- الشهادة العلمية يحصل عليها الطالب أو الدارس في اليمن كدليل بيده على أنه أمضى السنوات المخصصة للمرحلة ، وليس لأنه تمكن من إجادة طرق كسب المعلومات وطرائق التفكير واستوعب الخبرات، وصار مؤهلاً للمرحلة التالية أو جاهزاً للقيام بعمل أو مهنة ما تنفعه وتنفع مجتمعه.صارت شهادة نهاية المرحلة الأساسية شهادة بأن الطالب قد أمضى في المدرسة تسع سنوات ، وشهادة الثانوية لمن أمضى في المدرسة الثانوية ثلاث سنوات ، والبكالاريوس أو الليسانس تمنح لمن حضر إلى الجامعة مدة أربع سنوات.شهادات تثبت أن أصحابها استحقوها لأنهم استغرقوا الوقت اللازم للحصول عليها وليس لأنهم تعلموا وتربوا وتدربوا وتثقفوا .. والدليل على ذلك أن سلوك الأمي في مجتمعنا وسلوك المتخرج من الجامعة متشابهان .. ورغم أن المدارس والجامعات أخرجت ِإلى السوق نحو 15 مليون متعلم إلا أن السائد في السوق هو سلوك السبعة ملايين أمي.- مرة كنت راكباً حافلة نقل ركاب ( عصر - التحرير) وفي منتصف الطريق استوقف الحافلة زبون أنيق.. بذلة وربطة عنق وفي يده حقيبة والأخرى صحيفة.. صعد إلى الحافلة وجلس إلى جانبي .. قلت له : كيف حالك يا دكتور ؟ وأخذنا نتجاذب الحديث .. وعندما انعطفت الحافلة نحو طريق باب اليمن .. صاح الدكتور : أين رايح يا سواق ؟ قلنا : ميدان التحرير .. قال : وقف يا سواق أنا أريد باب اليمن .. وهذا ما حدث..بعد أن نزل الدكتور من الحافلة قال لي رجل : ما الفرق بين الدكتور وبيني أنا الرجل الذي لا أقرأ ولا أكتب ؟ فأنا أوقفت الحافلة وسألت عن الوجهة لأني لا أقرأ ولا أكتب وصاحبك الدكتور يريد الذهابِ إلى (باب اليمن) فركب حافلة مكتوب في مقدمتها « التحرير»! لقد سبب لنا وللسائق متاعب وأهدر وقته ووقتنا.- عندما تصبح الشهادة « صكاً» لتجاوز المراحل ونيل المكانة يصبح السعي إلى الحصول عليها ممكناً دون حاجة إلى «المعرفة والمهارة» .. واقصر طريق لهذا الشيء الممكن هو الحصول على شهادة مزورة، لكن لأن التزويرغير مشروع يمكن الحصول على الشهادة عن طريق الغش في الاختبارات .. أصبح بإمكان الطالب في المرحلة الأساسية أو الثانوية الحصول على الشهادة بطريقة مشروعة .. وهذه الطريقة تتمثل في الجلوس في قاعة الاختبارات ويدون في كراس الاختبارات كل الإجابات المطلوبة دون أن يدرس أو يذاكر .. وذلك عن طريق الغش الذي صارت له فنون وصارت له استوديوهات ومعلمون ومراقبون .
تعليم غير منتج
أخبار متعلقة