كتب / محمد البحري :أفاجأ كثيراً هذه الأيام بحكاية تمس صقر تعز وفحواها أن الإدارة الصقراوية تحث بعض الأندية على الإيقاع بحسان كون الأخير يقدم هذا الموسم أداءً لافتاً والحكاية إياها جاءت على لسان البعض طبعاً من أجل إحداث دوشة حول مسيرة الناديين الرائعة حتى الآن في دوري الأولى والأكيد أن البعض قد صدق مثل هذه الشائعة وبالمقابل فالأغلبية يدركون أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة لعدة أسباب سأتحدث عنها باختصار ما أمكن .دعونا ندلف سوياً إلى العمق ونعي قبل كل شيء من هو صقر الحالمة ونقول بصوت واحد أن المواهب الأبينية تستحق أن تحظى ببطولة الدوري , فالصقر حامل اللقب الموسم الماضي ووصيف البطل في الموسم الذي قبله , وحالياً متصدر الدوري إذن فثلاث مراحل بما فيها من انجازات لا تدع مجالاً للشك بأن صقر تعز يمضي بخطى ثابتة نحو منصات التتويج النابع من الاستقرار الإداري وكونه الآن من أفضل الأندية النموذجية على مستوى الوطن ومازال في جعبته الكثير وحسان ناد مكافح بإمكانياته الضئيلة ومواهبه الفذة وهذا ما لاخلاف عليه فقدم هذا الموسم لقاءات رائعة وتصدر مرحلة الذهاب لكن أسمحوا لي فأكثر المتفائلين لم يكن ليضع حسان بطلاً للدوري وهذا ليس لأنه لا يستحقها ولكن لأن حامل اللقب أستعاد بريقة ونهض من غفوته بدليل نتائجه القوية داخل وخارج أرضه في الإياب لذا من يربط بين صحوة الصقر وانتصاراته وتراجع حسان وخسائره فهو إن لم يخنيي الظن لا يفهم تماماً سحر المستديرة وإن لم يكن الصنف فهو من النوع الذي يثير البلابل لغرض في نفسه قبل أن نرمي بهذا الغرض على ( يعقوب ) نبي الله والشاهد أيضاً في هذا الأمر هو ما يزخر به فريق الصقر من نجوم محليين وأجانب وإمكانيات مادية تجعله في غنى عن مد يد الاستجداء لأي نادي يلعب في الأولى من أجل عرقلة فريق كحسان , طالما أن حسان يلعب بمستواه والتحكيم لاغبار عليه وكان الأجدر بمن يروجون لمثل هذا الهراء أن يقوموا بدعم حسان معنوياً ليواصل تألقه بدلاً من إحباطه وجعله يلعب وهو يظن أنه مستهدف وممن ؟؟ فحسان يا مصلين علي النبي لم يأتي من خارج بلد الحكمة والإيمان والصقر لا يبحث عن كأس الكؤوس العالمية فدورينا الطويل الأمد أقل بكثير من مستوى الأندية التي تزخر بمحترفين من كل حدب وصوب ومن هنا يتضح أن ( المنطق ) نفسه بليد وللتوضيح أكثر أقول إذا كان الصقر يدفع لأي فريق للعب بقوة أمام حسان ويفوز عليه فهل يعني هذا أن من يقابل حسان مجرد خيال مآته ولا يطمح للفوز وتحقيق الانتصار أولاً من أجل المنافسة على لقب الدوري وثانياً من أجل الهروب من شبح الهبوط لإنه من المعروف أن أي فريق يلعب في الدوري يسعى للفوز وبقوة ولو على حساب جاره ولنا في لقاءات الدربي خير دليل على ذلك فالفوز والنقاط الثلاث حق مشروع لكل الأندية قبل أن يطلبها الصقر لتلك الأندية , ولعل موضوع الحقائب السوداء التي اشتهرت في الدوري الأسباني والتي تقدمها بعض الأندية لأندية أخرى من أجل اللعب بقوة أمام فريق ( ما ) فتبين لنا أن هذا حق مشروع طالما كانت هناك أندية قادرة على الدفع لا لشراء المباريات وهنا ( مربط الفرس ) ولكن لتحفيز تلك الأندية للعب بحماس وندية إذا كان في ذلك خدمة لها لتفادي الهبوط أو لتحقيق اللقب بل أن الدوري الأسباني ورغم اشتهار حكاية الحقائب السوداء أثبت للعالم أجمع أنه دوري نزيه والدليل لقاءات السحر والخيال التي شاهدناها قبل انقضاء آخر جولة منه وفيها تعادل الريال مع سرقسطه وبرشلونة مع اسبانيول لتبقى لحظة الحسم رهينة الجولة الأخيرة منه ولو كان هناك نية سوداء بدلاً من الحقائب لكان برشلونة الآن يحتفل باللقب , وإن افترضنا أن الصقر يدفع لبعض الأندية كما يقولون للعب بقوة أمام حسان فالأمر أفضل مليون مرة من أن يشتري ضمائر بعض الحكام أو لاعبي تلك الأندية وإداراتهم للحصول على البطولة من أقصر الطرق وليس هذا فحسب فالصقر ليس النادي الوحيد صاحب الإمكانيات المادية ليقوم بهذا العمل فهناك أندية أخرى لا تفتقر إلى الموارد المالية وكان الأحرى بها أن تقوم بنفس العمل وتغري الأندية للعب بقوة أمام الصقر من أجل مصلحتها وعندها سيتحول الدوري إلى ( طبيخ ) بلا ملح وبلا مهارات وبدون نار كذلك . [c1]ليست إدارة الصقر فقط[/c]المسألة إذن لا تمس صقر الحالمة وإدارته ولكنها تمس كل إدارات الأندية التي تشارك أنديتها في الأولى وهي قبل كل شيء تسيئ لمسيرة حسان النادي الذي ربما يحجز له مقعداً في منصات التتويج هذا الموسم لكن ثقوا أن هذا المقعد لن يكون الأول وسط تراجع مستويات العديد من الأندية كالتلال والهلال وشعب إب والأخير سيعلن اليوم الذي انتقلت فيه مبارياته من الكبسي إلى الأستاد الجديد وهو ما كان يؤكده لي زميلي وصديقي / بشير سنان الذي كان يحلف الإيمان بأن شعب إب متى ما لعب في ملعب كبير غير الكبسي سيقدم لقاءات غير مقنعة وهذا ما حدث .