في الذكرى السادسة عشرة لرحيل شيخ الملحنين الأستاذ الكبير محمد سعد صنعاني :
[c1]محمد سعد الصنعاني مطرب مميز عن مطربي عصره إذ كان يجيد تأدية الأغاني الكويتية والعراقية والمصرية إضافة إلى الألوان اليمنية[/c]صادف الثاني والعشرون من هذا الشهر ذكرى رحيل الأستاذ الموسيقار محمد سعد الصنعاني السادسة عشر ... هذا الفنان الذي سلخ أكثر من خمسين عاماً مجاهداً من اجل تطوير وتحديث الأغنية اليمنية..بشخصه الإنساني ومواهبه الفنية قد حفر في ذاكرة الناس ألحانه وأعماله الخالدة،مثلما ترك في وجدانهم حبه واحترامه وعشقهم له.وفي ذكرى رحيله قد تحدثوا على مدى الأعوام الستة عشرة عن هذه القامة الفنية التي لا تنسى فماذا قالوا عنه:-ونحن نحتفي بذكرى رحيل أستاذنا وأبينا محمد سعد الصنعاني الذي أنجبته ولادة أثرت فيه حب الحياة والفن.فقد عرفناه كإنسان نابذاً للذات،وفياً ومحباً وعاشقاً لفنه وبلده وشعبه،ورغم ظروفه المرضية ومعاناته من شظف العيش كان معطاءاً صامداً له بساطة وعظمه معاً وابتسامة مشرقة دوماً على وجهه.أما إذا نظرنا إليه كفنان فهو متعدد المناقب وعبقريته قد تجلت في كافة أعماله الفنية التي لا حصر لها والتي مازالت خالدة وهو الفنان الذي نسج جسور التواصل والترابط الإنساني بين أبناء لحج وعدن والشيخ عثمان،وعدن الصغرى ودار سعد وأبين.وهذا الحضور الكريم وفاءً لأستاذنا إنما تشكر عليه كافة المؤسسات والمنتديات الثقافية التي تحتفل سنوياً بذكرى رحيله وعلى رأسها منتدى تنمية الثقافة باهيصمي.تغمد الله أبانا برحمته.[c1]جمعية فناني وتلاميذ الأستاذ الراحل محمد سعد الصنعاني الفنان والأستاذ حسن عطا[/c]" ولد الفنان الأستاذ الراحل محمد سعد الصنعاني في مدينة الحوطة في أسرة فنية،كانت والدته شاعرة تعرض الشعر ولها من الشعر قصائد ما يفخر بها من يقرؤها في كثير من الحياة الثقافية والاجتماعية،وقد وردت بعض أشعارها في أدبيات المؤتمر الأول للأدباء والكتاب اليمنيين فرع/لحج في مطلع السبعينات".والفنان محمد سعد الصنعاني موسيقياً وشاعراً،وقبلها كان مدرساً في المدرسة المحسنية،فهو من القلائل الذين ألموا باللغة العربية ولكن الفن الذي استهواه انتزعه من التدريس.للفنان الصنعاني لون خاص به يتميز عن غيره في صياغة الألحان وله الكثير من الألحان المشهورة مثل "بالعيون السود" للشاعر عبد الخالق مفتاح "ولوعتي" و "يردد التغريد" وكثير من الألحان الجميلة التي يعرفها الناس من نكهتها إنها للأستاذ محمد سعد الصنعاني.وفي نهاية السبعينات التحق بوزارة الثقافة والسياحية فرع/لحج كأستاذ في العمل الفني ومعلماً ومدرباً للكوادر الشابة ممن يهوون الفن وكان يتفانى في تعليمهم العزف على الآلات الموسيقية.[c1]الفنان عبد الكريم توفيق[/c]-"مهما قلنا،ومهما عملنا،ومهما أعطينا من اهتمامات لهذا الفنان الأستاذ المبدع محمد سعد الصنعاني فلن نوفيه حقه وذلك لما قدمه من ثروة فنية قيمة شكلت إضافة في تاريخ الموسيقى اليمنية.