صباح الخير
أخيراً قهرت مدينة جعار أعداءها، جعار تلك المدينة الهادئة الرابضة أسفل جبل خنفر وكأنها تلتمس منه الدفء والحنان آن لها أن ترقد بسلام وأن تستيقظ على زقزقة العصافير وابتسامات الأطفال الحالمين بحياة آمنة في رحاب مدينتهم التي عشقت النور والسلام والحب والحرية..كانت مقومات الحياة العصرية المدنية متوفرة في جعار والتداخل الاجتماعي المبني على علاقات الوئام والمحبة من أهم صفات ساكنيها ما جعل منها قبلة لرواد الفكر والثقافة والاقتصاد وحتى السياسة من مختلف نواحي ريف محافظة أبين، لكن كل ذلك لم يرق لخفافيش الظلام ومصدري الفتنة فأرادوا أن يصنعوا منها وكراً للإرهاب ينشرون من خلاله أفكارهم العفنة وينفثون سمومهم تجاه البشر والحجر ويعبثون بواسطة منهجهم الفاسد بكل ما يمت للحياة بصلة.والغريب في أمر هؤلاء الخارجين عن القانون أنهم يجعلون من الدين شعاراً لهم وحجة يبررون بها فظائعهم بينما الإسلام يرفض تلك الأعمال الشنيعة التي ارتكبتها هذه العصابات.عاد الهدوء إلى جعار، نعم عاد بقوة السلاح التي أبدتها قيادة المحافظة ففرضت هيبة الدولة في خطوة تحسب لصالح السلطة المحلية في أبين ولكن ما الذي يضمن عدم عودة تلك الأفكار الظلامية مستقبلاً؟ يجب أن تكون هناك حملة فكرية، دعوية، إعلامية تتولاها الصحافة الرسمية وأئمة وخطباء المساجد ورواد الفكر والمدرسون من أجل كشف أهداف الخارجين عن القانون وتعرية مزاعمهم المغلفة بلون الدين وبيان إن الدين الحق هو الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي بعيداً عن الغلو والتطرف.كما يجب أن تولي السلطة العناية الكبرى شريحة الشباب حتى لا يسقطوا في وحل هذه العصابات وليكونوا على بينة من إن الوطن يحتاج الشباب الذي يبني والذي يفكر في رقي بلده وشعبه وهذا يتطلب جهوداً مضاعفة لتحصين النشء والشباب من الانحراف في تيار الشذوذ الفكري.سلاماً جعار، سلاماً لكل من أسهم في نشر الأمن والسلام والطمأنينة في نفوس الأطفال والنساء والشيوخ الذين داهمتهم تهديدات الإرهابيين. سلاماً لكل من يحب السلام.