بمناسبة الذكرى (29) للسابع عشر من يوليو.. وتحت شعار (29 عاما من العطاء المتجدد)
اقيمت في جامعة عدن يوم امس الاول حلقة نقاش بمناسبة الذكرى (29) منذ تولي الأخ الرئيس علي عبدا لله صالح مقاليد الحكم في السابع عشر من يوليو 1978م .. الحلقة نظمت تحت شعار (29 عاما من العطاء المتجدد) وقدمت فيها ست اوراق عمل من المشاركين تناولت دور الرئيس في النهوض الوطني والحضاري، والرؤى السياسية التي يتمتع بها.كما استعرض المشاركون عددا من القضايا والموضوعات المهمة ذات الصلة بمحور الحلقة النقاشية،التي ترأسها الاستاذ الدكتور عبدا لوهاب راوح رئيس جامعة عدن وأدارها الأستاذ هشام باشراحيل رئيس تحرير الزميلة (الايام).وفيما يلي نسلط الضوء على أبرز ما جاء في أوراق العمل المقدمة للحلقة، والنقاشات التي دارت حولها.رصد ومتابعة / محبوب عبدالعزيز وزكريا السعدي تصوير / جان عبدالحميد[c1]سمات مثالية[/c]من جانبه قدم الدكتور أحمد غالب المغلس – ورقة عمل معنونة بـ "علي عبدالله صالح – شخصية منفردة" وقال فيها :ان الحديث عن شخص ما ليس بالامر الهين الذي قد يتبادر الى الذهن، فهنالك الكثير من الجوانب والخصال بالمرء اخذها ممن هو قريب منه، لان ثمة مفردات قد تكون في متناول كل الناس، ولما كان الشخص الذي سأتحدث عنه هو رئيس الدولة ويتميز هذا الرجل بصفات ومميزات كثيرة تكاد تكون لديه من الكثافة بمكان ولست هنا لامدحه فهو غني عن مدحي واشادتي ومعروف انني لااجيد هذا النوع من فنون الاراتزاق والتزلف، لانه لايليق بمثلي ان يمتهن ذلك، لكن الموقف جاء من باب الاستقراء والمتابعة للاحداث والمواقف والظروف التي مرت بها البلاد في فترة حكم فخامة الأخ الرئيس علي عبدا لله صالح، وكانت كل تلك الظروف لولا لطف الله سبحانه وتعالى ومن ثم حكمة وشجاعة ووطنية وولاء الأخ الرئيس المتشبع به، وسعة صدره لكانت الامور غير الامور والاحوال غير التي نعيشها ولكانت البلاد ونحن نعرف شعبنا ومجتمعنا في محن وشتات وكل شيخ قبيلة قد حدد حدود قبيلته واعلن استقلاله.ويواصل المغلس بقوله : لقد جاءت الثورة اليمنية محملة فوق عزائم الرجال وولدت الجمهورية من الصفر، وليس لها موارد وامكانيات سوى ما تجود به المساعدات من هنا وهناك، وفي احشاء تلك المساعدات مطالب للمشاركة في ادارة البلاد وطبخ القرار، ورسم التوجيهات المستقبلية بما معناه التحكم بمصير البلاد والعباد والسماح لهم بتشكيل خارطة الوطن ووعيه وسياساته وتبعيته لهذا او ذاك، في الوقت الذي تتكالب على الجمهورية الوليدة الفتن من كل جانب وفي ساحتها تتقاطع المصالح للمتنفذين داخليا واقليميا ودوليا، وكانت كما وصفها احد الصحفيين الفرنسيين بقوله: "تتميز الازمة اليمنية بميزة عجيبة ومدهشة، تتمثل بتخطيها محيطها الخاص .. فلم تعد الازمة داخلية بقدر ما اصبحت ازمة عربية في اليمن، اصبح اليمن مسرحا لصراع فريد للتقدم ضد الرجعية ففي ظل هذه الظروف وبين حميمها المستعر والاستبسال النادر للدفاع عن الجمهورية الوليدة والمرهقة كان علي عبدا لله صالح واحدا من الجنود الشجعان المتحمسين للجمهورية وما تحمله من خلاص وانعتاق من الحكم الردي المستبد الظالم، فقد دافع مع رفقائه لكي تستمر الثورة وناضلوا جميعا لكي تثبت اوتادها في اعماق الارض والانسان اليمني معا.