غضون
* منذ بداية هذا العقد وأنا كغيري من المتابعين أقرأ بياناً أو منشوراً أو تصريحاً يصدر باسم “حزب التحرير الإسلامي” في اليمن.. والشيء المكرر منذ ذلك الوقت في تلك المنشورات هو المطالبة بالعمل من أجل إقامة “الخلافة الإسلامية”.. إلغاء كل النظم الجمهورية والملكية والأميرية في العالم العربي والإسلامي قرار مطلوب اتخاذه لكفال إقامة نظام “الخلافة الإسلامية”.. وعند هذا الحزب إن إقامة “دولة الخلافة الإسلامية” كفيل بشفاء مرضى السرطان والسل والفقر والاستضعاف.. وكفيل بإقامة جنة الله في هذه الدنيا.. وكفيل أيضاً بقتل النصارى واليهود والإطاحة ببريطانيا وأمريكا والغرب كله.. وكفيل بإلغاء الأمم المتحدة والقانون الدولي وإلغاء اتفاقيات منع العبودية أيضاً.. وإلغاء الاتفاقيات الثنائية مع الدول وكل اتفاقية للسلام وللتنمية..* حزب التحرير هذا.. يعد حزباً محظوراً في اليمن لأسباب وجيهة، فمشروعه الذي ينادي به ويسعى إلى تحقيقه يتساوى مع مشروع أكثر الجماعات الإرهابية دموية وسفاهة مثل حزب أو تنظيم القاعدة الإرهابي.. لا يريدون حريات ولا ديمقراطية، ولا إقامة علاقات مع أي دولة أو منظمة.. يرفضون الانتخابات والتعددية.. لا يعترفون بشيء اسمه نظام جمهوري.. وإجمالاً هم خصوم لكل الثوابت الدينية والوطنية التي نعتنقها ونلتزم بها.. لكن من الناحية العملية علينا أن نطمئن.. فمثل هذا الحزب يحمل بذور فنائه في داخله كما أسلفنا.. واعتقد أنه في اليمن لم يصل بعد إلى مستوى “حزب” بل هو مجرد مجموعة من الأفراد الحمقى الذين يتوهمون أنهم موجودون هنا “لمناطحة” الدنيا كلها.. وإلا كيف “لثور” راشد ألا يستحي من الناس والدنيا عندما يجاهر بإلغاء النظام الجمهوري وإقامة “خلافة إسلامية”؟!* مع ذلك أقول إنه لا ينبغي أن نرحب بحماقة هؤلاء.. فهذه الحماقة مصحوبة عندهم بنزعة لا تقل عن عنف تنظيم القاعدة الإرهابي، وهذه النزعة إلى جانب الحماقة تجعلهم عدداً غير عاقل.. صحيح أنهم لا يباشرون العنف الآن، لكنهم “يخمرونه” حتى ينتفخ لكي ينفجر في الوقت المناسب.. تنظيم القاعدة يرى أن عليه أن يطيح بنا هذا الصباح وهؤلاء يؤجلون الموعد إلى وقت الأصيل.. وهذا هو الفرق!!
