عواصم/ سبا: طالبت منظمات حقوقية دولية بإغلاق المعتقل الأمريكي بقاعدة غوانتانامو في كوبا والإفراج عن جميع المعتقلين، كما نظمت أمس الخميس في العديد من بلدان العالم من بينها كوبا وبريطانيا مرورا باسبانيا والنرويج العديد من التظاهرات الداعية إلى إغلاق هذا المعتقل، وذلك في الذكرى الخامسة لافتتاح هذا المعتقل الإمريكي ووصول أول معتقلي الحرب على ماتسميه واشنطن "الإرهاب".فقد دعت منظمة العفو الدولية أمس الأول الخميس المجتمع الدولي إلى التحرك لممارسة ضغوط على الولايات المتحدة لإغلاق معتقل غوانتانامو.وقالت المنظمة في بيان لها بمناسبة وصول أوائل المعتقلين إلى هذا المعتقل: انه ليس كافيا ان يعرب قادة العالم عن قلقهم بشأن غوانتانامو ولكن يجب عليهم ان يواصلوا العمل مع الولايات المتحدة لإغلاق هذا المعتقل.وأضافت المنظمة التي تتخذ من لندن مقرا لها : يجب ان ينشط المجتمع الدولي في ممارسة الضغوط على الولايات المتحدة من اجل غلق غوانتانامو واحترام القانون الدولي مجددا".وأشارت المنظمة إلى ان اكثر من 750 معتقلا من 45 جنسية، بينهم أطفال في الثالثة عشرة، اعتقلوا في هذا المعتقل الأميركي منذ 11 كانون الثاني/يناير 2002 بينهم نحو 400 شخص لا يزالون معتقلين.كما نددت المنظمة بممارسة "التعذيب والاهانة والتمييز والتحايل على المحاكم والاخلال بالواجبات التي تنص عليها المعاهدات في ظل غياب شبه تام لأي عقوبة".من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول الخميس إلى إغلاق معتقل غوانتانامو الأميركي في كوبا وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة لوصول اول المعتقلين إليه في 2002.وقال بان كي مون الذي سيلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن الأسبوع المقبل خلال مؤتمر صحافي "على غرار سلفي كوفي عنان، اعتقد ان هذا السجن في جوانتانامو ينبغي ان يغلق. وكان الامين العام السابق كوفي عنان الذي ترك المنصب يوم 31 ديسمبر كانون الأول دعا ايضا إلى ضرورة إغلاق هذا المعتقل .وعلى نفس الصعيد نظمت منظمة العفو الدولية امام السفارة الأميركية في العاصمة البريطانية لندن عملية تجسيدا لمعتقل غوانتانامو.وذكرت وكالة رويترز عن نيكول تشودري المتحدثة باسم منظمة العفو الدولية قولها : نحن نقف اليوم أمام السفارة الأمريكية والمطلب الأساسي لمنظمة العفو الدولية وللثلاثمئة عضو الذين هم ورائي الان هو إغلاق معتقل غوانتانامو وتقديم جميع المعتقلين فيه الى محاكمة عادلة. وشارك عشرات الاشخاص مساء الأربعاء الماضي في تجمع أمام مقر الحكومة البريطانية في لندن للمطالبة بالافراج عن ثمانية بريطانيين ما زالوا معتقلين في غوانتانامو.وانضم الى التظاهرة معزم بيغ البريطاني الذي اعتقل في افغانستان وكان اعتقل لمدة عامين بغوانتانامو .كما أعلن عن تنظيم العديد من التظاهرات في عدة مدن بريطانية وخاصة في برمنغهام حيث يعتزم ناشطون التنديد بمصنع هياتس الذي يصنع الاصفاد التي تستخدم في غوانتانامو.وخلال هذه العملية صرخ ناشطون قاموا بدور السجانين على زهاء 200 متظاهر لبسوا الزي البرتقالي المميز لمعتقلي غوانتانامو، "هيا يا سقط المتاع ضعوا وجوهكم على الارض".وتندرج هذه التظاهرة في اطار برنامج الاحتجاج العالمي على معتقل غوانتانامو الذي فتح في 11 كانون الثاني/يناير 2002 م.من جانب آخر وصل إلى كوبا وفد من أقارب معتقلين سابقين في غوانتانامو وناشطين للمشاركة في مسيرة اتجهت إلى موقع المعتقل .حيث سار نحو عشرين ناشطا بينهم معتقل سابق إضافة إلى أقارب معتقلين، مسيرة أمس الأول الخميس إلى معتقل غوانتانامو الأميركي مطالبين بإغلاقه في الذكرى الخامسة لوصول أول سجين إلى هذه المعتقل في إطار ما تسميه واشنطن الحرب على الإرهاب.