كما ان الحديث حول ثقة علي عبدا لله صالح بالله ونفسه ليس من باب المبالغة والاطراء الكاذب والتكهن بما لاوجود له عنده، وانما هي الحقيقة التي لابد وان تقودنا الى الحيادية في الاستقراء والانصاف في الطرح ومن ثم اعطاء الرجل حقه بكل صدق وامانة ومسؤولية، فتلك الثقة العالية بنفسه بعد الله سبحانه وتعالى نلحظها في كل مواقفه ومراحل قيادته للبلاد، وقد سجلت لنا الداكرة الوطنية الكثير من المواقف والمراحل والحالات التي برهن من خلالها عن تلك الثقة الكبيرة وابرزتها علاقاته مع زملائه ورفاقه ومواجهاته ومعاركه واداؤه لواجباته الوطنية وقد وضحت ثقته بالله وبنفسه اكثر غداة تسلمه قيادة البلاد في 17 يوليو 1978م.وما ان تسلم قيادة البلاد ومقاليد الحكم حتى كشرت المصالح الضيقة المتصارعة في الساحة اليمنية من قبل الداخل والخارج، انيابها تجاهه معتقدة انها ستربح هذه المرة لكنها وجدت نفسها الضعيفة امام رجل من العيار الثقيل، اعدته الاقدار ليكون المخلص المحب لليمن واليمنيين من حلبة الصراعات والمؤامرات لهذا او ذاك، ولم تمض سوى ثلاثة أشهر حتى كان الاختبار الاول لقوة وعزيمة ومهارات الرئيس علي عبدا لله صالح، حيث اضطر الى مواجهة اول عملية انقلاب فاشلة موجهة من الخارج على الحكم في اليمن، وهو ما عرف بالانقلاب الناصري وقتها لكنها ما كانت تعلم انه قد اعد لكي يحافظ على الوطن ويقوده بحنكة واقتدار، فاستطاع بفضل الله وعونه ويقظة الرجال المخلصين حوله من احتواء الموقف وافشاله لصالح اليمن واليمنيين ولم يقف الامر به عند اللحظة المؤلمة التي يواجهها بشدة القائد وعزيمة الحريص على الامانة التي تحملها، بل تعداها ونظر باتجاه المستقبل الذي يحتاج تكاتف وطني ووفاق وسلام اجتماعي وتصالح حقيقي بين اليمني ومصلحة وطنه العليا وطموحه وافكاره، فاصدر قرارا بالعفو العام عن بقية المتورطين بالانقلاب والمجاميع التي غرر بها وعملت من حيث لاتدري ان الوطن هو الضحية الاولى.ولقد اثبت فخامته المقدرة العالية على الحوار والمناورة الذكية المشوبة بجليل الحكمة وعلى وجه الخصوص قبل واثناء وبعد تحقيق الوحدة اليمنية المباركة زاد من حرصه وتفانيه اعتماد الحوار طاولة الوطن الدائمة ، ومن الدافع لتتبع منهج وسلوك الحوار عند الأخ الرئيس ان تراه في الظروف الصعبة والحالة الحالكة يلجأ الى الحوار مع الفرقاء وليس الى السلاح لحسم المواقف وهذا مايلاحظه الباحث في استمرارية الحوار حتى اثناء وبعد احداث صيف 1994م حيث لم تنقطع حواراته واتصالاته باخوانه والمختلفين معه، وقد صرح بذلك اكثرهم وما لانت ولااستقرت البلاد للاخ الرئيس الا بخصاله الحميدة، وامتلاكه نواصي الحكمة والدهاء وما من موقف الا ويكون علي عبدالله صالح الاكثر حلما وانسانية وفقاء للمواقف والرجال.فكم من وقائع لو تتبعناها في حياة الكثيرين، وفي حياة هذا الرجل ومواقفه لوجدناها دلائل اضافية على تميزه وحكمته وحنكته وفراسته وسعة صدره في تعامله مع الاحداث والمواقف والظروف والاشخاص فهو يسمع للناس وينصت اليهم في كل ظروفهم دون تبرم او ترفع، ولذلك كانت الحكمة طريقه الدائم لمعالجة كل مايقف عليه من امر.