جمعية ثغر اليمن المدني
عدن / 14 أكتوبر :عصر الخميس الماضي شهدت قاعة منتدى الحريش ( في منطقة الدرين ) حفلاً تكريمياً وخطابياً وفنياً أعقبتها ندوة بمناسبة حصول الأستاذ والباحث والتربوي سعيد عبده مقبل الأمين العام لجمعية ثغر اليمن المدني على شهادة وجائزة العفيف الثقافية لعام 2006م وقبل البدء بالحديث عن الأستاذ سعيد والدراسة الموسومة بـ ( التعليم العام في الجمهورية اليمنية الواقع وآفاق التطور ) تجدر الإشارة إلى صناع هذه الاحتفائية وفي مقدمتهم الأستاذ التربوي القدير حامد العصار رئيس جمعية ثغر اليمن المدني والأستاذ التربوي والرياضي محمد علي الشلن المنسق والمنظم والأستاذ ياسين هاشم مقدم الاحتفائية وهو من ابرز الشخصيات في مجال التخطيط والاستاذ الدكتور احمد صالح علوي مدير عام مركز البحوث التربوية والأستاذ سلطان محمد صالح الاقرب إلى قلوب الجميع وهو ايضاً باحث تربوي واستاذ جامعي اكاديمي وعدد من العاملين في مركز البحوث ونخبه من رواد منتدى اليابلي احد ابرز منتديات عدن ومنتدى الحريش وجمعية ثغر اليمن المدني والشيء الذي يميز هذه النخب المثقفة التي قل وجودها في هذا الزمن الصعب لما لها من صفات اساسها المحبة والتسامح والاخاء والعقلانية التي تسعى من خلال منتدياتها صياغة مجتمع مدني ضاغط في اتجاه نهضة ورفاهية اليمن . كانت الاحتفائية بحجم الرجل وبحجم عطائه في اكثر القضايا اليمنية حساسية الا وهي اصلاح مجال التعليم التي سنأتي على ذكرها . تلخيصاً فهي دراسة تحتوى على مئة واثنين وثلاثين صفحة كتبت على مدى سنوات سكب فيها الأستاذ سعيد كل خبرته العلمية والعملية في مجال البحوث التربوية ورؤيته الاستشرافية لاصلاح التعليم ونحن في اجواء الاحتفائية تجدر الاشارة إلى مؤسسة العفيف الثقافية البحثية الحرة وهي مؤسسة شفافة رصينة اجمع على ذلك كبار مفكري وادباء ومثقفي اليمن مؤكدين على مصداقيتها اذ انها لاتكرم مجاملة او محاباة اوتحزب .. انها تكرم الثقافة للثقافة والعلم للعلم والمعرفة للاستشراف اذ جاء في كلمة الاستاذ سعيد يوم استلامه الجائزة : ( إنه لمن السعادة اليوم ان احصل على هذه الجائزة لسببين الاول : وجود مؤسسة تدعم البحث العلمي بشكل خاص والعمل الثقافي بشكل عام والثاني ان تمنح من مؤسسة رصينة كمؤسسة العفيف الثقافية واحيي دورها الاستثنائي في الفضاء الثقافي اليمني ومايزيد هذا الدور توهجاً وجود التربوي الكبير الوزير الاسبق لوزارة التربية الأستاذ احمد جابر عفيف على رأس المؤسسة وانه ايضاً لشرف عظيم ان تكرمنى هذه المؤسسة وتطبع الدراسة في كتاب تعميم الفائدة التي لا اتوقع ان تلاقي الاهتمام بالسرعة التي ارجوها لاننا في هذا القرن الحادي والعشرين قرن السرعة والاستراتيجيات البعيدة التي تضع في اولوياتها اعادة النظر في التعليم بصورة دائمة . في بداية الاحتفائية تحدث الاستاذ ياسين مرحباً بالضيوف وعلى رأسهم الدكتور احمد صالح علوي مدير مركز البحوث والتطوير التربوي ( حيث يعمل الباحث ) ورؤساء المنتديات الثقافية والاجتماعية والنخب التي حضرت من كتاب وصحفيين منوهاً الى مهندس الاحتفائية الأستاذ التربوي محمد علي الشلن واعطى نبذة قصيرة صادقة ومتميزة عن تجربة الكاتب وعن بحثه الفائز بالجائزة الكبرى لمؤسسة العفيف ، بعد ذلك استاذن الحاضرين ان يكون بدء الاحتفائية بسماع اغاني حديثه وتراثية أداها الفنانون اشرف حبيب وسند علي حمود وخالد جميع عازف الايقاع الشهير حظيت باعجاب المحتفي به والحاضرين ، ومن منسق الاحتفائية نقتطف بعضاً من كلمات الأستاذ القدير أحمد جابر العفيف رئيس المؤسسة ( كرسنا جائزة هذا العام 6002م لاعظم واهم قضية تواجه الأمة والشعب وفاز بها الأستاذ سعيد عبده مقبل الذي شخص الداء قبل اقتراح المعالجة والحلول وقدم نماذج زاهية عن تطور التجارب التعليمية في بعض البلاد العربية والاسلامية والعالمية . متمنين ان تستفيد الاجهزة المختلفة وتحديداً وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية المختلفة من هذا الجهد الرائع ) وقد وعد ان المؤسسة