الأحمر بالصيف القائض يجمد حركة الناس وعملهم أو فلنقل أنه يضعف طاقتهم العملية ويصيبهم بالدوار والضيق ويضاعف الكآبة عندهم، ومهما توافر التكييف في المنزل وفي السيارة وفي مقر العمل فلا بديل عن التشجير في هذه المدن من أقصاها إلى أقصاها سواء بالأشجار المظللة أو المثمرة لامتصاص الرطوبة الزائدة هكذا جرى عند التخطيط الحضري للمدن الساحلية في العديد من البلدان وصار الطقس والمناخ فيها أروع وأجمل مما كان عندما تدخل الإنسان بعقله ويده وأعاد تهذيب الطبيعة وتشجيرها لصالح راحته ومتعته بها بصورة دائمة ومستمرة وحتى الجبال البركانية المحيطة بعدن والتي صارت خامدة يمكن تحويلها إلى غابة إذا أردنا وعقدنا العزم على ذلك. ويكفي لهذا الغرض أن نوسع المساحة الخضراء الفاصلة بين عدن وأبين ولحج وتعز فهي كفيلة بتشكيل حزام أخضر كبير ومستدام من شأنه تغيير الطقس والمناخ للفترة الممتدة من مايو حتى أكتوبر من كل عام، وهكذا في بقية المدن الساحلية الأخرى. لا نريد استجابة سريعة عبر الإذاعة والتلفزيون اليوم بل نريد خططاً إستراتيجية كبيرة لذا الغرض والعمل على الحصول على شتلات أشجار ضخمة ومعمرة من كل البلدان واستنباتها ورعايتها وحمايتها بصورة دورية لنجد أنفسنا أمام مدن أجمل وأكثر قابلية للحياة والتطور من ذي قبل.وهذا المطلب ليس ترفاً زائداً عن الحاجة بل هو حاجة ضرورية وموضوعية لحياة أفضل لنا للاستقرار والبقاء في مدننا بحب أكبر هكذا فعل الآخرون قبلنا في بلدانهم ليحولوها إلى جنة في الحياة الدنيا قبل الآخرة والتشجير وتنمية الغابات مطلوب أيضاً في كل الجبال والأدغال والوديان وليس فقط في المدن الساحلية وهذا قدرنا ولابد من صناعته.
|
اتجاهات
الصيف والتشجير
أخبار متعلقة