كل المحطات والمراحل الصعبة والظروف الاستثنائية التي مر بها الوطن منذ تسلمه مقاليد الحكم كانت تنتهي بالمعالجات الخاصة ذات الطابع الانساني يرافقها العفو والتطلع الى المستقبلن وان تراءى للآخرين نوعا من الشدة، فوراء تلك الشدة يكمن عفو كريم وحكمة يمانية اصيلة المنبت ثلاثون عاما من الحكمة والمعالجات الهادئة للاحداث والصراعات وتتبع احتياجات الناس وشؤونهم كفيلة بان تجعل الرجل منفردا فعلا وليس ظنا لان الصراعات القاتلة التي مرت بها بلادنا يشيب لها الولدان، وقد عصفت بالكثيرين ممن لم يستطيعوا التعامل مع كل الظروف والتحولات والقضايا لولا تلك الحكمة التي يتمتع بها علي عبدا لله صالح بعد فضل الله سبحانه وتعالى ورعايته للبلاد والعباد لكانت الصراعات بين مراكز القوى قد تحولت الى شر مستطير وبلية لااول لها ولاآخر.اما خصلة الولاء للوطن بعد الله سبحانه وتعالى فنلحظها في مفاوضات واتفاقيات ترسيم الحدود اليمنية مع سلطنة عمان والعربية السعودية وكلها انطلقت من وحي وعمق الولاء الوطني للاخ الرئيس وفريقه المساعد له في كل صغيرة وكبيرة، تمددت وتضخمت تلك الاماني والاحلام الكبار حتى صارت همه الاول، وتحققت في عمل لم يسبق اليه من قبل وهو تحقيق معرفة اين يبدأ الوطن واين ينتهي، ومالنا وما علينا، ووضع حد للفتن التي تدخل بلادنا، وقطع دابر التدخلات التي تقلق سكينة الوطن وتهز امنه واستقراره من هنا او هناك، حقق مشروع الوطن الاهم في ترسيم الحدود لوطن كان لاحدود له، وقد كان للوطن ما اراد، وللقائد ما حلم به، من منطلق الند وحوار صاحب الحق، وفق القاعدة الاصولية (لاضرر ولاضرار)، في كل المواقف تجلت تباشير ونتائج الحكمة والولاء الوطني الذي يتشبع به فخامته، وكان ولازال وسيظل امن واستقرار ونماء وتنمية اليمن فوق كل اعتبار، حاضرا في ذهنه في كل لحظة وجولة واتفاق. [c1]اتجاهات فكرية [/c]أما الأخ / فضل قائد علي فقد قدم ورقة عمل حملت عنوان ( جدلية العلاقة بين الميثاق الوطني والمؤتمر الشعبي العام والوحدة اليمنية في فكر الرئيس علي عبدالله صالح ) حيث بدأ سرد معلوماته بخلفية تاريخية ثم تطرق إلى الموضوع قائلاً :انبجست في ذهن الرئيس الصالح فكرة ( الميثاق الوطني ) ، كوثيقة وطنية ، وإطار نظري ، ومرجعية للكل ، فهل يفعل ؟ ، كما فعلت بعض الزعامات ، التي تفردت بوضع ما يتناسب واتجاهاتها الفكرية ، ويقد ثوباً على مقاسه ؟ إذن ، لو فعل ذلك ، لبقي الوضع مهيئاً للانفجار ، ولكن المصلحة الذاتية تبخرت أمام المصلحة العامة ، فكان أن قرر فتح حوار وطني لم يعهده الشعب اليمني بشطريه ، فاتجه نحو الشعب الذي خرج هو نفسه منه ، الشعب بمختلف فئاته : العلماء ، المفكرون ، المثقفون ، العسكريون ، وغيرهم ممن يهمهم مصلحة الوطن ، وكان يهدف استمزاج آرائهم وأفكارهم حتى يصل إلى نقاط الاتفاق ، التي من شأنها أن تخرج ميثاقاً وطنياً يرضي جميع الفئات ، ويجسد المشاركة الفعلية الحقيقية المعبرة عن إرادة الشعب ، وتطلعاته .