اعترف بأن دعمه لإسرائيل أضر بشعبيته في بلاده
بيروت/ وكالات:عمدت قوى الامن اللبنانية أمس الاثنين الى فرض طوق امني في وسط بيروت بمناسبة زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للعاصمة اللبنانية، بعد تنظيم تظاهرة احتجاج واحدة على الاقل.وقد وصل بلير أمس الى بيروت حيث ألتقى ظهرا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة. كذلك أجرى محادثات مع مسؤولين في الجيش وقوى الامن في وقت ينتشر فيه الجيش اللبناني في الجنوب. وهي الزيارة الاولى لرئيس وزراء بريطاني إلى لبنان منذ سنوات عديدة.وقد اعلنت احزاب سياسية ان بلير شخص "غير مرغوب" فيه في لبنان لرفضه الدعوة الى وقف اطلاق نار فوري خلال الحرب الاخيرة في لبنان. ووصف حزب الله اللبناني بلير بانه "قاتل".وعنونت صحيفة السفير القريبة من الاوساط الشيعية أمس الاثنين "طوني بلير في بيروت: شخص غير مرغوب فيه". وكتبت "المؤسف انه بدل ان يتوحد اللبنانيون في الموقف من زيارة بلير فان صورة الانقسام السياسي عكست نفسها حيث بدت قوى الاكثرية مرحبة بالزيارة (التي تتم بموجب دعوة رسمية) فيما اعلن حزب الله وحلفائه رفضهم".واعترف بلير في مقابلة مع محطة تلفزيونية إسرائيلية خاصة الأحد ، أن دعمه لإسرائيل في السنوات الأخيرة "أضر بشعبيته" في بلاده. وردا على سؤال حول ما إذا كان دعمه الدولة الإسرائيلية خلال الحرب على لبنان على مدى 34 يوما تأثير سلبي على شعبيته، قال بلير: "أظن أن ذلك كان صعباً جداً". وأضاف، في ختام زيارته إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، "لم يكن بالتأكيد قرارا شعبياً جداً في بريطانيا"، معتبراً أنه لم يكن مستعداً للفعل "ككل الذين قالوا "كفى"، ما كان يعني أنه كان على إسرائيل وقف هجومها". وأضاف "نعم، لقد اتخذت بالفعل في السنوات الأخيرة قرارات غير شعبية حول هذه المسائل الدولية وكان الأمر صعبا جدا".ويأتي اعتراف بلير بعد تعرضه لضغوط داخلية قوية، أرغمته على الإعلان عن مغادرته منصبه خلال سنة، بعد عشر سنوات من الحكم، في محاولة لوضع حد لأزمة سياسية داخل حزبه. وقد تعهد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بدعم القوات الأمنية اللبنانية بالعتاد والتدريب لتمكينها من بسط سيطرتها على كامل أراضي لبنان. وقل بلير في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة في بيروت إن الهدف هو تطبيق كامل للقرار الأممي (1701) كضمان وحيد لإعادة بناء لبنان، متهما أطرافا لم يسمها باستخدام لبنان لحل قضايا أخرى لا علاقة لها بمستقبل شعب هذا البلد. أما عن مسألة مزارع شبعا فقال بلير إن القرار (1701) يتطرق إليها وعليه يجب التعامل معها على هذا الأساس. كما تعهد بلير بالمساهمة ماليا في إعادة بناء لبنان، قائلا إن حكومته أقرت أربعين مليون جنيه إسترليني لهذا الغرض للعام الجاري.وعندما كان بلير يلقي كلمته قاطعته فتاة رافعة لافته تدعو إلى مقاطعة إسرائيل ما حدا به إلى القول لاحقا إنه يتفهم عدم قبول سياسة بلاده، في حين أبدى السنيورة اعتزازه بالاعتصامات التي نظمت احتجاجا على الزيارة. من جهته قال السنيورة إن هدف حكومته تحقيق الانسحاب الكامل وضمان وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين والجنديين الإسرائيليين ومطالبة إسرائيل لتسليم خرائط الألغام. واعتبر السنيورة أن الهدف الوصول إلى دولة قوية لتحقيق انتشار الجيش في الجنوب وعلى الحدود بحيث تبقى هناك سلطة وحيدة تشرف على السلاح، داعيا الحكومة البريطانية إلى المساعدة في إعمار لبنان. واتفق كل من بلير والسنيورة بأن حل القضية الفلسطينية جوهري في إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط.