واشنطن / متابعات :تعهد الديمقراطيون الذين حققوا انتصارا ساحقا على الحزب الجمهوري بتغيير السياسة الأميركية في العراق ورحبوا باستقالة دونالد رامسفيلد واحتفل اليهود بوصول 43 عضوا منهم إلى الكونغرس. [c1]تغيير السياسة في العراق[/c]أشاد الديمقراطيون باستقالة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد وقالت النائبة نانسي بيلوسي، المرشحة لتولي رئاسة مجلس النواب، إن هذه الاستقالة ستتيح المجال لانطلاقة جديدة. "إنني أرحب بهذا التغيير، واعتقد أنه سيؤمن لنا نقطة انطلاق جديدة لإيجاد حل للملف العراقي عوضا عن المراوحة في مكاننا". وأضافت بيلوسي: لطالما طالبت والسيناتور ريد بإجراء تغيير في القيادة السياسية في البنتاغون، وكنا قد وجهّنا رسالة خطية مؤخرا إلى الرئيس بوش موقعة من أعضاء كثيرين في لجان الأمن القومي والدفاع، في هذا الشأن".وتعليقا على استقالة رامسفيلد، قال السيناتور الديمقراطي هاري ريد: "إذا لم تحقق الانتخابات أي نتيجة سوى هذه النتيجة، فإن هذه الليلة ليلة جيدة". وكان النائب الديمقراطي عن ولاية ميزوري آيك سكلتون، الذي يُتوقع أن يتولى رئاسة لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب، قد تعهّد بإعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة في العراق وتركيز الجهود على تحسين الإشراف على وزارة الدفاع.وقال سكلتون إن العراق يتجه نحو حالة من الفوضى ولا يبدو أن هناك أي ضوء في نهاية النفق بالنسبة للمساعي الأميركية، ورأى أن الانتخابات منحت الديمقراطيين تفويضا واضحا للقيام بمراجعة شاملة للسياسة الحالية في العراق وتحديد الخيارات للمستقبل. [c1]بوش يشعر بخيبة أمل[/c]وقال بوش انه يشعر "بخيبة أمل" بسبب المكاسب الكبيرة للديمقراطيين في الانتخابات والتي ساعد عليها استياء الناخبين من حرب العراق وأقر في مؤتمر صحفي بأن سياسته في العراق "ليست ناجحة بشكل كاف وتفتقر إلى السرعة الكافية."وقال انه لا يزال ملتزما بتحقيق النصر في العراق وان القوات الأميركية لن تنسحب سريعا من هناك. لكنه قال انه اتفق مع رامسفيلد وهو هدف أساسي لمنتقدي الحرب على الحاجة إلى "منظور جديد" في وزارة الدفاع (البنتاغون).
وحقق الديمقراطيون الفوز بنحو 30 مقعدا ليسيطروا على مجلس النواب وانتزعوا المقاعد الستة التي يحتاجون إليها من مقاعد الجمهوريين في مجلس الشيوخ كي يحصلوا على الأغلبية. بعد فوز المرشح الديمقراطي في السباق على مقعد ولاية فرجينيا، بحسب نتائج الفرز الأولية، وبهذا يكون الحزب الديمقراطي حقق سيطرته على مجلسي الكونغرس للمرة الأولى في 12 عاما.ومن الممكن أن تؤدي إعادة فرز متوقعة وطعون قانونية محتملة في فرجينيا الى تأخير إعلان الفائز مما يعيد الى الأذهان إعادة الفرز في انتخابات الرئاسة لعام 2000م التي استمرت خمسة أسابيع.وفي فرجينيا تقدم الديمقراطي جيمس ويب على الجمهوري السناتور جورج ألن بنحو سبعة الاف صوت من 2.3 مليون صوت. ومن المحتمل أن يستغرق الفرز النهائي للأصوات أسبوعا مع الإعلان عن فائز يوم 27 نوفمبر على أن تمتد أي إعادة فرز للأصوات حتى ديسمبر مما يجعل مصير السيطرة على مجلس الشيوخ غير مؤكد. وأشارت حملة ألن إلى أنها لا تعتزم الإقرار بالهزيمة لحين انتهاء العملية. وقال ايد جيليسبي مستشار ألن للصحفيين في ريتشموند بفرجينيا "سنرى