ففي الأول من أغسطس عام 1981م ، بتساوق زمني موحد ، قدمت اللجنة للرئيس علي عبدالله صالح مشروع ( الميثاق الوطني ) مع تصورها عن المؤتمر الشعبي العام الذي من شأنه الاقرار النهائي للميثاق الوطني ، فأصدر الرئيس القرار رقم (54) بتاريخ 12/8/1982م بانعقاد المؤتمر. وفي 24-29/8/1982م انعقد المؤتمر الشعبي العام الأول تحت شعار : ( من اجل ميثاق وطني يجسد عقيدة الشعب وأهداف الثورة ) . وهنا سجل الرئيس علي عبدالله صالح نقطة أرفع من الرفاق في الحزب الاشتراكي اليمني ، حيث انطلق من الشعب ليعود إليه ، ولم يفرض عليه أيديولوجية دخيلة لاتتوافق ثوابتها والثوابت الشعبية المستمدة من العقيدة الإسلامية ، فترسخ الميثاق الوطني في الوجدان ، وشكل إطاراً نظرياً صلباً للمؤتمر الشعبي العام ، وهذا ماجنبه التطاحن والصراعات الدموية الدورية .وقد رسخ الميثاق الوطني ، والمؤتمر الشعبي العام أقدام الرئيس في السلطة ، كما مارس ذلك دوراً جد مهم في تقريب تحقيق حلم الرئيس علي عبدالله صالح ، الوحدة اليمنية ، اقصد إعادة توحيد الوطن ، فمن المؤتمر الشعبي العام تشكلت لجان الوحدة ، كلجنة التنظيم السياسي الموحد مع نظيرة الحزب الاشتراكي اليمني ، وأصبح عمل لجان الوحدة أكثر تنظيماً ، فكان المؤتمر ، مع تراكم الخبرات ، صاحب الكعب العالي في الحوار الوحدوي ، وفي وضع الخطوط الرئيسة لتحقيقها ، مستنداً على برنامجه في العمل السياسي الذي تضمن القضايا الفكرية على المستوى النظري في مختلف المجالات ، بالإضافة إلى اعتماد المؤتمر الشعبي العام على لوائح داخلية وتنفيذية ، التي تمثل برامج لمؤسسات الدولة في مختلف الحقول الإدارية والتشريعية والمالية والسياسية ، المستندة على الميثاق الوطني بمضامينه وآفاقه وأبعاده الواسعة .وأشار فضل قائد علي إلى أن هذه الورقة تؤكد جدلية العلاقة بين الميثاق الوطني والمؤتمر الشعبي العام والوحدة اليمنية ، حلقات ثلاث اختطها الرئيس علي عبدالله صالح بهدوء ، وبحنكة سياسية ، فقد أخرج الشطر الشمالي من الصراعات والانقلابات ومنح الشعب فرصة الحوار فكان ( الميثاق الوطني) ثم خطأ خطوة أبعد وأسس إطاراً تنظيمياً سياسياً يستند على الميثاق ويكون نداً سياسياً للحزب الاشتراكي اليمني ، وهذا ما مهد السبيل لإمكانية إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، حلقات ثلاث تشكل مع الرئيس صالح المربع السحري لقيام الجمهورية اليمنية . وآخر أوراق العمل قدمها الأخ / نبيل يوسف مهيوب وجاءت بعنوان ( 17 يوليو ميلاد قائد وانطلاق زعيم .. شرح أهم ما جاء فيها بقوله: ( إن 17 يوليو 1978 يعتبر عرساً ديمقراطياً تمثل باختيار الأخ الرئيس القائد لتولي مقاليد الحكم من قبل مجلس الشعب التأسيسي ، وحين تسلمها كان أمامه جملة من تلك المشاكل المتراكمة والموروثة نظراً لأن البلد عاشت معظم حقبة السبعينات في دوامة العنف والفوضى وكان في مقدمتها ماسادها من الصراعات والتناحرات وأعمال التخريب والتوترات والاغتيالات وكذا تداعيات الاشتباكات والمواجهات بين شطري الوطن بما فيها نتائج حرب 1994م. ولقد مثل 17 يوليو 