معالم وآثار
تعتبر النواعير من أبرز المعالم التاريخية والأثرية التي تميَّزت بها مدينة حماة منذ أقدم العصور، حيث يعود بناؤها إلى العهد الآرامي؛ الأمر الذي جعلها قبلة السياح السوريين والعرب والأجانب، الذين يتوافدون إليها باستمرار للتمتع بمشاهدتها وسماع صوتها خلال عملية دورانها. ونظراً إلى أهميتها هذه الأوابد التاريخية الموغلة في القدم.تعدُّ سورية، ولاسيما حماة، الموطن الأول للنواعير في العالم، حيث أطلق على منطقة شيزر في محافظة حماة اسم مدينة النواعير، إذ يوجد فيها أشهر نواعير العالم وأكبرها حجماً على الإطلاق، ويصل قطر بعض النواعير إلى أكثر من 25 متراً، وهي تنتشر على ضفاف نهر العاصي وكانت في السابق تنقل الماء من نهر العاصي إلى البساتين على جانبي النهر عبر قناطير تسير فوقها المياه. تحتاج الناعورة الحموية في تصنيعها إلى أكثر من 50 طناً من الأخشاب، وتتميَّز صناعة النواعير بدقة متناهية وإتقان عال وخبرة كافية، ما يسمح للنواعير بالدوران التلقائي بواسطة الجريان الطبيعي للمياه، كما أنَّ أيَّ خلل في تصنيع الناعورة قد يؤدي إلى تحطمها خلال دورانها بسبب اختلال توازنها، لاسيما أنه استخدم في صناعتها أكثر من 50 طناً من الأخشاب، إضافة إلى كمية من المسامير الحديدية الخاصة التي تتراوح أطوالها بين 6. 4 سم ويبلغ وزنها نحو500 كغ، ويزداد وزن الناعورة عند ابتلالها بالماء خلال عملية دورانها ليصل إلى نحو 70 طناً.و سبب تسمية الناعورة يعود إلى صوت نعيرها خلال عملية دورانها.وتبقى النواعير أهم معلم حضاري وسياحي في مدينة حماة، ولها ذكريات حافلة، وتغنَّى بها المطربون والشعراء، وكتب عنها الكتاب والأدباء والمستشرقون، ورويت عنها الأحاديث والقصص. ومازالت النواعير تدور وتزين وسط مدينة حماة، وفي أماكن ومناطق مختلفة في المحافظة، وعلى طول نهر العاصي. وانتشرت في الوقت الحالي صناعة نواعير الزينة بأحجام مختلفة، والتي تضفي مناظر جميلة على الفيلات والمساكن والمتنزهات والحدائق في مختلف مناطق سورية كرمز لنواعير حماة العريقة، التي اقتصرت وظيفتها حالياً على الجانب السياحي والتراثي فحسب، بعد أن كانت سابقاً أهم وسيلة لإيصال المياه إلى المنازل والبيوت السكنية والمساجد في مدينة حماة ولريِّ الأراضي الزراعية المنتشرة في محيط مدينة حماة ومختلف أنحاء المحافظة، فضلا عن دورها في تشغيل مطاحن الحبوب الموجودة في مواقع بعض النواعير، من خلال الاستفادة من قوة دفع المياه ودوران النواعير لهذه الغاية.