نتيجة الفرز الرسمي يوم 27 نوفمبر وسنعود لزيارتكم وقتئذ." وتراجعت الأسهم الأميركية قليلا وسط مخاوف المستثمرين من عدم حسم المنافسة على مجلس الشيوخ لكنها عادت للارتفاع بحلول منتصف معاملات ما بعد الظهيرة اثر استقالة رامسفيلد وأنباء ايجابية من شركة مايكروسوفت. كما حقق الديمقراطيون انتصارات كبيرة في منافسات منصب الحاكم فانتزعوا ست ولايات من الجمهوريين وباتوا يسيطرون على أغلبية الولايات الأمر الذي من شأنه أن يساعدهم في انتخابات الرئاسة عام 2008م.ومني الجمهوريون بهزيمة قاسية حتى أنهم فشلوا في انتزاع أي مقاعد من الديمقراطيين سواء في مجلس النواب أو الشيوخ. وقال النائب دينيس هاستيرت رئيس مجلس النواب انه لن يخوض المنافسة على زعامة الأقلية الجمهورية في الكونجرس الجديد.وقال بوش انه يشارك في تحمل المسؤولية عن الهزيمة باعتباره زعيم الحزب الجمهوري. ورشح بوش المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية روبرت جيتس لخلافة رامسفيلد لكن تعيينه سيتطلب مصادقة مجلس الشيوخ الذي تغيرت هيئته.
ومن شبه المؤكد أن تؤدي سيطرة حزب على الحكومة وسيطرة الحزب الآخر بأغلبية ضئيلة على الكونغرس ولاسيما مجلس الشيوخ إلى إثارة مزيد من الصدامات الحزبية والحرب السياسية خلال العامين الأخيرين لولاية بوش.لكن في اليوم الأول لتقاسم السلطة تعهد الجانبان بالعمل سويا. وستؤدي سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب إلى جعل النائبة الليبرالية نانسي بيلوسي أول امرأة ترأس المجلس وقد تعترض على كل جدول أولويات بوش وتزيد الضغط من أجل تغيير المسار في العراق.وقال هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ "بعد أكثر من ثلاث سنوات من إستراتيجية فاشلة ينبغي أن نتعاون لتغيير المسار ومنح الشعب الأمريكي وجنودنا الأمن الحقيقي الذي يستحقونه."وفوز الديمقراطيين سيمكنهم من السيطرة على اللجان التشريعية التي يمكنها التحقيق في أكثر قرارات الإدارة الأمريكية إثارة للجدل فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والجيش والطاقة.وجرى التنافس على 33 مقعدا في مجلس الشيوخ وعلى جميع مقاعد مجلس النواب البالغة 435 مقعدا وعلى منصب الحاكم في 36 ولاية.وتمكن الديمقراطيون من هزيمة السناتور ريك سانتوروم ثالث أرفع جمهوري في الكونجرس وأحد أكبر من يستهدفهم الديمقراطيون هذا العام. وكان الديمقراطيون قد وعدوا الناخبين ببحث كثير من المواد المدرجة في برامجهم في أول 100 ساعة من عمل مجلس النواب بما في ذلك بحث وضع قواعد أخلاقية جديدة ورفع الحد الأدنى للأجور وتقليل الدعم لصناعة النفط وتحسين أمن الحدود والموانئ.وأظهرت استطلاعات مبكرة لأراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم أن الناخبين لا يؤيدون الحرب في العراق ولكنهم قالوا إن الفساد والأخلاق كانا أكثر أهمية من تصويتهم على قضايا أخرى بما في ذلك الحرب.