1978م نقطة تحول هامة في مسيرة الثورة والوطن من خلال ما أبداه الأخ الرئيس القائد من اهتمام وحرص يرتبط بالعهد الذي قطعه على نفسه بأن يعمل على تحقيق وإحداث تحولات وانجازات تنموية وإستراتيجية في ظل قيادته الحكيمة . حينها شرع في بناء مؤسسات الدولة وفي مقدمتها مؤسسات القوات المسلحة والأمن إذ كان همه الأساسي ترسيخ الأمن والاستقرار ثم المضي قدماً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو ماتجلت مظاهره في إعادة بناء سد مأرب العظيم والشروع في استخراج النفط والغاز من خلال الاكتشافات النفطية الواعدة على مستوى الوطن والتي تؤكد وجود العديد من المعادن الأخرى كالذهب على سبيل المثال واستمرار التنقيب عنها والاستفادة منها ، وأيضاً ماتحقق من تنمية زراعية كبيرة في شتى الأنواع والتي تصدر منها لأسواق الدول المجاورة ، وكذا إمكانية اطلاق وتشغيل المناطق الحرة وفي مقدمتها المنطقة الحرة بعدن . وشهد الوطن في ظل زعامته العديد من التحولات والمنجزات ، فبالإضافة إلى ماتحقق هناك شبكة الطرقات التي تغطي معظم محافظات الوطن وتربط بعضها ببعض ، بالإضافة إلى ماتحقق من مكاسب عظيمة أهمها ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وبسط سيادة الدولة لتشمل كل المساحة الجغرافية والحدود الوطنية والجزر والمياه الإقليمية وما تبع ذلك من حل مشاكل الحدود مع الدول الشقيقة والصديقة المجاورة .. كل ذلك بفضل سياسته المتوازنة والحكيمة . ثم جاءت لحظة انجاز الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م بين شطري الوطن لتضيف للأخ الرئيس علي عبدالله صالح أعظم انجاز تاريخي للشعب اليمني . [c1]آراء ونقاشات[/c]بعد ذلك فتح باب النقاش حيث قدمت العديد من المداخلات من قبل المشاركين والحاضرين .- د / هشام السقاف طرح مداخلة حول موضوعية الطرح في الحديث عن الأخ الرئيس بعيداً عن المجاملات التي تعيق دون الوصول إلى الموضوعية المطلقة , كما عتب على بعض أوراق النقاش التي طرحت لافتقارها للأرقام والإحصاء أو لعدم دقتها .وشدد أيضاً على وضوح الرؤية في مثل هذه النقاشات المقدمة وإن لا يستحضر التاريخ بأثر رجعي.كما علق على نقطتين هما مكافحة الفساد والازدواج الوظيفي قائلاً : أن الأطروحات لم تذكر رقماً سيندل به في مكافحة الفساد وأن الازدواج الوظيفي لم يكن موجوداً في الجنوب سابقاً , حيث كانت هناك إدارة نموذجية لكن لم يستفاد منها كما استنكر وصف البعض بأن الجنوب فقط هو من كان يعاني من إراقة الدماء دون سواه , وكأن الشطر الشمالي لم يشهد أحداث مماثلة .- من جانبه قال الأخ / نجيب يابلي – في مداخلته :الحقيقة أن الموضوع يقتضي أن نسلط الضوء على بعض الشذرات في مسيرة الأخ الرئيس ولعل من أبرزها ما حدث في 24 يونيو 1978م وهو اغتيال الرئيس حسين الغشمي وفي نفس اليوم تشكيل مجلس رئاسة الجمهورية – مؤقت تكون من القاضي / عبدالكريم العرشي رئيس مجلس الشعب التأسيسي وعضوية كل من المقدم / علي الشيبه يرحمه الله القائد العام للقوات المسلحة وعبدالعزيز عبدالغني صالح رئيس الوزراء وكان في ذيل القائمة المقدم / علي عبدالله صالح