الجيش يسيطر على موقع رئيسي من جماعة "فتح الإسلام"
بيروت /14أكتوبر/ رويترز :قالت مصادر أمنية ان انفجارا أودى بحياة النائب المعارض لسوريا وليد عيدو وأحد أبنائه وستة أشخاص آخرين أمس الأربعاء في بيروت.وكان عيدو في الستينات من عمره عضوا في تكتل الأغلبية البرلمانية الذي يقوده سعد الحريري والذي يسيطر على الحكومة اللبنانية.وأضافت المصادر أن تسعة أشخاص آخرين أصيبوا في الانفجار الذي وقع بالقرب من متنزه وناد رياضي عسكري في الشطر الغربي من المدينة.وأظهرت صور تلفزيونية سيارة تشتعل فيها النيران ونوافذ محطمة في مطعم قريب.وكان هذا سادس انفجار في بيروت والمناطق المحيطة بها في اقل من أربعة أسابيع. وقتل شخصان في الانفجارات الخمسة السابقة وكلها حوادث تفجير قنابل.وهذا احدث انفجار ضمن سلسلة تفجيرات في لبنان حيث يخوض الجيش معركة ضد متشددين إسلاميين في مخيم للاجئين الفلسطينيين بشمال البلاد.و أفادت الأنباء من لبنان أن الاشتباكات بين عناصر جماعة فتح الإسلام والجيش اللبناني تجددت صباح أمس الأربعاء، حيث شدد الجيش قصفه على مواقع تحتلها عناصر مسلحة معلنا استيلاءه على مواقع جديدة للتنظيم بعد قتال عنيف اندلع الثلاثاء بين الطرفين على المدخل الشمالي للمخيم.ونقلت الأنباء عن الجيش اللبناني قوله أن أحد مواقع فتح الإسلام سقط في أيدي الجيش وأن وحدات عسكرية تحركت في اتجاه موقع آخر داخل المخيم.وقال مصدر عسكري إن الجيش سيطر على موقع رئيسي لفتح الإسلام في الجانب المطل على الساحل من المخيم، بينما أشار بيان للجيش إلى "انتزاع مواقع جديدة من المسلحين وإجبارهم على الفرار منها".ونقلت وكالة (أسوشيتد برس) عن مصدر في الجيش أن ثلاثة جنود قتلوا الاثنين الماضي وأنه لم يتم الإبلاغ عن خسائر خلال مواجهات الثلاثاء الماضي.وفقد الجيش اللبناني 60 عسكريا منذ اندلاع المواجهات مع فتح الإسلام يوم 20 مايو الماضي وسقط عدد مماثل من جماعة فتح الإسلام إضافة إلى مقتل 20 مدنيا على الأقل.في هذه الأثناء اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان السلطات اللبنانية بسوء معاملة مدنيين هاربين من المعارك الدائرة بين الجيش اللبناني وفتح الإسلام في مخيم نهر البارد للاجئين شمالي البلاد.وقال بيان للمنظمة إن الجيش احتجز البعض من المدنيين دون سبب و أساء معاملتهم خلال استجوابات أجراها معهم. ونقل عن لاجئ فلسطيني في الـ21 من العمر أنه تعرض للضرب خلال أربعة أيام من الاعتقال والاستجوابات، وقال آخر "هددوني بأن يقطعوا أصابع رجلي بسكين إن لم أتكلم".وأشار فلسطينيون آخرون إلى أنهم تعرضوا لسوء المعاملة والضرب بأعقاب البنادق. وطالبت المنظمة الحكومة اللبنانية بالتأكد من أن الفلسطينيين لا يتعرضون لسوء المعاملة من القوى الأمنية.وأكدت المسؤولة بالمنظمة سارة ليا ويستون أن "من حق القوات اللبنانية استجواب فلسطينيي نهر البارد حول فتح الإسلام، إلا أن اللجوء إلى العنف الجسدي يناقض من دون شك القانون اللبناني والمعايير الدولية لحقوق الإنسان".وأضافت ويتسون أن "فلسطينيين يريدون مغادرة نهر البارد لكنهم يبقون فيه خوفا من تعرضهم للضرب على يد الجيش".وفر أكثر من 300 مدني من المخيم منذ الأحد، ولا يزال يوجد فيه حوالي ثلاثة آلاف مدني لم يتمكنوا أو لم يرغبوا بمغادرته، علما بأن عدد سكانه الأصليين كان 31 ألفا.وكان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة طالب أمس الأول بضرورة إجلاء المدنيين الذين لم يغادروا نهر البارد بعد، داعيا إلى الحذر من إمكان انتقال عناصر فتح الإسلام واستغلالهم عملية الإجلاء، "حتى لا تنتقل الأعمال الإرهابية إلى خارج المخيم".من جهة أخرى أكد عبد الرزاق العبسي شقيق زعيم جماعة "فتح الإسلام" شاكر العبسي أن عائلته "تتهيأ لنبأ مقتله".وقال شقيق العبسي لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن نعلم أنه قد يقتل، لذا نحن متهيئون لسماع هذا النبأ"، واصفا الطريق الذي اختاره أخوه بأنه "خطر جدا" وليس فيه "مخرج ممكن".وأضاف العبسي أن شقيقه "اختار طريق التشدد الديني بسبب الإحباط الذي يعاني منه أكثر مما هو عن قناعة".يشار إلى أن شاكر العبسي محكوم عليه بالإعدام في الأردن بتهمة المشاركة في اغتيال الدبلوماسي الأميركي لورنس فولي عام 2002، كما أنه كان مسجونا في سوريا ثلاث سنوات.وأفادت مصادر أمنية لبنانية بأن الجيش اللبناني "صادر أوراق من منزل زعيم فتح الإسلام شاكر العبسي في ضواحي المخيم قبل أن ينسف المنزل".