وانتقد الديمقراطيون الجمهوريين بسبب تصاعد "ثقافة الفساد" في واشنطن حيث استقال أربعة من أعضاء مجلس النواب هذا العام في قضايا أخلاقية. وعصفت بالحزب مزاعم بشأن استغلال النفوذ وعلاقات بجماعات ضغط مدانة وفضيحة جنسية في مقر الكونجرس تضمنت رسائل بذيئة بعثها النائب الجمهوري مارك فولي إلى مساعدين مراهقين. [c1]اليهود يسجلون اكبر حضور [/c]من جانبهم احتفل اليهود الأمريكيون بوصول أكبر عدد لهم في تاريخ الكونغرس إلى مقاعد في هذا المجلس التشريعي الهام، فقد زاد عدد اليهود في مجلس الشيوخ بعدد عضوين بينما ازدادوا بأربعة أعضاء في مجلس النواب ليكون بذلك إجمالي اليهود في الكونجرس بشقيه 43 نائبا وسيناتورا. فقد فاز النائب بيرني ساندرز والذي خاض الانتخابات كمستقل يدعمه الديمقراطيون بمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية فيرمونت، كما فاز كذلك النائب بن كاردن وهو ديمقراطي بمقعد ولاية ميرلاند، واحتفظ السيناتور جوزيف ليبرمان بمقعده على الرغم من أنه خاض الانتخابات كمستقل. كما فاز اثنان من اليهود من أعضاء مجلس الشيوخ الحاليين بمقاعدهم فقد فازت دايان فاينستين كديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا وفاز السيناتور هيرب كول الديمقراطي عن ولاية ويسكانسن. وبهذه الانتصارات يرتفع عدد اليهود الأمريكيين في مجلس الشيوخ إلى 13 سيناتورا وهو أكبر عدد من الأعضاء اليهود يفوز دفعة واحدة بمقاعد في مجلس الشيوخ الذي يعد الغرفة الأعلى في الكونغرس. وكان يوجد 26 عضوا يهوديا في مجلس النواب في دورته الأخيرة غير أن 6 ديمقراطيين يهود من فلوريدا وتينيسي وويسكانسن واريزونا وكنتاكي ونيوهامبشر فازوا في هذه الانتخابات ليصل بذلك 30 عضوا يهوديا إلى مقاعد في مجلس النواب مع صعود كاردن وساندرز إلى مجلس الشيوخ.يذكر أن السيناتور اليهودي جوزيف ليبرمان قد استطاع الحصول على تمويل كبير من داعمي إسرائيل من ولاية كوناتيكيت كما حصل على 60 في المائة من الأصوات اليهودية بينما حصل منافسه الديمقراطي نيد لامونت على 40 في المائة فقط.وتقول استطلاعات الرأي إن اليهود الأمريكيين أعطوا معظم أصواتهم للديمقراطيين إذ بلغت نسبة من صوت من اليهود الأمريكيين للديمقراطيين 87 في المائة. وقال استطلاع قامت به محطة التلفزة الأمريكية الإخبارية (CNN) أن اليهود مثلوا اكبر ديانة صوتت للديمقراطيين.يذكر أن النائبة (نانسي بيلوسي) والتي ستكون رئيسة مجلس النواب لها صلات قوية بجماعات يهودية موالية لإسرائيل وعلى رأسهم منظمة (ايباك) كبرى جماعات الضغط واللوبي الصهيوني في أمريكا.وقالت وكالة أنباء (جويش تليجرافيك اجينسي) اليهودية أن بيلوسي صديقة شخصية لايمي فريدكين التي كانت رئيسة سابقة لمنظمة (ايباك).كما إنها تقطن معها في منطقة "بي اريا" في شمال ولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي للولايات المتحدة. كما سقط أيضا السيناتور لينكولن شافي في ولاية رود ايلاند أمام معارضة قوية من الموالين لإسرائيل بعد أن خسر أمام شيلدون وايتهاوس الذي تلقى دعما كبيرا من المجتمع الموالي لإسرائيل، وهنا يذكر ان شافي كان رئيس اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ لشؤون الشرق الأوسط وكان معارضا قويا لسياسة إسرائيل الاستعمارية التوسعية كما عارض تعيين جون بولتون السفير الأمريكي للأمم المتحدة احتجاجا على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي.ورغم الانتصارات الباهرة ليهود أمريكا إلا أنهم خسروا السيناتور المتشدد ريك سانتورو صاحب مصطلح "الإسلاميين الفاشيين" على الرغم من تلقيه دعما بأكثر من مليوني دولار ليكون ثاني أكبر سيناتور يحصل على أكبر كم من الأموال الإسرائيلية بعد السيناتور جو ليبرمان.