قائد لواء تعز قائد قوات المجد ومن هنا جاء أول منعطف لدخول / صالح في الحياة السياسية وبعدها في 17 يوليو 1978م انعقد اجتماع مجلس الشعب التأسيسي وانتخب بالاجماع / علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية وقائداً عاماً للقوات المسلحة وكان في السادسة والثلاثين من عمره , وتعيين القاضي العرشي نائباً لرئيس الجمهورية وفي 15 أكتوبر 1978م يتم الإعلان في صنعاء عن فشل الانقلاب الناصري بقيادة المقدم / محسن فلاح قائد الشرطة العسكرية وعبدالسلام مقبل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وفي 21 أكتوبر من العام ذاته الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام في تسعة أشخاص من المشاركين في الانقلاب الناصري الفاشل , ثم توالت المحطات مع المنعطفات والتحولات التي سارت إلى الأمام نحو تحقيق شراكة بين الشطرين وصولاً إلى توحيد وجهات النظر في عدد من القضايا المصيرية والإعداد لمشروع دولة الوحدة وما أحوجنا اليوم لتقييم هذه التجربة الطويلة لنرى ما تحقق من مشاريع وبرامج منفذة وتقع علينا مسؤولية تبصير المجتمع بكل سلبيات وإيجابيات المرحلة وتحديد المعالجات والحلول اللازمة لتصحيح الأخطاء .- أما الدكتور / مسعود عمشوش فقد قال; في مداخلته إن الحديث اليوم عن (29) عاماً من حكم الرئيس / علي عبدالله صالح لليمن يعيد إلى ذهني شهادة منصفة بالرئيس من أحد أبرز الشخصيات السياسية وهو المرحوم الفقيد / عمر الجاوي التي جاءت في افتتاحية العدد (87) من مجلة الحكمة لعام 1980م الذي أشاد بالخطوات التي أتخذها الرئيس / صالح في سبيل وضع أسس الديمقراطية في اليمن قائلاً : " لقد أثبتت السلطة بقيادة / علي عبدالله صالح – حسب ظروفها بأنها تعالج بجرأة مسألة إزاحة مخلفات الضغط والديكتاتورية على المواطنين بتغيير بعض كوادر السلطة والأجهزة التشريعية التي ظلت ردحاً من الزمان في نفس المناصب تدير الأمور بنفس الاساليب والطرق القديمة , ولذا قامت السلطة في عهد / صالح على تشكيل لجنة حوار مع القوى الوطنية للخروج من هذا النفق ونحو التقدم والازدهار وهو ما سار عليه الرئيس ولا يزال حتى يومنا هذا . - كما شاركت الدكتورة / رخصانة إسماعيل في مداخلة لها قالت فيها : إن مناصب هذا الرجل الذي عمل ليل نهار في بناء الدولة الوحدوية لا يمكن لأحد إنكارها وتقع علينا نحن الأكاديميين مسؤولية مساعدة هذا الرجل من خلال تشخيص المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والرئيس رغم حنكته المعروفة يطلب من الشعب مساعدته في حل المعضلات والأزمات التي تعاني منها اليمن وفي اعتقادي أن أمام الجميع مسؤولية مشتركة في تنفيذ برامج مكافحة الفقر والفساد وهذه مهمة وطنية يجب على كل المؤسسات والأفراد أن يلعبوا فيها دوراً بارزاً وعلى الرئيس تقع مسؤولية بناء كادر وطني قادر على تحمل مسؤولية قيادة الدولة حتى نستطيع الخروج من دوامة الشخصية الفردية لأننا لازلنا نعيش في مشكلة عدم القدرة على إيجاد البديل في حالة انتهاء فترة رئاسة / علي عبدالله صالح أو طلبه اعتزال الحياة السياسية وترك السلطة ولهذا ينبغي أن نعمل سوياً لأجل المستقبل .