فأنا كتلميذ في مدرسته لم تكن تربطني به صله التلميذ بأستاذه،بل تجمعني به صله قرابة رحم بوالدته الشاعرة الأديبة سلمى بنت درينه.أنا أعرفه كأب وكأستاذ مبدع ٍ في عالم الموسيقى والرسم والخط والتطوير والتمثيل.كان مطرباً متميزاً عن مطربي عصره إذا كان يتميز بإجادة الألوان الكويتية،والعراقية،والمصرية أثناء حفلات الزواج والمخادر،علاوة على إجادة للألوان اليمنية الأخرى كاللحجي والصنعاني واليافعي.كان أستاذنا فحلاً في العزف على العود والكمنجة وسواهما من الآلات الموسيقية،وله صوت لا يمكن وصفه وطريقة خاصة في أداء الغناء التي لم تتسن لغيره ممن عاصروه.وكان شاعراً مرهفاً له "بكشفه للثام" و"ردد التغريد" و "مع النسنوس والبرودة"وله أيضاً "قل للذي أمسى بلحظه آسرى" و "مسكنك قلبي دلى به" ولكنه ضحى بالشاعر في أعماقه من أجل الموسيقى.اجتهد ودرس أصول العلم الموسيقي،وهذا ما يميزه عن سواه،ونال شهادة من معهد إعرابي بمصر عبر المراسلة اعترافاً بقدراته.وهو رائد ومؤسس في وضع المقدمات الموسيقية للأغنية وحذف ربع التون ليتمكن اغنيتنا من التحليق عبر الفضاءات وكنت كأحد تلامذته.ومهما قلت فهو فوق أي وصف.[c1]الأستاذعلى حسن القاضي رئيس إتحاد أدباء وكتاب لحج:[/c]" الراحل أستاذنا محمد سعد الصنعاني له بصمات لا تنسى على فننا وله قدرات موسيقية نادرة سبق بها عصره" فهو أول من تعامل في ألحانه مع النوتة الموسيقية إضافة إلى كونه شاعراً ذا إحساس مرهف بالكلمة المعبرة ومؤدياً بارعاً ففي الأربعينات كان ضمن الغرفة القومية للتمثيل وكان مثلاً بارعاً في تأديته للأدوار المسرحية الصعبة.لقد قال عنه الأستاذ إن الراحل محمد سعد الصنعاني كان ذاكرة متعددة بلغته ألحاناً مسرحية "في سبيل التاج" مع أنها من ألحان زميله الأستاذ عبدالله هادي سبيت،فهو يتمتع بقدرات فنية قوية سريع الحفظ وهو من أوائل المؤسسين لهذه الفرقة.له ثروة عظيمة وثرية من الألحان والقصائد وله تلاميذ من الفنانين الكبار.وقد كان من ألمع نجوم عصره حتى غادرنا إلى كواكب المجد الأبدي في 22 يونيو 1991 مع الذين يمضون بصمت تاركين برحيلهم ضجة كبيرة خلفهم،وتبقى أثارهم تحكي عن إبداعاتهم الخلاقة.وفيما تغيب أجسادهم في الثرى يبقون شامخين في وجدان أمتهم ومنهم الأستاذ الراحل محمد سعد الصنعاني طيب الله ثراه.[c1]عياش الشاطري ممثل السلطة في لحج:[/c] “ محمد سعد الصنعاني علم كبير من أعلام الموسيقى في بلادنا،فقد كان مبدعاً ومجدداً ومطوراً أثرى الفن،وأختص لنفسه طريقاً خاصاً وأسس مدرسة موسيقية أفرزت عدداً من المبدعين الذين تتلمذوا على يديه.لم يكن ملحنا ً بارعاً بل شاعراً مرهفاً،أمضى عمره في التنقيب عن المواهب والأصوات يهذبها ويقدمها للمستمعين.