فيما أمريكا تدعو إلى تجنب شن هجوم عسكري تركي على المنطقة الكردية
جندي تركي على اهبة الاستعداد
دياربكر (تركيا) / 14 أكتوبر / من توماس جروف : كانت تركيا تعتزم شن هجوم أمس الاثنين على المتمردين الأكراد في شمال العراق إلا أنها ستمنح واشنطن بضعة أيام لكبح الانفصاليين. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنه يتوقع أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات "سريعة" ضد المتمردين الذين قتلوا نحو 12 جنديا على الأقل وأصابوا 16 في اشتباكات الأحد. ونشرت تركيا ما يصل إلى 100 ألف جندي تدعمهم دبابات ومقاتلات من طراز اف 16 وطائرات هليكوبتر على طول حدودها مع العراق تحسبا لتوغل محتمل. وأجاب وزير الدفاع التركي وجدي جونول ردا على سؤال ما إذا كانت تركيا ستشن ردا عسكريا بقوله "ليس بصورة فورية.. إنها (القوات التركية) تخطط (لتوغل) عبر الحدود... نود أن نفعل هذه الأشياء مع الأمريكيين." وتدعو الولايات المتحدة والعراق تركيا إلى تجنب شن هجوم عسكري في المنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي وهي واحدة من المناطق القليلة المستقرة نسبيا في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة ضد العراق عام 2003 . وتقول أنقرة إن هناك ما يقدر بثلاثة آلاف من أعضاء حزب العمال الكردستاني يتمركزون في شمال العراق ووضعت الهجمات في الآونة الأخيرة على القوات التركية ضغطا شديدا على أردوغان لاتخاذ إجراءات. وتعتقد تركيا إن القوات الأمريكية يمكنها إذا أرادت القبض على زعماء حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل وإغلاق معسكراتهم وقطع طرق الإمداد والتموين. إلا أن واشنطن مترددة إذ أن مثل هذه الخطوات قد تزعزع استقرار المنطقة الكردية العراقية وتضر بالسلطة الإقليمية هناك إذا بدا وكأنها تقف جنبا لجنب مع تركيا ضد الأكراد. ويقول حزب العمال الكردستاني إنه تم أسر ثمانية جنود أتراك في القتال في مطلع الأسبوع. وذكرت وسائل الإعلام التركية أن أكثر من 200 مسلح شاركوا في الاشتباكات على الجانب التركي من الحدود. وقال جونول في كييف بعد اجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إن 17 جنديا قتلوا وأصيب 16 ولا يزال 10 آخرون في عداد المفقودين.
اتراك يتطاهرون ضد قتل الجنود
وتأتي الخسائر التركية وهي بين الأسوأ منذ عشرة أعوام بعد أربعة أيام من موافقة البرلمان التركي بأغلبية ساحقة على اقتراح بالسماح للقوات بدخول شمال العراق لملاحقة المقاتلين المختبئين هناك. وكتبت صحيفة جمهوريت التركية في عنوان في الصفحة الأولى يشير إلى غضب وإحباط الأتراك "هذا يكفي". أما صحيفة يني سافاك اليومية فكتبت في عنوان "كلنا مجندون". ورأس أردوغان اجتماعا وزاريا أسبوعيا أمس والذي من المتوقع أن يركز على القتال واحتمال دخول شمال العراق لملاحقة المقاتلين. ومن المقرر أن يسافر أردوغان إلى لندن في زيارة رسمية في وقت لاحق. وأطلع الرئيس التركي عبد الله جول زعماء المعارضة الذين حثوا على اتخاذ إجراء فوري ضد حزب العمال الكردستاني على التطورات. وانخفضت الليرة التركية ثلاثة بالمائة إلى 1.2360 أمام الدولار كما انخفضت بورصة اسطنبول خمسة في المائة في وقت مبكر من صباح أمس بعد قلق بشأن إمكانية شن هجوم عبر الحدود. وأسهم تشدد موقف تركيا في رفع أسعار النفط العالمية إلى مستويات قياسية خلال الأسبوع المنصرم. وقال حزب العمال الكردستاني إنه قد يستهدف خطوط الأنابيب التي تنقل الخام العراقي وخام بحر قزوين عبر تركيا. وأدان الرئيس الأمريكي جورج بوش الهجوم. وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض " الهجمات انطلاقا من الأراضي العراقية ينبغي التعامل معها بسرعة من جانب الحكومة العراقية والسلطات الإقليمية الكردية."