جرس الإنذار الثاني .. الحوطة في خطر
في الساعات الاولى في صباح ، امس الاول ، الخامس والعشرون من شباط، فتحت حوطة لحج ، عيونها نصف المفتوحة ، على انهمار المطر بغزاره ، وعلى مدى خمس ساعات غطت المياه فيها يابسة الحوطة وتحولت حاراتها وازفتها القديمة وضواحيها الى مايشبه الجزيرة ، واصبح كل حي معزول عن الاخر ، اختلطت مياه الامطار بمياه المجاري حول شارعيها الرئيسي الاول والخلفي الى مجرى سيل كانت في منطقة الحسيني على خط الاسفلت مروراً بقرية القريشي ليلتقي مياه المجاري المتفجرة من مناهل الحوطة الرئيسية والفرعية ، ليجد الماء المختلط طريقة بدون استئذان الى معظم المنازل .. ارتفع منسوب المياه الى (05 مم من الساعات الاولى فجراً حتى الساعة العاشرة من صباح ، امس الاول ، وكان ارتفاع المنسوب يشكل خطراً داهماً ومقلقاً لسكان هذه المدينة الوادعه ، التي تقدر المساكن المبنية من الطوب فيها (05%، عاشوا هؤلاء السكان ساعات حرجة، عندما لم تجد المياه منفذاً لها خارج خاصرة الحوطة ، فتجمعت مشكلة بحيرات في الحواري والازقة والوحدات السكنية وقرية ( الدبا ) على ضواحي الحوطة غرباً ، وامام محكمة ونيابة الاستئناف في المحافظة مروراً بالخط الرئيسي المؤدي الى قرية الحمراء ، انقطع التيار الكهربائي في الصباح الباكر ، كعامل وقائي للشبكة في الحوطة وقراها وتوقفت حركة المواصلات ، ولزم موظفو الدولة منازلهم وتضررت آبار المياه الواقعة على خط الحوطة الشقعة من انقطاع التيار الكهربائي وتوقف الضخ . المعالجة بالشفط *بدأت قيادة السلطة المحلية بمعالجة الوضع الآتي لكسر الحصار عن بعض الوحدات والاحياء المحاذية للمزارع وقرية ( الدبا ) الواقعة غرب مدينة الحوطة والغارقة بمياه الامطار والمجاري عبر اعطاء توجيهات بتشغيل ( موترات ) تعمل بالديزل لشفط المياه المتجمعة الى الحقول المجاوره ، معالجات مبكرة تشكر عليها قيادة السلطة المحلية ، لكن الانذار كان قد قرع أجراسه في فيضانات المنخفض الجوي قبل عشر سنوات لإعادة النظر في أحواض المجاري ( الواقعة شرقي الحوطة وتبعد عنها كيلو متر تقريباً ) وصيانة الشبكة في هذه المدينة القديمة التي تتأكل من الداخل .الشبكة الرئيسية الجديدة وعيوبها الفنية *ماحصل خلف نادي الشرارة وخصوصاً في خط الحوطة / الحمراء ، كشف خطاً جديداً لشبكة المجاري المضغوطه بمياه الامطار والتي تم تنفيذها مؤخراً بأغطيه لتصريف مياه الامطار ، وبمواسير قطرها (8) ملم ؟! وفي خط يستقبل كل مياه الحوطة المتجمعة بمنسوب يتجاوز حجم مياه الامطار التي حصلت ، امس الاول ، السبت ، لتشكل هذه المياه خطورة اكبر على مبنى محكمة ونيابة الاستئناف في المحافظة والمنازل الواقعة على هذا الطريق التي انشأت فيه هذه الشبكة الجديدة وتم سفلتته مؤخراً ، عيوب فنية ظاهرة ، كشفها السيل الجارف فوق هذه الشبكة ، التي لم تقوى على الصمود لفترة ستة اشهر وفي اول اختبار لها ، ودفن المشروع تحت الاسفلت بدون دراسة لنثبت نظرية ارخميدس الاغريقي ، التي تقول ( اذا غمر جسم في سائل فإن هذا السائل يلقى دفعاً من اسفل الى اعلى يساوي وزن السائل المزاح ) .. واي سائل مزاح ، اخف وزناً .. مياه الامطار ام مياه المجاري ؟!مشكلة بيئية *في ظل هذه الحالة المداهمة لابد ان نحذر البينات في جرس الانذار الثاني لان ماحصل اسقط ورقة التوت عن الجميع ومضاعفات المشكلة البيئية تعصر بالحوطة قبل المباني الطينية المهدمة !!لأن المعالجات الآنية فوق موجة الكارثة لاتجد نفعاً بعد أن حصل الفأس في الرأس، وأصبح المتضررون في (الدبا) وخلف إدارة الكهرباء وحارات الرباط ووحيده ولبوزة وكاميلو وقيصى... والقائمة تتسع انهم يضربون كفاً بكف وما حصل هو فوق طاقة مكتب الأشغال في الحوطة الذي وقف موظفوه وعمال النظافة فيه مكتوفي الأيدي ومنزوعي الصلاحية لإنقاذ مايمكن إنقاذه وهم يبذلــون محاولاتهم عبر عمال الرواسب في مناهل الشارع الرئيسي في الحوطة المتفجرة حتى اللحظة.. خطر الكارثة هو أكبر وكان الله في عون المحـــروســة.