تعليم المرأة والصحة الانجابية
د. فهد محمود الصبريإن الارتباط بين التعليم والصحة الانجابية إرتباط يتحرك في اتجاهين حيث أن تعليم البنات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحسن صحة الاسرة وبانخفاض معدلات الخصوبة وفي المقابل فإن البنات اللاتي يولدن في أسر أصغر حجماً تكون فرصتهن أكبر في الالتحاق بالدراسة والبقاء فيها لسنوات أطول فالتعليم يعد حجر الزاوية في تمكين المرأة لأنه يمكنها من الاستجابة للفرص المتاحة لها وتحدي الادوار التقليدية المفروضة عليها ، فتعليم المرأة أساس لدمجها في برامج التنمية وأساس لوعيها بالتنظيم والتحكم بخصوبتها وأساس للوقاية من الامراض المنقولة جنسياً . فالتعليم يشجع على تأخير الزواج وعلى استخدام وسائل تنظيم الاسرة ويرتبط به تزايد الوعي الصحي للمرأة والرجل وفي الاسرة والمجتمع ، بأن تعليم المرأة له أثر إيجابي في التخفيف أو الحد من الفقر وفي تحقيق التنمية المستدامة ، في هذا السياق يمكننا أن نقول أن التعليم يعزز إحساس المرأة باحتياجاتها ومنظوراتها الصحية وقدرتها على اتخاذ القرارات المتعلقة بالصحة الانجابية وتنظيم الاسرة ذلك أن وعي المرأة بقضايا الصحة الانجابية له فوائد إيجابية للمرأة ذاتها ولأسرتها وللمجتمع بشكل عام ، كما أن الوقاية من الامراض والمخاطر التي تتعرض لها الأم وأطفالها يمكن تجاوزها أو التخفيف منها في حالة تزايد تعليم المرأة ورفع مستوى ثقافتها وإمدادها بالمعلومات والارشادات اللازمة . في هذا الصدد يمكن القول أن المخاطر التي تتعرض لها الامهات لا ترتبط فقط بغياب الخدمات الصحية ( على الرغم من أهمية ذلك) ولكن يرتبط أيضاً بالعوامل الاجتماعية والثقافية ( جهل المرأة وتدني مكانتها في المجتمع) ، وإذا كان التعليم يرفع من سن الزواج ويقلل من معدلات الخصوبة فإن انقطاع المرأة عن التعليم يرتبط بأسباب هي : إن المرأة أو الفتاة أصبحت متزوجة أو حاملاً والعناية بالاطفال ومساعدة الاسرة ورفض الزوج أو الابوين ، عدم القدرة على تكاليف الدراسة ، وهذا يعكس عمق العلاقة التبادلية في التأثير بين الصحة الانجابية وبين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية .