رئيس البرلمان : لارجعة عن العراق الديمقراطي الفيدرالي
بغداد/وكالات: دافع الرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال استئناف محاكمته في قضية الأنفال أمس الاثنين بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية" عن العلم العراقي الذي طلب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني إنزاله عن المباني الرسمية هناك.. وقال صدام موجها حديثه للقاضي "العلم المرفوع فوقك ورثناه ولم اخترعه" مضيفا أن مساهمته الوحيدة فيه كانت إضافة كلمتي "الله أكبر". وأضاف قبل انقطاع الصوت "اتكلم معك كتلميذ في التاريخ لقد ورثنا هذا العلم ولم نرفعه خلال عملية" الأنفال. واستمر صدام في الكلام مدة خمس دقائق رغم انقطاع الصوت.. وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني قرر إنزال العلم الحالي من على الابنية الرسمية في المدن الأساسية الثلاث في الأقليم وهي السليمانية واربيل ودهوك، واستبداله بعلم اعتمد بعد ثورة 14 يوليو 1958م على أن يرفع إلى جانب علم الإقليم. وحضر صدام إلى قاعة المحكمة مرتديا البدلة الغامقة وبرفقته جميع المتهمين الآخرين وضمنهم علي حسن المجيد الملقب بـ"علي الكيماوي".. وخلال الجلسة أعلن أحد محامي الدفاع عن صدام،, وهو تونسي الجنسية، انسحابه من فريق الدفاع مبررا خطوته برفض رئيس المحكمة السماح له بالكلام. إلا أن رئيس المحكمة القاضي عبد الله العامري رد قائلا "إن القانون العراقي ينص على السماح للمستشارين الأجانب بتقديم النصائح لمحامي الدفاع الرئيسي فقط". وقد غاب محامي الدفاع الرئيسي خليل الدليمي عن جلسة الامس. وطلب عدد من محامي الدفاع مهلة جديدة مؤكدين أن الوقت ليس كافيا لإعداد ملفاتهم. وفي مستهل الجلسة، اعترض المحامي بديع عارف عزت، وكيل الدفاع عن المتهم فرحان مطلك الجبوري، على تصرف المدعي العام. وبعد ذلك، اعتلت منصة شهود النيابة كاترين الياس ميخائيل التي عرفت عن نفسها بانها مقاتلة سابقة في البشمركة (القوات الكردية) وكاتبة تقيم في ولاية فيرجينيا الأمريكية. وقالت ميخائيل إنها شاهدت في الخامس من يونيو 1987م عندما كانت في إحدى وديان كردستان مئات من الأشخاص الذين أصيبوا بتسمم جراء استخدام الغاز. وروت قائلة "كانوا يتقيأون سوائل ومعدهم تحترق وهم يعتصرون من الألم وبدأوا بفقدان بصرهم. لقد استعاد بعضهم البصر بعد ذلك لكن غيرهم اصيبوا بالعمى الدائم".. ومنذ بدء المحاكمة في هذه القضية في 21 اغسطس الماضي، انقعدت جلساتها ثلاث مرات فقط. وقال مصدر أمريكي مقرب من المحكمة إنها ستعقد ثلاث جلسات خلال الأسبوع الحالي للاستماع إلى ستة من الشهود الأكراد.. وفي الشأن السياسي أرجاً مجلس النواب العراقي قراءة مسودة مشروع قدمه الائتلاف الشيعي حول آليات وإجراءات تشكيل الأقاليم إلى التاسع عشر من الشهر الجاري بعد خلافات حادة وتهديد كتل برلمانية سنية بمقاطعة الجلسات. وأعلن رئيس كتلة التيار الصدري في البرلمان فلاح حسن شنشل رفض قائمته لهذا المشروع وخصوصا في ظل وجود الاحتلال، معتبرا أن تجزئة البلاد إلى ثلاثة أقاليم كردي وسني وشيعي تنفيذ لكامل المخطط الغربي. وتابع رئيس التيار الصدري أن الأوضاع السياسية غير مستقرة الآن بسبب التجاذبات في الآراء، مشيرا إلى أن مثل هذا القانون يوسع الهوة بين المكونات السياسية والاجتماعية للشعب العراقي. وذكر مصدر برلماني رفض ذكر اسمه أن التيار الصدري (الذي يملك 30 مقعدا من عدد مقاعد الائتلاف الشيعي في البرلمان البالغة (130) دعا إلى تأجيل البحث في مسألة الفدرالية، من دون تفاصيل إضافية. إلى ذلك قال رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني انه يتفهم قرار رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عدم رفع العلم العراقي في الاقليم واشار الى ان المجلس سيعمل سريعا على اختيار علم وشعارين جديدين مشيدا بتمسك الاكراد بعراقيتهم ووحدة بلدهم .. واكد انه لارجعة عن تحقيق عراق فيدرالي اتحادي .. . وفي رسالة وجهها المشهداني الى بارزاني أمس ردا على رسالة تسلمها من بارزاني الجمعة الماضي يشرح فيها اسباب عدم رفع العلم في كردستان قال رئيس مجلس النواب ان المجلس حريص على مناقشة ووضع الآليات المناسبة لتطبيق جميع المواد الدستورية المتعلقة بالقضايا والمسائل الوطنية الملحة وتحقيق اتفاق واجماع وطني بشأنها ومنها مسألة علم العراق وشعاره ونشيده الوطني وبما يرمز الى جميع مكونات الشعب العراقي ويعبر عنها اصدق تعبير مؤكدا سعيه الجاد لمناقشتها في اسرع وقت . واضاف المشهداني في رسالته انه في الوقت الذي يعرب فيه عن تفهمه لحقيقة المشاعر التي صدرت عن بعض القوى والشخصيات السياسية العراقية التي عبرت عن حرصها واعتزازها بالرموز الوطنية العليا للعراقيين الا انه واثق من حرص بارزاني على سلامة العراق ووحدة العراقيين وتبجيل الرموز والقيم والثوابت الوطنية العليا التي يلتف حولها جميع ابناء الشعب العراقي. واشار الى انه مدرك لطبيعة الوقائع والمبررات التي استند اليها رئيس كردستان في اتخاذ موقفه من علم العراق الحالي، ووسط هذه الأجواء أرجأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارته لإيران التي كانت مقررة أمس، دون أن يحدد بعد موعدا جديدا لهذه الزيارة. وقال مصدر دبلوماسي عراقي إن "بعض الأسباب حتمت" تأجيل زيارة المالكي، مرجحا حدوثها الشهر الجاري. ميدانياً أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده بنيران أسلحة خفيفة استهدفت دوريته شمال بغداد، ليرتفع إلى 2664 عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا في العراق منذ غزو هذا البلد في مارس 2003م، بحسب أرقام وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون). وفي هجوم آخر قتل أربعة عراقيين بينهم شرطي وطفل وجرح ستة آخرون في تفجير بسيارة مفخخة استهدفت دورية أميركية في حي المستنصرية شرقي العاصمة بغداد. وقال متحدث باسم الشرطة العراقية إن أي معلومات لم ترد بعد عن وجود إصابات في صفوف الدورية الأميركية. يأتي ذلك في وقت ارتفع إلى 14 عدد المجندين الذين قتلوا في تفجير انتحاري استهدف حافلتهم قرب مركز المثنى للتطوع في الجيش العراقي غربي بغداد. وقال مصدر أمني عراقي إن الانفجار وقع عند الباب الشمالي للمركز الذي سبق أن تعرض لهجمات مماثلة في السابق. وفي بغداد أيضا قتل عراقيان في هجوم مسلح استهدف بدالة منطقة العلوية للاتصالات بعد يوم من إعلان السلطات العراقية قتل ثلاثة عناصر من تنظيم القاعدة واحتجاز طن من المتفجرات في هذه المنطقة. وإلى الجنوب من بغداد أطلق مسلحون النار على أحد عناصر قوة التدخل السريع في مدينة الكوت فأردوه قتيلا. وفي كربلاء قتل مسلحون آخرون مدير أمن قضاء الهندية سابقا والعضو القيادي في حزب البعث المنحل عباس النعيمي.. كما قتل مسلحون مدنيين في مناطق متفرقة من مدينة الحلة، في حين عثرت الشرطة العراقية على رأس رجل عند سد الهندية إلى الغرب مباشرة من المدينة نفسها، ولم تعرف هوية الضحية. وفي العمارة خطف مسلحون اثنين من موظفي الوقف السني في المدينة فجر أمس. وأوضحت الشرطة العراقية أن مسلحين يستقلون سيارة بيضاء اللون قاموا بخطف أحمد عبد الجبار النجدي وعماد قاسم المحمداوي. وفي تطور آخر أعلن الجيش العراقي اعتقال ستة ممن وصفهم بالإرهابيين و25 من المشتبه بهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في مناطق متفرقة من العراق.