ستقوم بطبع الدراسة وتقدم هنا ابرز ابوابها على لسان صاحبها المحتفى به الأستاذ سعيد عبده مقبل : ( موضوع الدراسة : التعليم العام في الجمهورية اليمنية الواقع وآفاق التطور وتقع في 231 صفحة وتتكون من تسعة فصول على النحو التالي : الفصل الأول : الاطار العام للدراسة من حيث الخلفية ، المشكلة ، الاهداف والاسئلة والفرضيات الفصل الثاني : نظام التعليم في اليمن مدخل تمهيدي تعريف النظام وخصائصة هيكلة التعليم العام مؤثرات محلية وعالمية على التعليم. الفصل الثالث : الفلسفة والاهداف العامة مدخل الفلسفة التربوية واهداف التربية العامة. الفصل الرابع : المناهج العامة ، مدخل من اجل تطوير المناهج . الفصل الخامس : المعلم ، الاعداد والتدريب مدخل المؤشرات الكمية مؤسسات اعداد المعلم وتدريبه تقويم المعلم التدريس .الفصل السادس : الادارة المدرسية مدير المدرسة الهيئة الادارية المساعدة القوى العاملة المساندة للعملية التعليمية .الفصل السابع : المباني المدرسية المؤشرات الاحصائية وضع المباني القائمة .الفصل الثامن : تمويل التعليم الانفاق على التعليم واشكالات تمويله . الفصل التاسع : آفاق التطوير : تجارب تربوية .. التجربة اليابانية ، نظام التعليم في سنغافورة .. قطر ، مصر . ولخص فكرة الدراسة في وجود تدني في مستوى التعليم العام ( ان الحالة الراهنة للتعليم الاساسي تشير الى انخفاض نسبة الناجحين في اختبارات الشهادةالعامة وارتفاع نسبة الراسبين والمتسربين الى خارج المدرسة ضعف نتاجات التعليم ومايكتسبه الخريجون من مهارات ويشكو اولياء الامور من ان اولادهم يكملون التعليم العام وهم لايجيدون القراءة والكتابة ، ضعف مهارات خريج التعليم العام في اللغة الانجليزية بالرغم من دراسته لها ست سنوات ، الاشكالات والاختلالات التي تواجه الانظمة الفرعية لنظام التعليم العام والتي تشكل بدورها اسباباً تؤدي إلى تدني مستوى التعليم العام للمجالات الآتية : هيكلة النظام التعليمي ، الفلسفة والاهداف العامة ، المناهج ، المعلم الادارة المدرسية ، المبنى المدرسي ، تمويل التعليم واهم نتائج الدراسة تكمن في الازمة الاقتصادية ومايترتب عليها من تدني في تخصيص المبالغ المطلوبة للتعليم العام هذا من ناحية ومن ناحية اخرى انخفاض مستوى دخل الفرد وهو ما يؤثر على حجم المشاركة التي يمكن ان يقدمها المجتمع للتعليم وهناك المشكلة السكانية بارتفاع معدل النمو السكاني وكبر حجم الاسرة اليمنية ، التشتت السكاني ، التدخلات الاجتماعية والسياسية في العمل المدرسي ، الموقف السلبي من تعلم الفتيات ادى الى تقليص فرص التحاق الفتيات بالتعليم الاساسي وتسربهن من المدرسة ) . وهناك ضعف الاعتماد على البحث التربوي في اتخاذ القرارات ، ضعف معدل الاستيعاب في مرحلة التعليم الاساسي : انخفاض عدد ساعات اليوم المدرسي ما يؤدي الى ضعف النشاطات الفنية واللاصفية في المدرسة اليمنية ، ارتفاع عدد المدارس المغلقة مؤقتاً والمغلقة نهائياً وخاصة في الريف . ضعف ارتباط الاهداف العامة للتربية بالفلسفة التربوية وبالتالي ضعف ارتباط اهداف المرحلة الاساسية والمرحلة الثانوية بالاهداف العامة وغياب السياسات المكتوبة لفروع النظام كافة وفي الاخير ولضيق المساحة المتاحة للنشر نبرز اهم عنواني المحاور التي سيطلع عليها القارئي بعد نشرها محور المناهج المدرسية ، محور الفلسفة والاهداف ، محور المعلم الاعداد والتدريب محور الإدارة المدرسية محور المباني المدرسية محور تمويل التعليم ، آفاق التطوير . وبعد هذا الاستعراض المختصر والسريع فتح باب النقاش وتحدث في البداية الدكتور احمد صالح علوي مدير عام مركز البحوث التربوي اشاد بالدراسة واعتبرها مفتاح الدخول إلى النهوض بالتعليم على اسس علمية وتحدث عدد كبير من الحاضرين أيدوا بعض الملاحظات التي كانت تختتم بالاشادة بالدراسة والباحث متمنين له التوفيق والنجاح لما في الدراسة من جرأة سلطت الضوء على ازمة التعليم في اليمن وشخصتها تشخيصاً شفافاً وعلمياً واعتبروها مدخلاً لحل هذه القضية الكبرى اصلاح التعليم .