وهو الوحيد في جيله من الفنانين الذي ألم وأجاد التنويث الموسيقى ومتابع لكل ماهو جديد في عالم الموسيقى.الفنان الراحل له مناقبه ومآثره وتراثه الفني وإنسانيته المعطاه الشجية وشخصيته الإنسانية الفذة التي تركت لنا ثروة عظيمة وغنية وثمينه من الألحان الخالدة.وأن لحج شكلت بفقدانها هذا الابن البار وموسيقارها فارس الوتر.رحمه الله كان يجمع بين البساطة في شخصه والعظمة في سلوكه وفنه وعطاءاته.[c1]محمد مبارك رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب بعدن[/c]"أستاذنا الراحل محمد سعد الصنعاني يعتبر رائداً في مجال الموسيقى ومجالات إبداعية أخرى،فهو يتمتع بمواهب كثرة في مجال التلحين والشعر والمسرح والرسم والفن التشكيلي.علاوة على ذلك أنه رائد تنويري نظم وأسس مدارس لتعليم النوتة الموسيقية.وكافة المنتديات والمؤسسات الثقافية والأوساط الفنية تشهد بقدراته على التعليم والاجتهاد الذي أفرز عدد من المبدعين الذين تتلمذوا في مدرسته.أتحدث عن هذه القامة الشامخة وأخجل من اختزاله في كلمات لا تفي بشخصه ولا بقدراته ولا ثروته التي تركها للأجيال.ولكني أنظر باكبار لهذه القامة العظيمة..الذي شهدت له كافة الأوساط بأنه شيخ الملحنين في لحج وصاحب نظرية تجديدية في الغناء اللحجي والرجل بشهرته قد ذاع صيته في الآفاق ليتجاوز اليمن برمته.[c1]فؤاد بامخربة تلميذه:[/c]"الأستاذ محمد سعد الصنعاني من أمراء الفن والأدب في لحج وقد بدأ رحله حياته الفنية وهو صغير في الثامنة من العمر والتحق بفرقة الفنان صالح عيسى ثم تجلت مواهبه في العزف على الكمنجة والعود.وكان طموحاً وشغوفاً في دراسة الموسيقى درس الموسيقى على يد بعض الأساتذة السوريين المحلنيين ثم تابع دراسته بالمراسلة مع معهد إعرابي بمصر وحصل على شهادة تزكي معرفته الجيدة بالموسيقى.وكان متابعاً لانتاجات الموسيقى العالمية والعربية مما مكنه من إدخال التجديد في الأغنية اللحجية مع حرصه على الحفاظ على طابعها الأصلي.وكان يتمتع بذوق رفيع فمثلاً أدخل الموسيقى الغربية على أغنية "عاشت الثورة " وكذا أغنية "دق عودك يا بلبل تبن".غنى له العديد من الفنانين وخصوصاً الفنان عبد الكريم توفيق وفضل ميزر ويسلم حسن صالح ومحمد رزق وهي ألحان من النوع الممتاز الثقيل.ومن الأصوات النسائية غنت له الفنانة فتحية الصغيرة وسجلت له في التلفزيون "أبوظبي" أغنية "طل كل القمر" صورت في دار العرائس ثم غنت له "باحلف بكحل العيون".ومن أحب ألحانه أغنية "لوعتي" التي استغرقت مقدمتها الموسيقية وقت وطويل ربما لأكثر من شهر كان يسجل ويمسع.له ألحان كثيرة رائعة ومتميزة.ومن ألحانه عشرة ألحان منحها لعبود خواجه واحدة منها "افتكرتك"للشاعر دهيس وأخرى من صفحات السيد عبد الرحمن العواضي "ترفق بي فداك روحي يا بدر أكتمل وغيرها من الألحان الأخرى التي لا تسعفنا الذاكرة لاستحضارها حالياً.