- وتحدث الأستاذ / هشام باشراحيل – رئيس تحرير صحيفة الأيام الأهلية قائلاً : نحن لم نأت إلى هنا لنتملق أو تتزلق للرئيس / علي عبدالله صالح فهو ليس في حاجتنا ولديه من وسائل الإعلام ما تكفيه لهذا الغرض ولكن الرجل حقق إنجازات ولا يستطيع أحد أن ينكرها إلا أن هذه الإنجازات كان من الممكن أن تكون أكبر من ذلك لو أنه أستطاع التخلص من البطانة الفاسدة السيئة الناهبة لأموال الدولة والمواطنين وأعتقد أن الوقت قد حان أمام الرئيس لاعطاء إنجازاته البريق واللمعان اللائق بأن يقوم بتصفية الفاسدين من حوله وخاصة في عدن ولحج والذين يقومون بنهب ومصادرة الأراضي والأملاك والوظائف وإذا لم يقم بمثل هذه الإصلاحات فإن تلك الإنجازات سوف تضمحل وتتلاشى من أعين الناس وهذه الرسالة التي يجب أن نوصلها اليوم للرئيس / علي عبدالله صالح الذي أقتنع المواطن بقيادته الوطن ويطالبه بتصحيح الأوضاع السلبية .- من جانبه قدم الأخ / أيمن محمد ناصر رئيس تحرير صحيفة الطريق مداخلته القصيرة التي قال فيها :إن الهدف من هذه الحلقة النقاشية ليس فقط تقييم كيفية وصول الرئيس / علي عبدالله صالح إلى الحكم لأننا متفقون جميعاً أن الرئيس أصبح يمتلك الخبرة والمقومات الكافية لإدارة السلطة ولكن قيمة هذه التجربة يجب أن تنعكس في مساعدته على كيفية أحداث الإصلاحات المطلوبة ومعالجة ملفات معقدة وشائكة مثل ملف حرب صعدة وملفات الجنوب وخاصة عدن والملف الاقتصادي وأخيراً ملف الإسلاميين ، كما طرحت في حلقة النقاش العديد من المداخلات من قبل / د . جميل الخامري والأخ / عادل محسن والأستاذ / محمد قاسم نعمان تركزت حول تدعيم أوراق النقاش في مثل هذه الحلقة بالأرقام والإحصاءات بدعم الباحثين وتصبح وثائق يستند إليها , كما دار النقاش حول الأيديولوجيات المتبعة في الجنوب والشمال وعلاقتها ببعضها البعض والأفكار المغلوطة أو المدسوسة حولها وتصحيح المفاهيم .وأجمعوا أن رد التاريخ بموضوعية دون نفاق أو مديح ومراعاة الأمانة هو ما يخدم جهود القيادة السياسية في حل كثير من القضايا وإيجاد الحلول لها لأن الوعي الجاد والصادق هو من يصنع التنمية .[c1]مسك الختام[/c]وفي كلمة له أثناء ختام الفعالية عبر الأستاذ الدكتور/ عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن عن عميق شكره وجزيل تقديره للمشاركة الفاعلة من قبل الأكاديميين والإعلاميين ورجال الفكر والثقافة والأدب والسياسة في إثراء الحلقة النقاشية بالملاحظات الهادفة مثنياً على الجهود التي بذلت في الإعداد والتحضير للملتقى قائلاً إن مناسبة 17 يوليو تمثل ذكرى عظيمة ونقطة تحول في تاريخ اليمن الحديث وإن جمع هذه النخبة من مثقفي عدن يهدف إلى تحقيق التفاعل بين الجامعة ومحيطها الاجتماعي لطرق القضايا التي تتعلق بمختلف الأنشطة والخروج بنتائج ايجابية تخدم تقدم المجتمع من خلال معالجة أوجه القصور وتعزيزالايجابيات.حضر الحلقة الدكتور احمد علي الهمداني نائب رئيس جامعة عدن لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا وعدد المهتمين والمختصين في الجهات ذات العلاقة .