فكر ابن خلدون في محاضرة ثقافية بصنعاء
صنعاء / عبد الواحد الضراب :نظم المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل محاضرة ثقافية عصر أمس الاثنين بصنعاء بعنوان ( قراءة موضوعية في فكر ابن خلدون ) للدكتور / نزار الحديثي.وفي المحاضرة تحدث الأستاذ دكتور وليد الحديثي – أستاذ الإعلام والاتصال -قائلاً”أن ابن خلدون مثل انتقال بين مرحلتين مرحلة قديمة ودعت الحضارة العربية ومرحلة جديدة بدأت تسعى إلى الإجهاز على ما لدى الأمة من حضارة حيث اختلط على كثير من الباحثين ما يمثله ابن خلدون هل هو جزء من مرحلة قديمة أم جزء من مرحلة جديدة فيما أعتبره آخرون بأنه نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى .مشيراً إلى أن ابن خلدون لم يكن مجرد جامع لمعلومات وأفكار سابقة وإنما كان فيلسوفاً أراد أن يرتب هيكلاً لكل التطورات التاريخية لمن سبقه.وأضاف بأن ابن خلدون أخذ في مقدمته عصارة الفكر لمن سبقه ووضعه بشكل متناسق ومناسب لكل العصور، واعتبر ابن خلدون بأن المكان ليس وطنياً فحسب ولا قومياً ولا دينياً ولكنه المكان المطلق.حيث أعتبر ابن خلدون في مقدمته بأن الإنسان الذي أوجده الله بهيئته التي وصلت إليها هو الذي عمر هذه الأرض فلولاه ما كانت الأرض لتُعمر ، واعتبر الإنسان كائن حي له ضرورات حياتية وثقافية وجنسية ، ولا يمكن التفريق بين واحدة وأخرى.وأردف الحديثي قائلا “ بأن ابن خلدون أعتبر الإنسان مغرم بالمعاش لأنه ملزم به وفي سبيل عمله يصنع معاشه ويقدر عمله يكون إنتاجه لمعاشه”.ونوه إلى أن المفكرين الأجانب أرادوا أن يزرعوا في أذهاننا فهماً غريباً بأن ابن خلدون كان منعزلاً عن عصره وقد شرقوا وغربوا في الاتهامات وعزفوا عن دراسة مقدمته وأدى ذلك إلى عدم التصدي من قبل طلاب الدراسات العليا العرب لمقدمة ابن خلدون ولم يدرسوا البعد التاريخي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي له1ه المقدمة . وأشار الحديثي إلى أننا في اليمن نواجه إشكالية لم ينتبه لها حيث نعاني من انقطاع معرفي نظري بين عصر اليمن قبل الإسلام وعصر اليمن بعد الإسلام.وخلص الحديثي إلى أن ابن خلدون أوجد من خلال دراسته نظرية العمران البشري وأن الإنسان هو الذي يصنع التاريخ .وقد أثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات والمناقشات من قبل الحاضرين منهم الدكتور أحمد الأصبحي عضو مجلس الشورى والدكتور خالد طميم رئيس جامعة صنعاء وعدد من المفكرين والمثقفين.