ناجي صالح الريشانيالإنفجار السكاني الكبير الذي تعاني منه بلادنا جراء ارتفاع معدل الخصوبة والزيادة في معدلات النمو السكاني ، يمثل أحد أهم المشاكل السكانية التي تقف عائقاً أمام دفع عجلة التنمية للأمام على مستوى كافة المجالات ، فكثير ما نسمع ونقرأ عن مخاطر تلك الزيادة السكانية وآثارها على الموارد الإقتصادية للبلد، وأنها “ أي الزيادة السكانية “ هي المتسببة حالياً في الضغط الذي نراه على مستوى كافة الخدمات الأساسية والضرورية الهامة الأخرى ، ونسمع أيضاً منذ فترات طويلة عن الخدمات الأساسية والضرورية الهامة الأخرى ، ونسمع أيضا منذ فترات طويلة عن دعوات حكومية وغير حكومية متكررة حول ضرورة التصدي لكافة المشاكل والتحديات السكانية من خلال التثقيف والتوعية عبر وسائل الإعلام المختلفة ..إلا أن تلك الجهود المبذولة وحدها - ليست كافية لتحقيق جميع الأهداف المرجوة منها فيما يتعلق بالتصدي للمشاكل السكانية ومعالجتها، حيث أن نسبة معدل النمو السكاني والبالغ 3% ما يزال مرتفعاً جداً ويعد من أعلى المعدلات على مستوى دول المنطقة العربية والدولية. وإزاء وضع كهذا يهدد مستقبل اليمن ، فإنه لابد من تضافر الجميع وتوحيد كافة الجهود من قبل الحكومة والمنظمات والجمعيات ووسائل الإعلام المختلفة من خلال تكثيف عملية التوعية للجمهور فيما يتعلق بقضايا السكان وعلى مدار العام وبشكل مستمر ، فبالتوعية وحدها نستطيع تحقيق الأهداف شريطة أن تكون الجهود والتوعية جماعية وفق خطط مرسومة بدقة ومواجهة للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المستهدفين عبر أسرع الطرق التي تختصر الوقت والجهد والمال والمتمثلة في “ المدارس ، المساجد “ إلى جانب وسائل الإعلام . أذا فالحل يكمن أولاً في التركيز على فئة الشباب في المدارس والجامعات ، وبإمكانكم أن تتخيلوا معي لو تم التركيز على إستهداف الطلاب والطالبات في مرحلة التعليم الثانوي فقط على مستوى جميع مدارس الجمهورية وتوعيتهم حول قضايا التعليم الثانوي فقط من خلال تخصيص يوم واحد في الشهر أو حصة في الأسبوع من الحصص المدرسية أو من خلال تخصيص ربع ساعة فقط أثناء طابور الصباح في المدارس للتوعية بقضايا الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . فإننا بذلك وخلال عام واحد فقط من التوعية نكون قد استطعنا توعية ما يقرب من مليوني طالب وطالبه - على الأقل - في مرحلة التعليم الثانوي بجميع مستوياتها بكافة المشاكل السكانية وكيفية قيامهم بدورهم التوعوي داخل أسرهم في البيوت ، وإذا أفترضنا أن كل طالب وطالبه أو أحدهما قام بدوره كما يجب في توعية “ أحد أفراد أسرته” بأهمية وفوائد تنظيم الأسرة ووسائل وطرق المباعدة بين الولادات وصحة الأم والطفل لأصبحت النتيجة لدينا ( 4) مليون نسمة على الأقل وصلتهم الرسالة التوعوية وعملوا بها .. وخلال عامين ستكون النتائج إيجابية إلى حد كبير . وكذلك الحال بالنسبة للدور الذي يمكن أن يقوم به خطباء المساجد أثناء خطبة الجمعة - خطبة في الشهر، فإذا تناول الخطيب موضوع تنظيم الأسرة من وجهة نظر الإسلام فسنحصل على نتائج مماثلة. وبهذه الطرق المباشرة والسريعة على جانب دور وسائل الإعلام والمنظمات والجمعيات وغيرها من الفعاليات التوعوية سنصل إلى تخفيض نسبة معدل النمو السكاني الذي تسعى إليه السياسة الوطنية للسكان ويطمح إلى تحقيقه المجلس الوطني للسكان .
أهمية التوعية السكانية في المدارس والجامعات والمساجد
أخبار متعلقة