وذكرت وكالة فرنس برس انه تم نقل المتظاهرين الذين حظوا بدعم السلطات الكوبية في حافلة مدرسية من مدينة غوانتانامو، عاصمة المحافظة الجنوبية الكوبية التي تحمل الاسم نفسه، إلى "هيئة الاركان الحدودية" للجيش الكوبي التي تبعد حوالي عشرين كلم، على ان ينطلقوا منها سيرا إلى المعتقل عابرين حوالى كلم واحد.وحمل المتظاهرون لافتات بالانكليزية والاسبانية والعربية تطالب بإغلاق القاعدة الأميركية، وتجمعوا على مرأى عشرات من الكوبيين هاتفين "سنسير كيلومترات من اجل محاكمات عادلة".وقالت الناشطة سيندي شيهان التي قتل نجلها في العراق قولها :اعتقد ان ما تفعله بلادي في غوانتانامو وبقية معسكرات السجناء مناهض لكل ما هو أميركي، ان معاملة الناس كالحيوانات تلحق الضرر بالجميع ونحاول لفت الانتباه إلى هذا الامر".وفي موسكو أعرب الرئيس الروسي فلادمير بوتين عن أسفه للوضع في معتقل غوانتانامو وقال "آمل الا يكون لدينا غوانتانامو يعتقل فيه الناس دون قرار من القضاء ودون تحقيق ويتم اثر ذلك الإفراج عنهم من قبل انظمتهم القضائية الوطنية.. مضيفا انه وضع مؤسف".وفي سلوفاكيا اقامت منظمة العفو الدولية قفصا مساحته مترين مربع وسط براتيسلافا لتحتجز فيه اناسا على غرار ما يجري في غوانتانامو.كما وزع متظاهرون مجريون بطاقات غوانتانامو على نواب واشعلوا شموعا وضعت على قالب حلوى على شكل اسلاك شائكة امام السفارة الاميركية في بودابست.وفي باريس تجمع حوالي 300 من ناشطي منظمة العفو الدولية منذ السبت أمام نسخة من تمثال الحرية.كما اعلن ايضا عن تنظيم تظاهرات في واشنطن وتل ابيب وطوكيو وتونس واسينسيون.عربيا وفي في خطوة هي الأولى من نوعها، خرجت الدبلوماسية المغربية عن صمتها فيما يخص معتقل غوانتانامو الخاضع للولايات المتحدة الأمريكية.فقد أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون محمد بن عيسى أن المغرب لن يدخر أي جهد في سبيل إطلاق سراح المغاربة الأربعة المتبقين في سجن غوانتانامو.ونقلت وكالة قدس برس عن ابن عيسى في هذا السياق قوله :إن السلطات المغربية أجرت، وبمجرد علمها بوجود 18 مغربيا في هذا المعتقل، الاتصالات الضرورية مع المسؤولين بالإدارة الأمريكية لتحديد هويات هؤلاء المغاربة وظروف اعتقالهم".وذكر ابن عيسى بأن التقرير الذي أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية في 16 أيار (مايو) عام 2006 حدد عدد المعتقلين في غوانتانامو بـ 759 معتقلا، منهم 18 معتقلا مغربيا، اتهموا بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وطالبان.ويأتي موقف رئيس الدبلوماسية المغربية الذي وجهت له انتقادات شديدة بسبب عدم تحركه للمطالبة بإطلاق سراح السجناء المغاربة في معتقل غوانتانامو، جوابا على سؤال المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية الإسلامي.هذا ويشكل هذا التحرك جزءا من سلسلة تظاهرات في مختلف أنحاء العالم لإحياء "اليوم العالمي لإغلاق غوانتانامو" وفي الذكرى الخامسة لافتتاح هذا المعتقل الإمريكي .ولكن ورغم الاحتجاجات ضد هذا المعتقل لا يزال يحتجز فيه أكثر من 395 شخصا تشتبه واشنطن بعلاقتهم بالإرهاب دون توجيه أي تهم اليهم.حيث انه من بين أكثر من 750 معتقل من اكثر من 40 جنسية مروا بمعتقل غوانتانامو منذ 2002 تم إرسال 380 إلى بلدانهم دون توجيه أي اتهام إلى اغلبهم.وقد انشئ معتقل غوانتانامو بالقاعدة الامريكية في خليج كوبا عام 2002م لسجن المقاتلين الأجانب في إطار الحرب التي تخوضها واشنطن ضد ما تسميه الإرهاب .جدير بالذكر ن القاعدة الاميركية اقيمت على مساحة 118 كلم مربع من الأراضي الكوبية بموجب اتفاقية موقعة عام 1901 وتندد بها السلطات الشيوعية الكوبية منذ ثورة 1959م.