روما / 14 اكتوبر / متابعات رويترز :لم يكن نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم أمس الأربعاء الاول النهائي الحلم كما أطلق عليه إذ لم يظهر نادي مانشستر يونايتد بالمستوى المعروف بينما فاز برشلونة عليه دون أن يقدم أفضل أداء له. وكان الحديث قبل المباراة تركز عن النهائي الذي تمناه كل المشجعين المحايدين... فكلا الفريقين بطل في بلده ويملك مجموعة من أفضل المهارات الهجومية على مستوى العالم. لكن مانشستر يونايتد خسر في هدوء لقبه الاوروبي ليفوز به الفريق القطالوني للمرة الثانية في أربع سنوات وللمرة الثالثة بعد تفوقه بهدفين نظيفين على منافسه الانجليزي. ومنذ لحظة تسجيل المهاجم الكاميروني صامويل ايتوو الهدف الأول المبكر بدا المسرح مهيئا لتتويج بيب جوارديلا (38 عاما) مدرب برشلونة بأول ألقابه في كبرى بطولات الاندية الاوروبية في موسمه الأول كمدرب. كما أكمل فريقه ثلاثية رائعة بعد حصوله على لقبي الدوري والكأس المحليين لتكون هذه المرة الأولى التي يحقق فيها فريق اسباني هذا الإنجاز. ولن يعترض كثيرون على كون برشلونة استحق التتويج عن جدارة بالنظر إلى العروض المذهلة التي قدمها هذا الموسم والتي جعلت المدافعين والمشجعين في دهشة شديدة. ولم يكن عرض برشلونة في روما كبيرا أمس لكن المحتفلين في قطالونيا لن يحفلون بهذا كثيرا خاصة وأنهم تفوقوا بصعوبة وبهدف في الوقت المحتسب بدل الضائع في الدور قبل النهائي على تشيلسي. وقال جوارديولا للصحفيين “نحن سعداء للغاية. بدأنا المباراة بشكل سيء لكن الهدف منحنا هدوءا ولعبنا مباراة جيدة بصورة عامة.” ونفذ الارجنتيني ليونيل ميسي الذي لعب بين المهاجمين ايتوو وهنري الذي استعاد سابق لياقته انطلاقات جيدة لكنه لم يقم بأي شيء غير عادي. فميسي بجسده الضئيل وجد مساحة كبيرة أتاحها له ريو فرديناند مدافع يونايتد بشكل غريب ليضاعف النتيجة بهدفه الثاني في الدقيقة 70 بضربة رأس من مسافة ثمانية أمتار. ورغم أن يونايتد حامل اللقب ورغم أنه شارك بجميع لاعبيه الأساسيين ظهر التوتر على لاعبيه وظهر دفاعه الصلب عادة بشكل سيء للغاية. وقال فيرجسون في مؤتمر صحفي أمس “علي أن أقول إن الدفاع الليلة كان سيئا والهدف الأول على وجه الخصوص منحهم دفعة كبيرة. كنا نستحق الخسارة وفاز الفريق الأفضل.” وتلقت شباك يونايتد بطل انجلترا ستة أهداف فقط في دوري الأبطال هذا الموسم قبل هذه المباراة. وبدأ برشلونة المباراة بدون ثلاثة من لاعبيه الأساسيين في الدفاع لكن دفاع يونايتد كان سيئا للغاية طوال المباراة.
فريق مانشستر يونايتد
ويلعب الصربي فيديتش عادة بصلابة شديدة لكن ايتوو مر منه بسهولة قبل أن يطلق تسديدة قوية مرت أسفل الحارس الهولندي المخضرم ادوين فان دير سار. وأتيحت ليونايتد فرص أفضل للتهديف لكنها جميعا كانت نتاج مهارات كريستيانو رونالدو الهائلة ورغبته في الظهور. وافتقد زملاؤه الدافع ولم يكن في استبدال المدرب اليكس فيرجسون لاعب الوسط البرازيلي اندرسون غير المؤثر بالمهاجم الارجنتيني كارلوس تيفيز الكثير مما يثير الدهشة. لكن تيفيز لم يقدم هو الآخر شيئا يذكر. واستمرت الحالة السيئة لدفاع يونايتد في الشوط الثاني حيث مر منه اندريس انيستا بسهولة ناحية اليمين. واشتهر فيرجسون بوقوفه كثيرا على الخط وانفعاله الدائم لكنه أمس لزم مقعده ولم يتحدث كثيرا لإعطاء توجيهات. وحين فشل وين روني في استقبال الكرة في هجمة جيدة لفريقه عنف نفسه بشدة لكن الاستياء ظهر عليه بسبب الدفع به في الجناح الأيمن وبدا متعبا بعد موسم طويل وشاق. وينجح لاعبو يونايتد الكبار في التسجيل دائما لكن ليس هذه المرة. فحتى باتريس ايفرا الظهير الأيسر تلعثم حين سنحت له فرصة بعد هدف برشلونة الثاني. وبدا على برشلونة الهدوء حين امتلك لاعبوه الكرة واحتفظوا بها بطريقة رائعة تماما مثلما فعل تشابي لاعب وسط اسبانيا وأفضل لاعب في المباراة حين قاد اسبانيا للفوز بكأس الأمم الاوروبية في 2008. وحقق يونايتد ثلاثية مماثلة قبل عشر سنوات لكنه انتظر لتسع سنوات ليفوز باللقب الاوروبي مرة أخرى. لكن قليلين سيراهنون ضد نجاح برشلونة في أن يصبح أول فريق يحتفظ باللقب منذ انطلاق دوري الأبطال الاوروبي.